يمثل كتاب «قضايا اجتماعية في الصحافة الإمارتية .. دراسة تحليلية»، لمؤلفته نورة إسماعيل شاهين، رؤية بحثية معمقة، ترصد كيفيات معالجة وتناول الصحافة في دولة الإمارات العربية المتحدة، لمجمل القضايا المجتمعية.

تركز المؤلفة في محاور وموضوعات بحثها، على التطرق إلى جميع التفاصيل والجوانب بخصوص الموضوع، معتنية بشرح آليات التناول وأبعادها وطبيعة تأثيرها. وتبين في السياق، مدى أهمية وقيمة أن يؤدي الإعلام عموماً، والصحافة خاصة، دوراً حيوياً بنّاءً في التصدي للموضوعات والقضايا المجتمعية، وكذا إيجاد وطرح مجموعة الحلول الممكنة لها.

تحاول نورة، بداية، الإجابة عن تلك التساؤلات حول كيفية أداء الصحافة لهذا الدور، باستعراض وتحليل رؤية كتّاب الأعمدة في الصحافة الإماراتية، موضحة إلى أي مدى كونها فعلياً تعكس هموم الناس، وحقيقة درجة إسهام هؤلاء الكتّاب في خدمة قضايا مجتمعهم. وفي هذا الإطار، لا تهمل نورة إدراج كل الإيجابيات والسلبيات معاً.

تخصص نورة وقفة تحليلية موسعة في محاورها الدراسية، تحكي فيها عن إهمال كتّاب الأعمدة قضايا المرأة، واعتمادهم على النقد الإيجابي الذي يكون هدفه الأول المصلحة العامة واستقرار المجتمع وتطوره. كما ترصد البيئة الصحافية في مجتمع دولة الإمارات، وتؤكد دور الإعلام للنهوض وتقدم الشعوب، إذ تنعم دولة الإمارات العربية المتحدة ببنية إعلامية واتصالية جيدة، ومن أبرز سمات الإعلام الإماراتي أن الصحافة الإماراتية تتمتع فيه بهامش من الحرية.

كما تلفت المؤلفة النظر إلى الدور الإيجابي للصحافة الإماراتية، إذ لاحظت أنه في نهاية عام 2011، أعلن عن حزمة من المفاجآت السارة في عيد الاتحاد، وعكستها واحتضنت صداها الصحف الصادرة، ومنها: تجنيس أبناء المواطنات، زيادة المرتبات (زيادة مرتب المعلم بشكل خاص). وتشير المؤلفة إلى أن جميع تلك القضايا كانت قد طرحت إشكالياتها الصحافة الإماراتية، قبل إقرارها.

ثم يقدم الكتاب في الباب الثاني، عرضاً تحليلياً ونقدياً لأهم القضايا الاجتماعية الخاصة بالمرأة والطفل والتركيبة السكانية ومشكلات الشباب والتوطين والتربية والتعليم.

وتخلص المؤلفة إلى جملة توصيات وحلول، تجد أنه لا بد من التزامها، ومن بينها: عدم إهمال قضايا ومشكلات اجتماعية مهمة، كارتفاع نسب الطلاق والعنوسة، مشكلات عمل المرأة، وأن يستمر الصحافيون في تسويق الأفكار الإيجابية عبر أعمدتهم الصحافية، كأهمية التعاون مع الأجهزة الأمنية، التخطيط لحملات صحافية عبر الأعمدة الصحافية اليومية والأسبوعية، أن يستمر الصحافيون في تأكيد القيم والأخلاق، لأهميتها في بناء الإنسان والمجتمع بأسره على قواعد متينة وقوية.

كما تستعرض نورة العديد من نماذج الأعمدة الصحافية في فترة زمنية معينة، وتركز على دراستها بعمق، لإبراز حجم وكيفية اهتمام الأعمدة في الصحافة الإماراتية بالقضايا الاجتماعية. وتبين المؤلفة في هذا الخصوص أن عدداً بسيطاً من بينها هو الذي يعنى بالقضايا السياسية والاقتصادية، وبالرغم من هذا العدد البسيط، فإنها استطاعت (الأعمدة الصحافية)، أن تكون صوتاً مميزاً ومعبراً عن القضايا الاجتماعية، كالأسرة والتعليم والتوطين والأمن والغلاء.

 وتلفت نورة إلى وضوح تركيز كتّاب الأعمدة الصحافية على توعية القطاعات المختلفة من المجتمع، منها تثقيفهم وتوعيتهم للأسرة التي كانت واضحة وبارزة، إذ كثيراً ما يؤكدون أهمية التماسك الأسري.

والأساليب الصحيحة في التربية الخاصة مع الطفل. وكذلك لم يترك الكتّاب هؤلاء، حسب المؤلفة، مناسبة إلا واستغلوها لإثارة قضية مجتمعية ما، فعلى سبيل المثال، هناك مجموعة من المقالات الصحافية تزامنت مع «عيد الأم» في شهر مارس في إحدى السنوات، استغلوها لتذكير القراء بضرورات البر بالأم. كما تبدى ذلك جلياً أيضاً في قضية التربية والتعليم، إذ لم يترك الكتّاب أية مناسبة في هذا الميدان، من مشروعات جديدة وشكاوى لأولياء الأمور، إلا وتحدثوا عنها في أعمدتهم، وعبّروا عن معاناة الأهل والطلبة والمعلم أيضاً.

وفي العموم، يمثل الكتاب قراءة بانورامية موسعة ومعمقة، في حقل الأبحاث الإعلامية الإماراتية، سواء من جهة الموضوع والتحليل، أو من جهة طريقة العرض والتناول.

 المؤلف في سطور

 نورة إسماعيل شاهين، كاتبة وباحثة إماراتية، حاصلة على الماجستير في الاتصال المباشر، عملت محررة ثم سكرتيرة تحرير في مجلة «الرافد الثقافية» خلال الفترة: من عام 2008 حتى 2011، تعمل حالياً مسؤولة علاقات إعلامية في قسم الإعلام في دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، لديها دراسات ومقالات عديدة.

 الكتاب: قضايا اجتماعية في الصحافة الإماراتية

تأليف: نورة إسماعيل شاهين

الناشر: إصدارات دائرة الثقافة والإعلام - الشارقة 2013

الصفحات: 219 صفحة

القطع: الصغير