بعد أن أصدر عدداً كبيراً من الروايات، اتجه الروائي والباحث الإماراتي علي أبوالريش، إلى الفلسفة فأصدر، أخيراً، كتاب «رؤى فلسفية في الحكم والفروسية ــ مقاربة فلسفة محمد بن راشد آل مكتوم بالفلسفات الكبرى»، إذ تناول فيه فكر وفلسفة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، كنتاج لقراءته كتابي سموه «ومضات من فكر» و«رؤيتي».

علي أبوالريش ألف كتابه هذا مستنداً إلى دراسته الأساسية في مجالي علم النفس والفلسفة، ومن هنا كان قادراً على أن يخوض في التفاصيل، ويصل إلى نتيجة مهمة، والتي يؤكدها في حوارها مع (بيان الكتب): صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وضع نظرية فلسفية رابعة إلى جانب نظريات ثلاث قديمة، غيرت تاريخ الإنسانية.

*ما دوافع تأليفك كتاب «رؤى فلسفية في الحكم والفروسية ــ مقاربة فلسفة محمد بن راشد آل مكتوم بالفلسفات الكبرى»؟

** بعد قراءتي لكتابي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله:«ومضات من فكر» و«رؤيتي»، استنبطت، ومن خلال القراءة، عمقاً فلسفياً، خرج بالنسبة لي عن مجال النظريات، ووصل إلى التجليات.

وكوني متخصصاً في علم النفس والفلسفة، اتكأت على قراءاتي في مقاربة الكتابين بالفلسفة الإنسانية، بدءاً من الفلاسفة القدامى، مثل: أرسطو، ووصولاً إلى فلاسفة العصر الحديث، كجون لوك وديكارت وعالم النفس سيغموند فرويد. ذلك إلى جانب الفلاسفة العرب، أمثال: ابن رشد وابن خلدون.

دانة الدنيا والقصيد

* هل نستطيع القول إن كتابي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أساس ومنطلق لوضعك كتابك هذا؟

** بكل أمانة، من يقرأ كتابي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، يستدعي إلى ذاكرته ثلاث أفكار فلسفية عظمى، الأولى: فلسفة كوبرنيكوس عندما قال: «إن الشمس هي مركز الكون وليس الأرض»، إذ استطاع أن يغير وجهة نظر الإنسان عن مركز الكون، وأنه جزء من مكونات وكائنات أخرى.

أما النظرية الأخرى، فهي نظرية التطور لتشارلز داروين، والتي تتلخص بأن الإنسان ليس كما هو بل متغير، وهو ما دفع الإنسان إلى أن يبحث عن ماهيته وتكوينه حتى وصلنا إلى هذه المرحلة التي يسيطر فيها الإنسان على الطبيعة. والنظرية الثالثة هي نظرية سيغموند فرويد، التي تفيد بأن مركز التفكير ليس الشعور بل باللا شعور، وكل التصرفات ناتجة عن العقل الباطن.

ومن بعد قراءة كتابي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وجدت أنه وصل إلى نظرية رابعة استطاع من خلالها تحويل كثبان الصحراء الصفراء، إلى شاهقات باسقات. في دبي بستان من الشعر وحقل من الفروسية، محيط من التفكير.

عمق

*كم استغرقت من الوقت في تأليف الكتاب، وهل واجهتك صعوبات أثناء ذلك؟

** بقيت حوالي السنة، ما بين قراءة كتابي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ومن ثم تأليف الكتاب.

ومما لا شك فيه، أن الكتاب يحوز عمقاً فلسفياً وهو زاخر بالمعلومات، فهو ليس بالكتاب العادي، بل يحتاج إلى قدرة ذهنية إبداعية كبيرة، بذلت معها ومن خلالها وقتاً وجهداً لاستقراء ما بين سطور كتابي «ومضات من فكر» و«رؤيتي».

وهذا ما احتاج مني فعلياً إلى وقت وصفاء ذهني كبيرين، كي أصل إلى دراسات وأعماق تكوّن مضمون الكتاب الذي وضعته عن فيلسوف عملاق. وبالتالي، فإني كرست جهدي لالتقاط المعلومة الصحيحة، لأجل وضعها في مكانها المناسب بحيث تلتقط الثمار الناضجة وتخطو بالكلمات، وتسير في رحاب عوالم الكاتب الشاسع الواسع.

القامة المتألقة

* ما آلية العمل التي وضعتها عند تأليفك الكتاب؟

** طبعاً، اعتمدت على مخزوني من القراءة، ولكني عندما التقطت هذين الكتابين اللذين ألفهما صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وجدت فيهما تمازجاً بين فكر وفلسفات كثيرة لعظماء عديدين، مثل: ابن رشد وابن طفيل، إضافة إلى فلاسفة كجان جاك روسو وجون لوك، فكان العطاء متناسقاً، وكأن المرء يسبح في فضاء واحد.

هذا الكتاب التفاتة تتحدث عن ميزات فيلسوف كبير، ويحق له أن يجد هذا الاحتفاء به. واقترح أن يصل الكتاب إلى الطلاب من أبنائنا، لكي يعرفوا ويعوا أن المحيط الأكبر في الإمارات هو الإبداع، وكذا آفاق الفلسفة والمعرفة.

