القصر في الصلاة من الأمور التي يحتاج المسلم إلى فقهها على الوجه الصحيح، فالسفر في هذه الأيام بات عادة شبه دائمة لكثير من الناس، سواء كان السفر لطاعة كزيارة للأقارب والأرحام، أو كمباح للتجارة والعلاج والسياحة، وفي كل تلك الأحوال يحتاج المسلم إلى أن يفقه الوجه الذي ينبغي أن يقيم صلاته عليه. وحول هذا الأمر جاء السؤال، وجاءت الإجابة في الفتوى التالية من قبل فضيلة الشيخ عبد الحي يوسف:

السؤال:

سؤالي يا شيخ عن القصر في الصلاة في حالة السفر، هل هو مرتبط بتحديد الإقامة أم لا؟ فعلى سبيل المثال: إذا سافرت وفي نيتي العودة بعد ثلاثة أيام إن شاء الله تبارك وتعالى؛ هل أقصر أم لا؟ وإذا كانت الإقامة أكثر من ذلك وسواء كانت محددة أيضاً أو غير محددة؛ هل أقصر أم لا؟ أرجو يا شيخ أن تجيبني بالتفصيل من أجل تحصيل الحكم الصحيح والفائدة وشكراً جزيلاً.

الإجابة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا وإمامنا محمد الصادق الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: فأسأل الله لي ولكم هداية ورشاداً، وصلاحاً واستقامة، ونجاة وفوزاً في الدنيا والآخرة، اللهم آمين، وللمسافر في طاعة كصلة رحم أو مباح كتجارة أن يقصر الصلاة ما دام في الطريق، فإذا وصل إلى المكان الذي يريد وقد نوى أن يقيم أربعة أيام صحاح -أعني غير يوم الوصول ويوم الخروج - فليس له أن يقصر الصلاة، بل يجب عليه الإتمام بمجرد وصوله، وأما إن كانت إقامته دون ذلك - أي أقل من الأيام الأربعة - فله أن يقصر الصلاة الرباعية، وهي: الظهر والعصر والعشاء فيصليها ركعتين، والله تعالى أعلم.