أثبت حضوره في المناسبات الوطنية ودافع عن إنجازات المواطنين

إعلام الإمارات يُبدّد أوهام «الظلاميين» بالقوة الناعمة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تضطلع وسائل الإعلام بدور محوري في عملية التنمية والبناء، وتشكيل الرأي العام ودعم التوجهات الوطنية في أي بلد من بلدان العالم، وتعتبر بوصلة المحافظة على الإنجازات وصون المكتسبات، كذلك يمكن لهذا الوسائل أن تؤدي دوراً معاكساً وهادماً، من خلال التضليل وبث الشائعات والتحريض، عبر التركيز على بث الأفكار المتطرفة وتغذية الفكر الإرهابي، واليوم بتنا نرى المشهدين معاً، الأول مشهد إيجابي، والآخر مشهد ظلامي.

وفي السياق، ترى قيادات وطنية وإعلاميون أن المشهد الأول «الإيجابي» كان جلياً في مسيرة الإعلام في الإمارات، من خلال النهج الذي ركز من خلاله على تعزيز مفهوم الهوية الوطنية، عبر توظيف الفكر الاستراتيجي، والمستهدفات المدروسة في بناء الرسالة الإعلامية، فاستطاع الإعلام الوطني أن يكون المرآة التي عكست رسالة التسامح والسلام للدولة على الصعيدين الإقليمي والعالمي، وكان لبنة أساسية في المحافظة على الإنجازات التي حققتها الدولة منذ تأسيسها حتى الآن وتوثيقها، علاوة على أنه خط دفاع رصين لصون المكتسبات، كما أنه أدى دوراً ريادياً في التعامل مع مختلف الموضوعات المرتبطة بقضايا الأمن الوطني.

دور ريادي

تؤكد معالي نورة محمد هلال الكعبي، وزيرة الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، رئيس مجلس إدارة أبوظبي للإعلام، أن المؤسسات الإعلامية الوطنية في الإمارات أدت دوراً ريادياً في التعامل مع مختلف المواضيع المرتبطة بقضايا الأمن الوطني، وحماية وصون سمعة الدولة ومكانتها على مستوى العالم، في وقت تشهد خلاله المنطقة مجموعة من التحديات التي فرضت علينا كأجهزة إعلامية التكاتف لصدّها وإعادة توجيهها إلى الرأي العام والمجتمع بأسلوب توعوي وتثقيفي، يرقى إلى أفضل مستويات المهنية، ويدحض الشائعات والمعلومات المغلوطة أو المشوهة.

وتشير الكعبي إلى أن الوسائل الإعلامية في دولة الإمارات اعتمدت نهجاً استراتيجياً ركزت من خلاله على تعزيز مفهوم الهوية الوطنية عبر توظيف الفكر الاستراتيجي، والمستهدفات المدروسة في بناء الرسالة الإعلامية، وغيرها من الموضوعات ذات الصلة بالعمل الإعلامي، بما ينسجم مع توجيهات القيادة الرشيدة ورؤاهم، وبما يتكامل مع سياساتهم الخارجية.

مهمة محورية

وتقول الكعبي: «في ظل التطورات المحيطة، تضع المرحلة المقبلة على عاتق المؤسسات الإعلامية في دولة الإمارات مهمة محورية تتمثل في ضرورة العمل على بناء تصور مشترك لمواجهة التحديات الناجمة عن تلك التطورات، وهو ما نجحنا من خلاله في حشد أبناء الدولة والالتفاف حول قيادتنا الرشيدة، عبر الإسهام في بناء نموذج يعزز الهوية الوطنية، ويغرس التلاحم بين أبناء المجتمع الإماراتي، دون تضخيم أو مبالغة، في سبيل التركيز على نشر وتعميم رسالة الإمارات ودعم مهمتها الإنسانية».

وتعتبر الكعبي أن هذا التوجه بدأ يؤتي ثماره بالفعل من خلال الدور المحوري الذي تميزت به خلال المرحلة الماضية، عبر تسليط الضوء على إنجازات ومكتسبات الدولة في جميع القطاعات، إلا أنه يفرض على الجهات الإعلامية مجتمعة ضرورة مواصلة العمل على تطوير الخطط والممارسات، ومراجعة النهج الإعلامي في سبيل تقديم أقصى درجات الدعم لرسالة الدولة، والإسهام في وصولها بأسلوب مبتكر واستثنائي.

شريك

من جانبها، قالت منى المري، المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي رئيسة نادي دبي للصحافة، إن الإعلام المحلي شريك رئيس في مواكبة تطور دولة الإمارات، واستطاع أن يحمل مسؤولية كبيرة تجاه المحافظة على الإنجازات التي حققتها الدولة في شتى المجالات، ويترجم رؤية القيادة الرشيدة في تأكيد وتعزيز الثوابت الوطنية وتحفيز الطاقات الإيجابية لدى أبناء الإمارات، وترسيخ انتمائهم الوطني وتعريفهم بثقافتهم وتوثيق ارتباطهم بجذورهم.

