أسلحة الإعلام فتّاكة وأقوى أدوات تشكيل الرأي العام

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد إعلاميون وأكاديميون أن وسائل الإعلام تعتبر سلاحاً فتاكاً في عصرنا الحديث وأقوى عوامل تشكيل الرأي العام بحيث تسهم في تغيير الاتجاهات وتلعب دوراً بارزاً في تشكيل الرأي العام من خلال أجهزته العديدة المؤثرة مثل الصحافة والإذاعة والتلفزيون والسينما والمسرح والكتب ومواقع التواصل الاجتماعي التي تعتبر من أهم وسائل الاتصال بالجماهير، مطالبين في الوقت ذاته بأن تعمل وسائل الإعلام على غرس المفاهيم الإيجابية وتوضيح الأفكار الهدامة من خلال تنظيم الحملات التوعوية المبتكرة باستخدام الوسائل الحديثة وغير المباشرة، بحيث تتمكن من برمجة عقل المتلقي.

توجهات

يقول الدكتور عطا عبد الرحيم عميد كلية الإعلام بجامعة الجزيرة في دبي إن الإعلام لعب دوراً كبيراً في توجيه الرأي العام والسياسات على الرغم من اختلاف هذا التأثر من دولة لأخرى حسب ملكية وسائل الإعلام، وأن توجهات وسائل الإعلام المملوكة للحكومة تختلف عن المملوكة لأشخاص أو مؤسسات.

ويضيف الدكتور عطا: يمكن استغلال الرأي العام وتوجيهه حول قضية متفق عليها من أصحاب القرار في الحكومة، ذلك يكون بالاعتماد على استراتيجية إعلامية دقيقة تساهم في صناعة وبناء الرأي العام، بالإضافة إلى ضرورة تأطير بنيتها الفكرية والثقافية والسياسية في سياق عملها، والعمل على الاستفادة من الخبرات العالمية، مشيراً إلى أن الإعلام يؤثر في الرأي العام، إذ يمكنه توجيه الرأي العام السائد في بلد معين عن طريق معرفة طرق تكوين الرأي العام في هذا البلد، مفيداً أنه من أخطر عوامل تشكيل الرأي العام هي الشائعات التي تكون عن طرق سمع الخبر وتردده إلى أكثر من شخص دون التثبت من صحة هذا الخبر.

ويشير إلى أن الإعلام يقوم بدور جوهري بارز في تكوين الرأي العام من خلال أجهزته العديدة المؤثرة مثل الصحافة والإذاعة والتلفزيون والسينما والمسرح والكتب ومواقع التواصل الاجتماعي التي تعتبر من أهم وسائل الاتصال بالجماهير، وأن هذه الوسائل المؤثرة تعمل متضافرة، وفي اتساق وتكامل على تكوين رأي عام في مختلف الموضوعات والظروف والأوضاع والمشكلات التي تطرح نفسها على الأذهان والتي تتعلق بمختلف النواحي السياسية أو الاجتماعية أو الثقافية أو الاقتصادية إلا أن الصحف تعتبر من أقوى وسائل الإعلام وأكثرها قدرة على تكوين الرأي العام وتشكيل وجدان الجماهير، وأن الأمر مستمر عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعبر الصفحات الرسمية لتلك الصحف.

سلاح فتاك

من جانبه نوه الإعلامي المصري محمد عبد الرحمن بأن التحديد والتركيز وتكرار نشر قضايا معينة بطريقة معينة يساهم بلا شك في تكوين رأي عام بالأغلبية تسير اتجاه يختلف هدفه باختلاف مالك الوسيلة الإعلامية، وأن هذا الأمر ينطبق في الحالات الاقتصادية والسياسية مثل التركيز على قضية ارتفاع الأسعار والتي تصبح شكوى عامة حتى لو لم تكن ظاهرة مما يشيع حالة من السخط العام على الدولة لدى عدد كبير مكونين رأياً عاماً في هذه القضية.

وقال: إن الإعلام، السلاح الفتاك في عصرنا الحديث، ويعد من أقوى عوامل التأثير في الرأي العام لدى أفراد المجتمع، وأن تشكيل الاتجاهات عند الشعوب أصبحت من المجالات التي بإمكان وسائل الإعلام القيام بدور كبير بها، فظهرت الكثير من النظريات والنماذج التي تشرح وتفسر هذا الدور، والعوامل التي تؤثر في اتجاهات الأفراد، حيث يمكن أن تتطور وتتغير حتى لو لم يهدف ذلك، وهم نادراً ما يسعون لذلك ولكنهم يتعرضون بعض الأحيان لمواقف ومعلومات تجعلهم يفكرون ومن ثم تتغير مشاعرهم تجاه بعض الأشياء، أو القضايا وبالتالي تتطور وتتغير اتجاهاتهم.

ولفت إلى أن تشكيل اتجاهات الرأي العام يتم عبر عرض مجموعة من الحقائق، والمعلومات، والأحداث حول مواضيع محددة ذات صلة، وعلاقة بالموضوع المراد إيصاله للرأي العام، فهو يساعد في توفير الحقائق اللازمة لمعرفة وجهات النظر المختلفة حول القضايا العامة، وبالتالي تكوين الآراء، والاتجاهات عند الأفراد، والجماعات، والشعوب، والذي قد يؤدي إلى إحداث تأثير في الحياة السياسية مثل إقالة مسؤول أو إصدار قرارات معينة.

اتفاق

بدوره أكد الإعلامي محمد يوسف الدور الكبير الذي يتصدى به الإعلام للظواهر وتشكيل الرأي العام وتبديل نظرة المجتمع حول القضايا، مشيراً إلى وجوب اتفاق وسائل الإعلام على منظومة واحدة تهدف إلى غرس المفاهيم الإيجابية وتوضيح الأفكار الهدامة من خلال تنظيم الحملات التوعوية المبتكرة باستخدام الوسائل الحديثة وغير المباشرة، بحيث تتمكن من برمجة عقل المتلقي.

وأضاف أنه لم يعد من المجدي توجيه الرسائل المباشرة وإنما يجب بثها على سبيل المثال من خلال البرامج والمسلسلات، وحتى من خلال البرامج الدعائية.

Email