محمد سوماوي من الفلبين، كان يعتنق النصرانية، ومتمسكاً بها إلى درجة الالتزام بمواعيد الصلاة والترانيم التي تقام داخل الكنيسة، وكان منشداً ضمن الكورال الديني مثله مثل والديه. يروي تفاصيل إسلامه قائلاً:
كان أساس عقيدتي الإيمان بالله، فعندما كنت نصرانياً كانت تراودني الأسئلة دائما، وكنت دائم الحضور للمناسبات الدينية النصرانية. وكنت أعمل لحاماً في تركيب الشبابيك الحديدية والأبواب. ولم يكن في خاطري أن أسافر خارج الفلبين.
ولحكمة أرادها الله سبحانه، سافرت أختي الكبرى إلى الكويت للعمل بها قبل الغزو العراقي، وفي أثناء وجودها حدث الغزو واستمر لمدة سبعة أشهر، وانقطعت الأخبار عنها تماما مع فقداننا الأمل بالعثور عليها حية. لكن بعد 9 أشهر، استلمنا رسالة عليها اسمٌ مسلم بعد أن منَّ الله عليها بالهداية، وأخبرتنا فيها بأنها حية وأسلمت وتزوجت من كويتي.
بعدها أعربت شقيقتي عن حاجتها لوجودي معها في الكويت فسافرت في 28 نوفمبر 1992. ومكثت مع أختي مدة قصيرة تلقيت خلالها دعوات منها وزوجها إلى الإسلام.
وأخذ ينبعث في مخيلتي السؤال: لماذا اعتنقت أختي هذا الدين؟
وبدأت أقرأ عن الإسلام، ولم يكن اهتمامي بالحلال والحرام بقدر معرفة العقيدة الإسلامية أولاً فهي أساس العبادة.
وكان أول ما عرفته معنى الأذان، وأنه يدعو إلى الصلاة. عندها ازداد اهتمامي بالإسلام مع ارتفاع الأذان من فوق المآذن، ومتابعتي لشقيقتي وزوجها وهما يصليان سوياً، وما كان يترتب على ذلك من شعور بالطمأنينة يتسرب إلى قلبي.
لكن نقطة تحول كانت تنتظر مسيرتي في الحياة، تمثلت بمشاهدتي لبرنامج للداعية صلاح الراشد، وحديثه اليومي عن المقارنة بين الإسلام واليهودية والنصرانية.
وكانت دهشتي كبيرة عندما اطلعت لأول مرة على إثبات الشيخ لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم من خلال النصوص الإنجيلية قبل أن يطرأ التحريف عليها، الأمر الذي دفعني إلى قراءة ما ورد في سفر التثنية في الإنجيل: "لهذا أقيم لهم نبياً من بين إخوانهم وهو مثلك، وأضع كلامي في فمه، فيخاطبهم بكل ما آمرهُ به، فيكون أن كل من يعصي كلامي الذي يتكلم به باسمي، فأنا أحاسبه".
في تلك اللحظة بدأ نور الحقيقة يسطع في قلبي، وقررت إعلان شهادتي بوحدانية الله الخالق، وبأن عيسى بن مريم هو عبدالله ورسوله ومحمد رسول الله خاتم الأنبياء والمرسلين نبي الرحمة.
أشهرت إسلامي في الخامس عشر من شهر رمضان المبارك من منطلق خوفي من عقاب الله واقتناعي بوجدانية الله تعالى، ولا يعني إسلامي أنني تركت المسيح عليه السلام، بل الإسلام يضع سيدنا عيسى في المكانة المناسبة له وهو عبدالله ورسوله مثل النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، مع فارق أن رسول الله محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وكلاهما يدعو إلى توحيد الله عز وجل.
فضل الله
يعيش محمد سوماوي الآن في غاية السعادة، وقد تحول إلى داعية إلى الله تعالى، بعد أن قرأ العقيدة الإسلامية جيدا، وفهم أصول الإسلام، وها هو يروي حياته الجديدة، قائلا: تعلمت ودرست الإسلام بعد إشهار إسلامي واجتزت كل الدورات والمحاضرات وحصلت على شهادات عدة، وتخرجت في البداية مساعد داعية للجالية الفلبينية والآن أعمل كداعية بفرع لجنة التعريف بالإسلام الكويتية، والحمد لله فقد أسلم الكثير على يدي في الفلبين، فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. وشاركت في العديد من الحوارات بين النصارى والمسلمين وحججت إلى بيت الله الحرام مرات عدة، واعتمرت مرات كثيرة، وحباني الله تبارك وتعالى برعاية وهداية لم تكن في الحسبان ولم أكن أتخيلها.
واقتضت حكمة الله تعالى أن أتحول من منشد في الكورال الديني بالكنيسة إلى داعية إسلامي. وخلاصتي من تجربتي أقولها بكلمات: نعم، إنها هداية الله صاحب الفضل ومالك الملك الرحمن الرحيم والحمد الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
