تستكمل دولة الإمارات العربية المتحدة مبادرة علاج 1500 جريح يمني داخل وخارج الدولة والتي أعلنت عنها في فبراير الماضي، وذلك التزاماً منها بتخفيف معاناة الشعب اليمني الشقيق وبهدف تخفيف الأعباء الصحية على الأشقاء في اليمن، حيث دأبت ميليشيات الحوثي على توجيه نيرانها صوب المستشفيات والمراكز الصحية لمنع حصول الشعب اليمني على العلاج.
أولوية
ويمثل علاج المصابين اليمنيين أولوية لدى قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن من خلال عمليات إعادة الأمل، حيث يركز التحالف على تقديم الدعم الطبي الكامل وتسهيل دخول المنظمات العالمية للوقوف على حالات المصابين والإسهام في نقلهم للعلاج إلى خارج اليمن.
ووفق مسح جديد أجرته منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة العامة والسكان حول النظام الصحي في اليمن، فإن أكثر من نصف المرافق الصحية في البلاد إما أغلقت أبوابها أو ما تزال تعمل بجزء من طاقتها، وأن هناك نقصاً حاداً في عدد الأطباء في أكثر من 40% من المديريات اليمنية.
وكشفت النتائج النهائية لنظام رسم خرائط توافر الموارد الصحية في 16 محافظة شملها المسح من إجمالي 22 محافظة يمنية بأن 1579 مرفقاً صحياً «45%» فقط من أصل 3.057 مرافق ما تزال تعمل بكامل طاقتها، وأن 1343 مرفقاً «38%» تعمل بجزء من طاقتها، فيما توقف العمل تماماً في 504 أي ما يعادل 17% مرفقاً صحياً، كما كشفت نتائج المسح عن تعرض 274 مرفقاً صحياً لأضرار نتيجة القصف، ومنها 69 مرفقاً دمرت بالكامل و205 مرافق دمرت بشكل جزئي.
276
ومن أصل 276 مديرية شملها المسح، فإن 49 مديرية تفتقر تماماً للأطباء، كما أن 42% من إجمالي المديريات لديها طبيبان أو أقل في كل مديرية، أما عدد الأَسرة المتوفرة في المستشفيات، فقد بلغ 6.2 سرير لكل 10.000 من السكان، وهو ما لا يلبي المعيار الدولي الذي يتطلب 10 أَسرة على الأقل لكل 10.000 من السكان.
ويعد علاج الجرحى اليمنيين في الإمارات امتداداً لمبادرة الدولة تجاه الشعب اليمني، حيث ساهمت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في إنعاش القطاع الصحي في عدن بشكل كبير ولافت من خلال الإمداد الطبي وإعادة تأهيل وترميم العديد من المنشآت والمرافق الصحية فيها، والعمل على سد النقص الحاد في الأدوية.
تميز
وللتخفيف من حدة الضغط على المستشفيات العاملة في اليمن قررت الإمارات علاج 1500 مصاب يمني إما داخل الدولة للحالات الصعبة وإما خارج الدولة للحالات المتوسطة وتقديم الرعاية الصحية المتميزة لهم ومن ثم نقلهم إلى وطنهم بعد تلقي العلاج اللازم.
وجاءت هذه الخطوة أيضا في إطار دعم دولة الإمارات المتواصل للأشقاء في اليمن للتخفيف من معاناتهم والوقوف إلى جانبهم في ظل الظروف الصعبة التي تواجههم جراء الأزمة التي تشهدها بلادهم. وتؤكد دولة الإمارات ريادتها في المجال الإنساني وتميزها في إيجاد البدائل وابتكار الحلول التي تساهم في تخفيف وطأة المعاناة وتعزيز مجالات التنمية البشرية والإنسانية، كما تقوم الدولة بدورها تجاه الشعوب الشقيقة والصديقة انطلاقاً من اهتمامها الدائم بجميع القضايا الإنسانية وعلى رأسها قضية المرضى والمصابين.
ويعمل البرنامج الإنساني والإغاثي الإماراتي في اليمن على توفير الاحتياجات الضرورية من غذاء ودواء ومواد طبية لتحسين الظروف الإنسانية والصحية للأشقاء اليمنيين بالتنسيق والتعاون مع المنظمات الإنسانية الإقليمية والدولية الموجودة حالياً على الساحة اليمنية لتحسين ظروفهم الإنسانية ودرء الآثار الناجمة عن الأزمة التي تشهدها اليمن والتي تأثرت بها قطاعات كبيرة من أبناء شعبها الشقيق.
ووفرت هيئة الهلال الأحمر الوسائل كافة لنقل الجرحى إلى مستشفيات الدولة لتوفير العلاج والرعاية الصحية اللازمة لهم وفقاً لبرنامج تم إعداده بهذا الخصوص وبناء على التقييم الصحي لكل حالة من الحالات إلى جانب تقديم كل ما من شأنه أن يحد من معاناتهم ويسهم في عملية شفائهم ويوفر سبل الراحة لهم ولذويهم ومرافقيهم خلال فترة إقامتهم في الدولة.
دعم
تتحمل هيئة الهلال الأحمر الإماراتي أيضاً تكاليف المرافقين الصحيين للجرحى لضمان تهيئة الظروف الصحية والنفسية كافة للجرحى ضمن برنامج الدعم النفسي والمعنوي الذي توفره للحالات التي تتكفل بعلاجها.




