يصدر مجلس الوزراء قريباً قانوناً اتحادياً يحدد اللوائح والأطر التنظيمية للتطبيب عن بعد وتقديم العلاج باستخدام الأجهزة الذكية، بعد أن أعلنت مختلف الجهات الصحية الرسمية في الدولة، عن البدء في تطبيق المشروع وأصدرت اللوائح التنفيذية له وعلمت «البيان» أن القانون المرتقب سيوضح ويحدد الحالات التي يمكن أن يتم فيها العلاج عن بعد، منها أخذ رأي استشاري داخل وخارج الدولة في الأشعة الخاصة بالمريض، خاصة في التخصصات النادرة والموضوعات الدقيقة، وأيضاً التواصل مع المريض في الأمراض البسيطة، بالإضافة إلى أخذ رأي الطبيب عن بعد في حالة الاستشارات حول تعديل الأدوية بناء على نتائج التحاليل والفحوص أو الأغراض الجانبية التي حدثت للمريض.
العناية المركزة
الدكتور يوسف السركال وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع المساعد لقطاع المستشفيات أوضح أن مشروع التطبيب عن بعد يهدف إلى تكامل الخدمات، فضلاً عن تحسين آلية التواصل مع مؤسسات الوزارة باستخدام تقنية التواصل عن بعد لتوفير الوقت والجهد والموارد.
وأكد أن وزارة الصحة ووقاية المجتمع وقعت عام 2015 اتفاقية مع شركة متخصصة تتضمن مشروع العناية المركّزة عن بعدTele – ICU لتقديم خدمات الاستشارة الطبية عن بعد وعلى مدار الساعة في مجال العناية المركزة، والمحاكاة الطبية والتطبيب عن بعد، كوسيلة ابتكاريه للتواصل الإكلينيكي ما بين المستشفيات المرجعية والمستشفيات العامة للتغلب على عائق المسافة.
وأضاف أن الخدمة تندرج ضمن مفاعيل السياسة العليا للعلوم والتكنولوجيا والابتكار للتشجيع على نقل التكنولوجيا، ودعم الابتكار وإنشاء شراكات تعاقدية عالمية، فضلاً عن مضاعفة الإنفاق على البحث والتطوير كنسبة من الناتج القومي لثلاثة أضعاف بحلول 2021.
وتقوم المستشفيات المخولة بأخذ صور للجروح وفق معايير محددة تم تضمينها في بروتوكول الدراسة، حيث تقوم الشركة بتحليل الصور وعمل مقاييس لها من خلال التطبيق المتوافر، ثم يتم إرسالها من خلال تلك الوحدات بعد ذلك لمركز الاستشارات (مستشفى القاسمي) والذي بدوره ومن خلال كادره الطبي المتخصص بالجروح يقوم بتشخيص الجروح وفق الصور المرسلة والرد على المستشفيات.
ومضى قائلاً: إن برنامج التطبيب عن بعد يهدف أيضاً إلى الجمع بين الخبرات الشخصية واستخدام التكنولوجيا الطبية المتاحة في الدولة لتطوير، وتحسين العمليات السريرية، وتقليل الوقت من المستشفى إلى الرعاية في المنزل، وتحسين النتائج المالية إضافة إلى إنقاذ حياة المرضى،ومن النجاحات التي تم تسجيلها، قام البرنامج بخفض معدلات الوفيات بين المرضى تراوحت بين 37% إلى 64%.
الأمراض الصدرية
كما أعلنت هيئة الصحة مؤخراً عن تدشين أول عيادة للتطبيب عن بعد (تلي ميدسن) في عيادة الأمراض الصدرية في مستشفى راشد، وذلك ضمن استراتيجيتها الرامية للوصول إلى طرق علاجية مبتكرة بحلول 2020. وقال الدكتور بسام محبوب استشاري رئيس قسم الأمراض الصدرية: إن تدشين عيادة التطبيب عن بعد جاء بعد اعتماد معالي حميد القطامي رئيس مجلس الإدارة مدير عام هيئة الصحة في دبي اللائحة التنفيذية للتطبيب عن بعد، كأول تشريع من نوعه على مستوى الشرق الأوسط، وهو ما شجع وسرع من عملية افتتاح العيادة.