وأضافت: «أن الإعلام المحلي أدى دوراً كبيراً جداً في توحيد الصف ونشر التلاحم والفخر، واستطاع مواكبة مسيرة النهضة التي تشهدها الإمارات في مختلف ميادين الحياة، وكان الداعم الرئيس لهذه النهضة، وعكس صورتها محلياً وإقليمياً ودولياً».

وأوضحت منى المري أن الإعلام الوطني يواصل دوره البناء في نقل رسالة المحبة والسلام والتسامح لدولة الإمارات القائمة على المساواة وصون الحريات وحقوق الإنسان واحترام الآخرين، وتوضيح الموقف الإماراتي الثابت حيال جميع القضايا المحلية والإقليمية والعالمية، علاوة عن دوره الرائد في التصدي للأخبار المغلوطة التي تبثها وسائل الإعلام المغرضة، من خلال الوسائل المختلفة بما فيها منصات الإعلام الجديد بهدف النيل من اللحمة الاجتماعية والوطنية.

وقالت المري: «حظي القطاع الإعلامي في الإمارات برعاية واهتمام كبير من قبل قيادتنا الرشيدة، وكان لذلك أثر واضح في تحويل الدولة إلى مركز إعلامي من الطراز الأول، عبر استقطاب أكبر مؤسسات الإعلام العربية والعالمية، خاصة من خلال المناطق الحرة المتخصصة في مختلف إمارات الدولة، علاوة على ذلك فلقد نجح الإعلام الوطني في مواكبة التكنولوجيا والتطوير الدائم واستقطاب الكوادر المتميزة، واستطاع أن يكون رافداً مهماً في نقل تجربة الإمارات الحضارية إلى العالم، وأن يحمل مسؤولية وطنية أسهمت في المحافظة على المكتسبات وتعزيز الإنجازات التي حققتها الدولة منذ تأسيسها، وكان وما يزال أحد أهم العناصر التي عززت تنافسية الإمارات على المستوى الإقليمي والدولي».

قوة ناعمة

وقال سامي الريامي، رئيس تحير صحيفة «الإمارات اليوم»، إن القوى الناعمة هي الأسلوب الحضاري والعصري في التعامل بين الدول، في ظل تراجع دور القوة العسكرية وتأثيرها، وأساليب التهديد المرتبطة بها، مؤكداً أن لدى الإمارات علاقات متينة مع الدول الأخرى اقتصادياً وسياسياً، وكذا إنسانياً، من خلال حجم المساعدات التي تقدمها بسخاء للشعوب المحرومة والفقيرة والمشردة، بفعل الحروب والكوارث الطبيعية.

وشدد على الدور الكبير المنوط بوسائل الإعلام تجاه دعم القوة الناعمة في الدولة، وتسليط الإضاءة على مستوى الإنجاز والتقدم والازدهار الذي وصلت إليه الإمارات على الصعد كافة، وتوظيف هذا النجاح من أجل تعزيز فرص السلام والاستقرار والتسامح والتعايش بين الشعوب بعيداً عن ماكينة الحرب والدمار والموت.

وقال: «إن الإمارات لديها ذراع إعلامية مهمة، مثل أهمية أي قطاع آخر، سواء التعليم أو الصحة أو الاقتصاد أو السياسة أو البنية التحتية، والأهم من ذلك هو بناء الإنسان الذي يحظى بالاهتمام الأكبر من قبل قيادتنا الرشيدة، وبالتالي فإن وسائل الإعلام المحلية على وجه التحديد مطالبة بتحمل مسؤولياتها تجاه تعزيز سمعة الدولة إقليمياً وعالمياً، وترسيخ احترامها ومحبتها بين شعوب العالم، وإبراز المستوى الحضاري والإنساني والاقتصادي والتكنولوجي الذي وصلت إليه، متقدمة على الكثير من الدول بما فيها بعض الدول العظمى».

