من عصور ما قبل التاريخ حتى الاستقلال

مُختصر تاريخ البلاد التونسية.. الإنسان والأرض

ت + ت - الحجم الطبيعي

يُجّمِلُ كتاب "مُختصر تاريخ البلاد التونسية.. الإنسان والأرض (من عصور ما قبل التاريخ حتى الاستقلال)"، لمؤلفه، الدكتور عبد العزيز بن حمد الحسن، جميع ما أتيح وتوفر من بحوث عن تاريخ "إفريقية": الاسم الذي يطلقه المؤرخون على ما يعرف اليوم بالدولة التونسية، كما يقول الحسن :" التي تملأ الأسماع والأبصار بحيوية شعبها المتطلع دائماً إلى الأمام". وتمتد الفترة التي يغطيها الكتاب في موضوعات أبحاثه، بدءاً من عصور ما قبل التاريخ وحتى العصر الحديث، أي يوم إعلان استقلال الجمهورية التونسية.

يستهل الحسن أبحاث كتابه بـ" تعريف" شامل، يشرح فيه أولاً، معنى اسم تونس، مرجحاً أن يكون الاسم مشتقاً من الأنس. ويبين هنا أنه ذكر المؤرخ التونسي عبد الرحمن بن خلدون، أن أصل كلمة تونس التي تُعرف بها حاضرة شمال إفريقية، يرجع إلى ما عرف عن المدينة من ازدهار عمراني وحيوية اقتصادية وثقافية واجتماعية. وبين أن اسم تونس اشتق من وصف سكانها والوافدين عليها، لما عرفوا به من طيب المعاشرة وكرم الضيافة وحسن الوفادة. وسميت البلاد باسم عاصمتها، مثل كثير من الدول.

ينتقل مؤلف الكتاب، بعدها، إلى إدراج تفاصيل عديدة، حول موقع تونس ومساحتها الإجمالية وأهمية إطلالتها على البحر المتوسط، لافتاً في هذا السياق إلى الدور الكبير لموقعها، وإلى مكانتها الاقتصادية وتميز مناخها ووفرة تساقط الأمطار فيها. ويقدم المؤلف في هذا الصدد، وصفاً شاملاً ودقيقاً، للمعالم الجغرافية في البلاد.. وكذا سمات الزراعة وأنواعها، ذاكراً أبرز الأنهار فيها.

يبدأ الحسن فصول كتابه باستعراض لتاريخ البلاد في عصور ما قبل التاريخ، موضحاً أن تميز الموقع الاستراتيجي للبلاد التونسية: بين القارة الإفريقية والبحر الأبيض المتوسط، جعلها منطقة جاذبة للعيش الإنساني، وبذا نشأت على أرضها أقدم الحضارات وأعرقها، منذ العصور السحيقة. ويدرج الحسن هنا شروحاً مفصلة عن الحياة والحضارات في تونس خلال :

 العصر الحجري الأسفل، عصر وسط ما قبل التاريخ، عصر أعلى ما قبل التاريخ (ومن الحضارات خلاله: الوهرانية)، العصر الحجري الحديث (القبصية- المتوسطية). ويتحول المؤلف، عقبها، إلى تبيان "حضارات فجر التاريخ في البلاد التونسية". ثم يحكي عن سكان تونس الأوائل.

يقدم الحسن في الفصل الثاني من الكتاب، تاريخ تونس في العصور القديمة، متحدثاً فيه عن عهود: القرطاجي أو البونيقي، الروماني، الوندالي، البيزنطي. ويفرد مساحة مهمة لاستعراض مراحل وتفاصيل العهد القرطاجي، ومن أبحاثه: الفينيقيون وتاريخ قرطاج، حضارة قرطاج، ديانة قرطاج، الحروب البونية (الفينيقية) الصراع القرطاجي الروماني، الدولة الرومانية، انتصارات حنبعل (هانبيعل= هانيبال)، الحرب البونية الثالثة وتدمير قرطاج.

يخصص الحسن فصل كتابه، الثالث، لموضوع: العهود الإسلامية الأولى، ويناقش فيه: الفتح العربي الإسلامي، عهد الولاة وظهور الخوارج، عهد الإمارة الأغلبية. وفي كل من هذه المحاور، يرصد المؤلف محاور تفصيلية.

يحرص المؤلف، في رابع فصول كتابه، على تتبع كامل المحطات والحيثيات الخاصة بتاريخ تونس. فيتحدث عنها بشكل موسع، خلال شتى مراحل وفترات وعهود الدولة الإسلامية : (الدولة الفاطمية، الصنهاجية، الموحدية، الحفصية).. ويتطرق هنا إلى جملة قضايا وسير، من بينها : الهجرة الهلالية.

يرصد الحسن في الفصل الخامس، طبيعة "الصراع الإسباني التركي لاحتلال تونس". وتحت عنوان: " العهد المعاصر .. الاحتلال الفرنسي وفرض الحماية"، يشرح في الفصل السادس، مراحل متنوعة في تاريخ البلاد إبان تلك الفترة، مركزاً على: عرض ماهية سياسة الاستعمار الفرنسي في تونس، خلع الباي ونهاية النظام الملكي وبداية النظام الجمهوري، أحوال المجتمع التونسي أثناء الاستعمار.

ولا يغفل المؤلف في الفصل عينه، الحديث عن حركة التحرير الوطنية التونسية وعن النضال الوطني في البلاد ضد الاستعمار.. ومن ثم خطوات وحيثيات الاستقلال. يرفق الحسن كتابه، بمجموعة ملاحق، منها: العرب والإسلام، نص عهد الأمان ( 1857).

 المؤلف في سطور

 الدكتور عبد العزيز بن حمد بن عبد الله الحسن. كاتب وباحث. حاصل على شهادة الماجستير في الإعلام. أستاذ الإعلام (متعاون) في جامعة الملك سعود وجامعة الإمام في الرياض. شغل وظائف عديدة، منها: مدير عام إذاعة الرياض، مدير تلفزيون أبها. من مؤلفاته: الدراما التلفزيونية.. أساسيات الإنتاج ومعايير العرض، من قطاف الخبرة (ديوان شعر).

 

الكتاب: مُختصر تاريخ البلاد التونسية.. الإنسان والأرض (من عصور ما قبل التاريخ حتى الاستقلال)

تأليف: الدكتور عبد العزيز بن حمد الحسن

الناشر: دار الفاتحين للطباعة والنشر والتوزيع- تونس 2013

الصفحات: 366 صفحة

القطع: الكبير

Email