اللغة والقانون

تعريفات وتعاريف

ت + ت - الحجم الطبيعي

نلحظ في مستهل أغلب التشريعات إدراج مادة لتعريف المصطلحات والمفردات المستخدمة في متن التشريع توضح فيها المعاني المقصودة بتلك المصطلحات، والغرض من ذلك هو تحري الدقة في استخدام المصطلح وإخراج ما لا يكون قصداً للمشرع.

وتعريف الشَّيء هو: تحديد مفهومه الكلي بذكر خصائصه ومميزاته، ويستخدم المشرِّع مفردة «التعريفات» أو «التعاريف» اسماً لهذه المادة الاستهلالية، ويكثر التساؤل من المختصين عن المفردة الصحيحة هل هي التعريفات أم التعاريف؟ وكلا المفردتين جمع لكلمة تعريف (مصدر: عرَّف)، فمفردة تعريفات هي جمع على صيغة المؤنث السالم، مثل: توجيه، توجيهات، وتعليم، تعليمات، وتعليق، تعليقات.

أما مفردة «تعاريف» فهي جمع على صيغة أخرى لمفردة «تعريف» وهذه الصيغة هي صيغة منتهى الجموع، وهي صيغة قد وردت في جمع هذه المفردة، ومثيلاتها، وهذا يعني أن المفردتين صحيحتان، على الرغم من أن بعضهم ذهب إلى القول بخطأ «تعاريف»، فيما ذهب آخرون إلى القول بخطأ «تعريفات»، ولكني لم أجد قولاً فاصلاً وجازماً في خطأ أي منهما، والجدير بالذكر أن الغالبية يرون أن المفردتين صحيحتان، ولكنه يرجح مفردة على أخرى، وهذا ما أميل إليه.

فبالعودة لمعاجم اللغة واستخدام القدماء نجد أن الجمع على «تعريفات» هو الأفصح والأكثر انسجاماً مع اللسان العربي، وليس أدلّ على ذلك من وضع معجم مشهور لتعريف المصطلحات المستخدمة في العلوم والفلسفة والمنطق واللغة والفنون والفقه بعنوان: «التعريفات»، وهو من تأليف علي بن محمد بن علي الزين الشريف الجرجاني، حيث إنه اعتمد استخدام هذه المفردة عنواناً لكتابه الذي يتعرض فيه للكثير من المصطلحات بالتوضيح والتعريف وبيان المعنى المقصود بها.

وكتاب «التعريفات» للجرجاني هو معجم فيه أكثر من 1600 تعريف لمصطلحات مختلفة، وهو يشبه في شكله ومضمونه وغرضه مادة التعريفات التي تتصدر معظم التشريعات.

 

Email