مسؤوليات

وقال الدكتور عبد الرحمن الشميري، رئيس التحرير التنفيذي والمدير العام لجريدة «الوطن»: «لا شك أن العالم أجمع لم يعد يعتبر الإعلام وسيلة لمتابعة الأخبار والأحداث فقط، فهذه وظيفة باتت من الماضي، حيث إن الإعلام باتت عليه مسؤوليات أكثر أهمية، خاصة مع تزايد وسائل ومصادر الاطلاع على التطورات في العالم، فاليوم الجميع يمكن أن يطلع وينقل الأخبار والأحداث، ومن هنا فإن الإعلام مع التقدم والطموح الذي تشهده دول كثيرة، بات شريكاً رئيساً في صناعة الأحداث والتوعية والتوجيه والتثقيف والتحذير من المخاطر والعمل على تقديم قراءات دقيقة لتطورات الأحداث الممكنة، والآلية الواجبة في التعامل معها، ولا شك أن الإعلام في وجود تحديات عالمية كبرى تواجه جميع العالم كالإرهاب والتطرف والأفكار السامة، بات بمنزلة حصن للعقول، يواكب التوعية، ويقوم بدور فاعل فيها لمنع تسرب أفكار الظلام، ودعم تنشئة الأجيال بشكل سوي وقويم، حيث إن النشء والشباب هم عماد المستقبل، وعليهم الأمل ليكونوا قادرين على تحمل مسؤولياتهم الوطنية كاملة والمشاركة في مسيرات التنمية، وبالتالي فإن صناعتهم وتأهيلهم يقتضيان أن يمتلكوا القدرة على نبذ ولفظ كل ما يعوق مسؤوليتهم تلك».

حضور

قالت معالي نورة محمد هلال الكعبي إن وسائل الإعلام الوطنية، كانت حاضرة في جميع المناسبات، والأحداث المرتبطة ارتباطاً مباشراً بسمعة مكانة الدولة وقياداتها، محلياً وإقليمياً وعالمياً، وخير مثال على ذلك نقل وتغطية عمليات قوات التحالف العربي في اليمن وبرنامج «عونك»، واللذين ركزا على توثيق إنجازات الدولة في خطوط المواجهة الأمامية للمعارك المستمرة، مع المحافظة على الرسالة والمهمة الإنسانية لدولة الإمارات.

وتضيف معالي الكعبي: «إن هذا النهج لم يكن وليد اللحظة، بل هو امتداد لمسيرة عقود بدأها الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، وحمل هذه الراية من بعده أبناؤه والقيادة الرشيدة».

وتبين أن الحفاظ على مكتسبات الدولة يعتبر هاجساً للإعلاميين وجزءاً لا يتجزأ من مهامهم.

قوة

شدد سامي الريامي رئيس تحرير صحيفة «الإمارات اليوم» أنه «يجب أن يركز الإعلام المحلي على سياسة الإمارات الداعمة والراعية للسلام، والحوار، ودعم الدول المحتاجة من خلال حجم المساعدات المادية والعينية التي تقدمها لها، والمشاريع التعليمية والصحية والتنموية التي تبنيها فيها، لأن قوة الدول لن تعد تقاس بحجم ترسانتها العسكرية بقدر ما بات ينظر إلى قوتها الناعمة التي تظهر مكانتها الحقيقية بين الدول، وخصوصاً على صعد العلاقات السياسية والاقتصادية والمساعدات الإنسانية، ولله الحمد فإن الإمارات تمتلك هذا الثالوث القوي».

معركة

قال الدكتور عبد الرحمن الشميري: المعركة المتعددة الوجوه مع آفة الإرهاب، ليست عسكرية فقط رغم أهميتها، فهي معركة فكرية على الإعلام أن يفضح زيف ادعاءات حملة هذا الفكر وضلالهم وانفصالهم عن القواعد السوية والقويمة، وبالتالي مواجهة التيارات المتشددة المعادية لكل انفتاح وتفنيد أفكارها ومراميها، لا شك أنها من أهم وظائف الإعلام في عصرنا، فالعالم بات قرية صغيرة وباتت مواجهة ظاهرة ما يعرف بـ«الذئاب المنفردة» التي يتم تجنيدها عن بعد قائمة، وبالتالي فإن نشر الحقائق وفضح المزاعم والتوعية من الأفكار المغلوطة من أسس الإعلام الذي عليه أن يكون بمثابة منارة ترفض الظلام وتواجه القناعات الآثمة التي تحول حملتها إلى وحوش وآلات قتل لكل من يختلف عنها.


وقاية

أوضح الدكتور عبد الرحمن الشميري أن العمل وفق قاعدة «درهم وقاية خير من قنطار علاج» تصلح للأفكار الاجتماعية كما هي حالة أي مرض عضوي، إذ إن العمل على صناعة جيل سليم معافى حضاري ومتطور وعصي على الدجل ومحاولات جعله ينحرف عن الطريق السليم، فيه تحصين للأوطان والبشرية ومسيرة الحضارة التي تعني كل دول العالم، كما أن التوعية بقيم البشرية وغرسها في النفوس منذ الصغر فيه تأسيس لجيل واعٍ منفتح مثقف يصعب اختراق ما تربى وكبر عليه، ويبقى أكبر من أن تخترق أفكاره الدعوات التي لا تريد خيراً بالبشرية.

Email