تأثرهم بالطبيعة وثقافة المكان أبرز ملامح إبداعاتهم

أعلام الرواية اليابانية.. ببلوغرافيا أدبية

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يضيء كتاب «أعلام الرواية اليابانية»، لمؤلفه علي كنعان، على أبرز قامات الفكر والرواية في اليابان، ويكتب علي كنعان في مقدمته، معلومة تضيف بعداً جمالياً وثقافياً حول اليابان، البلد الكائن في أقصى شرقي آسيا.. المطل على المحيط الهادي ويضم: اليابان والولايات المتحدة وكندا والصين واستراليا ودول أميركا اللاتينية، حيث يبدو شكل اليابان الجغرافي.

كما حيوان التنين المسترخي هناك في الخريطة.

والتنين هو البرج الخامس من دائرة الفلك الصيني، في ثقافة تلك المنطقة من شرق العالم، يرمز للصحة والنشاط ورقة الشعور وباقة كبيرة من القيم النبيلة كالشرف والحلم والشجاعة وحسن الطالع.

ويصف الكتاب الطبيعة الشخصية للياباني بكونها تتسم بالصبر والتحفظ والكتمان، وهو ما يعبر عن الطبيعة الجبلية الغامضة القاسية والجميلة أيضا. ولعل فكرة توظيف «القناع» في مسرح النو التقليدي يعبر رمزياً عن تلك الشخصية.

كما يرصد الكتاب، تاريخ اليابان، مبينا أنها عاشت نحو 265 سنة من العزلة الشاملة، في ظل الحكم العسكري /‏ اﻹقطاعي.. ومن تشارك فيه التاريخ مع الجغرافية، والأحوال الاجتماعية والموروثات الثقافية وتأثيرات البيئة.. فكلها تشاركت في صياغة الشخصية اليابانية نفسيا ووجدانيا، سواء في الرواية وغيرها من أجناس الأدب والفنون.

ويستعرض الكتاب، خصائص الرواية اليابانية الحديثة، مشيراً الى انها تتميز عن الرواية الغربية أو الأميركية بمميزات خاصة.. فهي المكتوبة باللغة اليابانية، المعبرة عن تجربة ﺇنسانية لمجموعة من البشر في شروط خاصة بهم، في اليابان تحديدا.

وهناك أيضا، رهافة الحس البصري ووفرة الصور الحسية، مما يترك آثارا عاطفية وجمالية على القارئ، حتى إن بعض الروايات ان شاهدتها على شريط سينمائي تظن أن الكاتب كتبها خصيصا للسينما، وهو ليس صحيحا.

كما تتميز الرواية اليابانية بالميل ﺇلى اﻹيجاز والتكثيف ولا تصرح بكل شيء والنهل من البيئة المحلية وثقافة المكان. ويبدو الكاتب الروائي الياباني وكأنه يكبح رغباته فلا يعلن الحقيقة ولعله لا يدركها، وكأن النزعة الباطنية في الانطواء وتحدي المكاشفة انتقلت من الواقع المعاش ﺇلى فضاء السرد المتخيل، ويبدو جمال الطبيعة ينعكس على الأسلوب السردي.

فيما أشار النقد للرواية اليابانية ﺇلى أن الرواية اليابانية تتحاشى التوتر الدرامي، حتى في المواقف التي تستدعي حبكة درامية.. ويكتفي الكاتب بتفكيك المواقف المتواترة ويمضي برقة وسلاسة.. وربما ينتقل ﺇلى موقف جديد وحالة مختلفة.

ومن أشهر أدباء اليابان، كما يحصرها الكتاب، في القرن العشرين: أكوتاغاوا، ناتسومة، كاواباتا، تانيزاكي، أووه.

وأكوتاغاوا (1892-1927)، وهو كاتب قصة قصيرة، ومن أشهر أدباء القرن العشرين ووضع حدا لحياته وهو في الخامسة والثلاثين من عمره، ولمكانته أطلقوا اسمه على جائزة للأدباء الشبان لمرتين في السنة الواحدة. ويتميز أسلوبه بالشاعرية وبالكثافة والغموض، مع اعجابه بالتراث الاسطوري واعادة صياغته.. كما كتب للطفل والصبيان.

ومن بين أشهر كوكبة الروائيين اليابانيين، كما يحصرها الكتاب: ناتسومه سوسكي (1867-1916) وهو رائد روائي له ملحمة رائعة قبل وفاته بسنتين «كنوسكه»، كازاباتا.. (1899-1972) وهو من أسرة نبيلة، كان أبوه طبيبا محبا للأدب، حرم من أبويه ثم جدته قبل أن يبلغ السابعة، تانيزاكي (1886-1965)، أووه..(1935- ) ويعد من اهم كتاب العالم في النصف الآخر من القرن العشرين.

الكتاب: أعلام الرواية اليابانية

المؤلف: علي كنعان

الناشر: كتاب الرافد - دائرة الإعلام والثقافة بالشارقة 2017م

الصفحات:

258 صفحة

القطع: الصغير

Email