تعميم
وأكد أنه باعتماد اللائحة التنفيذية فتحت الهيئة المجال أمام أطباء الهيئة لتعميم الفكرة مستقبلاً على جميع التخصصات الطبية لمواكبة المستقبل وإسعاد المرضى مع المحافظة على جودة الخدمات الصحية، لافتاً إلى أن الفكرة سيتم تعميمها على المراكز الصحية التابعة لمنطقة حتا ومستشفيات الهيئة الأخرى، لتشمل في المستقبل أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري والأوعية الدموية والجلدية وغيرها من التخصصات الطبية الأخرى للحالات المعقدة والمستعصية التي تتطلب استشارة افضل أطباء الهيئة من خلال عيادة التطبيب عن بعد.
وأضاف أن مستقبل الخدمات الصحية في الهيئة يحمل في طياته الكثير من المبادرات النوعية ومنها نظام سيتم إطلاقه قريبا لمراقبة المرضى في بيوتهم.
خبرات
وقال الدكتور فتح الرحمن الشندي، منسق برنامج عن بعد في مستشفى راشد: إن فكرة التطبيب عن بعد توفر على المرضى عناء التنقل من مكان إلى آخر، كما تجنبهم الكثير من المتاعب الصحية الناجمة عن طول المسافة خاصة إذا كان المريض من منطقة حتا، كما أتاح الفرصة للأطباء تبادل الخبرات واكتساب مهارات جديدة وسيحد من تحول المرضى للمستشفيات وسيخفف من عملية الضغط الواقعة على العيادات الخارجية في المستشفيات.
وقال إن الخطة العامة للبرنامج تشمل ثلاث خطوات، الأولى الوصول إلى جميع المراكز التابعة للهيئة والثانية التوسع من ناحية التخصصات والثالثة هي التعاون مع المستشفيات الأخرى التابعة للهيئة مثل لطيفة للنساء والولادة ومستشفى دبي وبعدها يمكن التواصل مع المستشفيات والمراكز العالمية إن كان هناك حالات تستدعي ذلك.
وأوضح أن التطبيب عن بعد يسمح للمرضى بتلقي الرعاية الصحية من قبل طبيب أخصائي، الذي قد يكون موجوداً في مدينة أو منطقة أخرى، وسيتمكن المرضى من تجربة اللقاء مع الأطباء، ضمن الوقت الحقيقي نفسه، باستخدام جهاز كمبيوتر ومعدات إلكترونية خاصة، وقد تم تصميم الكمبيوتر أو الرجل الآلي (الطبيب الآلي) مع الكاميرا والصوت بحيث يمكن التحدث وسماع الصوت ورؤية الصورة. و يقوم طبيب الرعاية الصحية الأولية، بتقييم وتحديد ما إذا كان هناك حاجة إلى طبيب مختص، وبالتالي سيقوم العاملون في المجال الطبي بجدولة الوقت لمقابلة الطبيب المختص.
فوائد
وأضاف العديد من المرضى لديهم تحديات مع السفر إلى العيادات والمستشفيات، أو مرافق الرعاية الصحية الأخرى (على سبيل المثال مستشفى راشد أو مستشفى دبي أو مستشفى لطيفة) لمجموعة متنوعة من الأسباب.
وأفاد الدكتور فتح الرحمن: قبل زيارة عيادة التطبيب عن بعد، فإن التاريخ المرضى سوف يتم مشاركته مع الطبيب المختص، مثل نتائج المختبر، ونتائج اختبارات أخرى الأشعة السينية، وهذا مما يفسح الوقت للمتخصصين لمراجعة المعلومات.
فحوصات
يقوم الطبيب المحلي أو أحد أفراد الطاقم الطبي خلال الفحص السريري باستخدام القطع الخاصة من معدات التطبيب عن بعد من (خلال الطبيب الآلي)، مثل سماعة الطبيب الخاصة، مما يسمح للأخصائي بسماع دقات قلبك وصوت النفس للرئة،كما يمكن للطبيب المختص من الحصول على نظرة فاحصة، من خلال الكاميرا الخاصة والقادرة على تكبير الصورة، مما يمكن من القدرة على التقاط الصور (على سبيل المثال: في حال طفح جلدي) كما انه سوف يتم إخبارك عندما تستدعي الحاجة لذلك.



