السؤال: إذا كانت الزوجة لا تصلي بانتظام، أو لا تصوم، أو كانت تخل ببعض التزاماتها وواجباتها الدينية الأخرى، فهل الزوج مسؤول عن هذا يوم الحساب وهل سيعاقب عليه؟ وما هي مسؤوليته حيال هذا الموضوع في هذه الدنيا؟
الإجابة:قال تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ} [النساء: 34]. ففي هذه الآية أن الرجل والٍ على المرأة وقوّام عليها.
وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "والرجل راعٍ على أهل بيته ومسؤول عن رعيته، كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فالرجل راع ومسؤول عن رعيته" (أخرجه البخاري ومسلم من حديث ابن عمر رضي الله عنهما). وأهم ما يجب على الراعي توجيه رعيته إلى القيام بأمر الله تبارك وتعالى، فعلى الزوج أن يأمر زوجته بما أوجب الله سبحانه وتعالى عليها وينهاها عما حرّم، وأعظم الواجبات على المسلم الصلوات الخمس وصيام رمضان، هذان ركنان من أركان الإسلام، فالواجب على الزوج أن يأمر زوجته بأدائها وبالمحافظة على هاتين الفريضتين، ولا يجوز له أن يتهاون في ذلك، فإذا رأى منها التجاوب والطاعة فهذا هو المراد، وإن أصرّت على عصيانها فينبغي للمسلم ألا يبقيها له زوجة، بل عليه أن يطلقها، فكيف يرضى المسلم بزوجة لا تصلي أو تترك بعض الأوقات أو لا تصوم رمضان، هذا مما لا يليق بالمسلم، والله تعالى يقول: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [التوبة:71].
فمن قام بالواجب من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تبرأ ذمته، ويسلم من عقوبة الله عز وجل، ومن أهمل وتهاون فإنه يعرض نفسه لما توّعد الله سبحانه به التاركين لهذا الواجب، قال تعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ، كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} بالمائدة: 78- 79].
وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [المائدة:105] قال المفسرون: إذا اهتديتم: أي إذا قمتم بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والله تعالى أعلم.