* قدمت الكتاب إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عند صدوره، أخيراً، ذلك بينما استقبلك سموه في دبي. ماذا عن المشاعر التي أحسست بها في ذلك اللقاء؟

** عند لقاء صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تلتقي مع السحاب الذاهب. فأنت في حضرة قامة تألقت، أنت مع شخصية في المعنى هالة وجزالة، أخذت من رونق البحار عمقاً، ومن أفق الجبال شموخاً، ومن الصقور حزماً وجزماً، ومن بيرق الجسارة قوة ونخوة. في لقائه فإنك لا شك، في حضرة الشخصية المبهرة، والهالة المزدهرة.

*عُرفت روائياً. فهل كان هذا أول كتاب تؤلفه في مجال علم النفس والفلسفة؟

** أنا بالأساس خريج جامعة «عين شمس» - تخصص علم نفس، ومؤمن إيماناً تاماً بأنه لا بد أنه على الكاتب الروائي، أن يسبر أغوار الإنسان، وأن يكون في كل العمل الإبداعي، حاضراً في كل جملة وعبارة. وكنت قد أصدرت سابقاً، كتابين فلسفيين بعنوان «الكون الارتيابي». ودخلت فيهما إلى دور العقل الباطن ..

والأنا في تحديد مفاصل الحياة، وأتيت بزوايا مختلفة في الشأن تشرح علاقة الإنسان بالوجود والحياة. فالمسألة تكاملية، وذلك العمق والفلسفة والرؤية تعطي القوة، إذ لا بد أن يترادف العميق في المكان نفسه، الذي يتوجه إليه العمل الروائي، ويخوض في فضاءات الإنسان والفلسفة. وفي فضاء الوجود، وأدعو كل كتابنا وأحبائنا إلى أن يقرأوا ويتعمقوا قبل أن يتوجهوا إلى الكتابة.

*ما جديدك للفترة المقبلة؟

** أعمل حالياً، على كتابين. الأول روائي والآخر بحثي، وإلى الآن فإن المسألة مجرد أفكار، فالأمر يحتاج إلى وقت كي أجهز الأفكار في ذهني، ربما بعد سنة أو اثنتين.

إضاءة

*علي أبو الريش. روائي وشاعر وإعلامي إماراتي. ولد في 9 يونيو 1956 في منطقة معيرض في إمارة رأس الخيمة.

* تخرج في جامعة عين شمس ــ قسم علم النفس. شغل منصب مدير تحرير صحيفة الاتحاد في العام 2008، ومنصب مدير التحرير التنفيذي في العام 2012.

*يعمل حالياً، مديراً لمشروع (قلم) في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، ولديه عمود في صحيفة الاتحاد.

*بدأ نشاطه الأدبي في العام 1979 وكانت روايته «الاعتراف» واحدة من أفضل مئة رواية عربية.

* أصدر الكثير من الروايات، منها: ثنائية الروح والحجر، زينة الملكة.

* حصل على العديد من الجوائز، بينها: جائزة الإمارات التقديرية للعلوم والفنون والآداب سنة 2008.

رؤى فلسفية في الحكم والفروسية.. ومضات باقية في التاريخ الإنساني

يقع كتاب «رؤى فلسفية في الحكم والفروسية ــ مقاربة فلسفة محمد بن راشد آل مكتوم بالفلسفات الكبرى»، الصادر عن «دار هماليل للنشر»، في 112 صفحة، ويتألف من خمسة فصول. لم يعنونها المؤلف علي أبوالريش، بل بقي مسترسلاً فيها، من دون الرجوع إلى الأكاديميات المعقدة، من أجل أن يقرأ الكتاب كل مهتم.

وركز وبحث المؤلف في كل مقولات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في كتاب «ومضات من فكر»، وقارن من خلال فصول كتابه بين تلك المقولات الفلسفية الكبيرة، وما قاله كبار الفلاسفة. ومنها: «لا تمارس عملك كموظف، بل مارسه كقائد يحب وطنه وكصانع عشق يعشق صنعته، وكفنان يبدع فنه».

وثبة الفكرة (ومضات من فكر )

ويقول علي أبوالريش: من يقرأ كتاب (ومضات من فكر) يتلُ الزرقة التي تأخذه إلى سماء زرقاء، نجومها طائرات ورقية في يوم فرح، وسحاباتها شرشف فضي مغسول بالدفء يدنو من الكلمة، «الجملة» تفشي له أسراراً وأخباراً وأطواراً، والشراع هو هذا الدفق الفكري مزدان بجمال البديهة وكمال القريحة، ووثبة الفكرة.

( لا بديل)

كما رأى أبوالريش أن «ومضات من فكر» سمفونية ذهنية وموال بحري، يسري مع وشوشة الموجة ليثري سواحلنا، بالمغزى وبأجمل ما تفوه به المحارات البديعة إذ تطل بأصابع نجومها فتشير إلى حيث تكمن العبقرية في صياغة المكانة، وتطريز المكان بكلمات حروفها خطوات رجل أيقن أن الحياة تبدأ بالحلم، ثم علم ينفع الناس.

كما استشهد أبو الريش بعبارة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الشهيرة:«لا بديل لنا عن المركز الأول، وكلمة مستحيل ليست في قاموسنا في دولة الإمارات».