فضل شهر شعبان

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال الله تعالى :«لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً[ وأسامةَ بنِ زيد رضي الله عنهما أنه قال : قلت يا رسول الله لم أرك تصوم في شهر من الشهور ما تصوم في شعبان ، فقال r: «ذلك شهرْ يغفُل الناسُ عنه بين رجب ورمضان ، وهو شهرٌ تُرفع فيه الأعمالُ إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم».

لقد جعل الله سبحانه وتعالى لعباده أياماً مباركاتٍ ولياليَ عظيمة ينشط فيها المؤمنون بالعبادة فيمنحُهُم الله عز وجل توفيقَه ورضاه، كما يُقبلون على العمل الصالح وفعل الخيرات والتقرب بالنوافل سواء في العبادات أو الطاعات فيرزقهم الله تعالى العفو والرضا ومن هذه الأيام المباركات شهر شعبان الذي حباه الله تعالى بنفحاتٌ عظيمة، وخيراتٌ كثيرة، فكان رسول الله r يكثر فيه الصيام والقيام تقول أم المؤمنين السيدةُ عائشةُ رضي الله عنها: «لَمْ يَكُنِ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم يَصُومُ شَهْرًا أَكْثَرَ مِنْ شَعْبَانَ ، فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ ، وَكَانَ يَقُولُ « خُذُوا مِنَ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ ، فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا ، وَأَحَبُّ الصَّلاَةِ إِلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم مَا دُووِمَ عَلَيْهِ ، وَإِنْ قَلَّتْ » وَكَانَ إِذَا صَلَّى صَلاَةً دَاوَمَ عَلَيْهَا». قال الله تعالى: ]قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ[ ، ولكي يصل المسلم إلى مراده وهدفه المنشود الساعي دائما إلى تحقيقه المتمثل في غفرانِ الذنوبِ وسترِ العيوبِ وتفريجِ الكروبِ ودخول جنة النعيم يجب على المسلم أن يتبع هدي سيد المرسلين وإمام المتقين في كل الأحوال والأعمال ، كما حبى الله عز وجل هذا الشهر العظيم بليلة النصف منه التي حقق الله عز وجل فيها أمنية عظيمة لسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم المتمثلة في تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام قال الله تعالى : ( قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره وإن الذين أتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون).

ومما ينبغي ذكره أن شهر شعبان المكرم يجب أن نُكثرَ فيه من الصيام والقيام لقول نبينا r: «ذلك شهر يغفُل الناس عنه»، ولقوله : «تُرْفَعُ فيه الأعمالُ إلى الله» . وإذا كان النبي المعصوم r يحب أن يُرْفَع عَمَلُه وهو صائم فنحن أشدُّ احتياجاً إلى ذلك منه r بما فَرَّطْنَا في جَنبِ الله وكنا من الغافلين ، ونحن أولى الناس باتباعهr لقول الله تعالى : ] لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا [.

ويتمتع شهرِ شعبانَ بمَزِّيَةٌ عظيمة ألا وهي نزول الآية الكريمة :]إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًاً[ التي أمَرَ الله سبحانه وتعالى فيها المسلمين بالصلاة والتسليم على سيد الخلق أجمعين حتى يرفع درجاتِهم، ويغفر ذنوبَهم، ويكفر عنهم سيئاتِهم، ويتقبلهم قبولا حسنا.

ومن الأعمال العظيمة التي كان يفعلها الرسول الكريم الصيام في هذا الشهر والصيام في شعبان ما هو إلا تدريب على صيام رمضان حتى يستقبل المسلم شهر الصوم بِهِمَّةٍ ونشاطٍ وعزيمةٍ وصبرٍ كما أنه يمثل الاقتداء بفعل خير البشر rالذي قال عنه رب العالمين : ]مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا[.

Email