أصدره المكتب الإعلامي لحكومة دبي

ابتهالات محمد بن راشد في كتاب

ت + ت - الحجم الطبيعي

أصدر المكتب الإعلامي لحكومة دبي كتاباً يضم الابتهالات السبعة التي نشرها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله. وتضمن الكتاب، الذي صدر في طباعة فاخرة وخطوط اتسمت بالأناقة والجمال، صوراً معبرة لسموه بما يعكس روحه الإنسانية المفعمة بالمحبة والتواضع والإيمان.

أُرفق مع الكتاب الموسوم بـ»ابتهالات ـ من أشعار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم« قرص مدمج (سي دي) للابتهالات مؤداة بصوت حسين الجسمي. بما يعزز المنحى الإماراتي المتعلق بدعم القراءة وتشجيع المجتمع عليها، وكذلك تشجيع النشر وطباعة الكتب وتوزيعها من أجل أمة تقرأ وترقى.

قصائد الابتهالات، التي صادفت اهتماماً وتجاوباً من نخب الوسط الثقافي بعد نشرها عبر الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي، اتسمت بالجزالة ورونق التعبير اللغوي الجاذب، وجرى سبك معانيها الروحانية في قوالب البحور الشعرية الرشيقة كالوافر والبسيط وغيرهما.

مقدمة المؤلف

قدم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للإصدار الجديد بكلمات معبرة، جاء فيها:

»في شهر رمضان المبارك ترنو القلوب إلى خالقها راجية عفوه وكرمه، وتتسامى النفوس أملاً في نيل رضا الرحمن. نسأل الله تعالى أن يعيد هذه الأيام المباركة على جميع الشعوب العربية والإسلامية بالخير واليمن والبركة«. وذيل سموه كلمته هذه باسمه.

غلاف الكتاب

صورة غلاف الكتاب الجديد تعبّر بذكاء عن شخصية مؤلفه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، الفارس العاشق لحياة الأصالة والبساطة والبر، والمحب للخيول والطبيعة البكر، كما يعكس الغلاف أجواء صفاء النفس وفضاء الحرية والجمال الملهم. وإن الابتكار لهو أقل ما يوصف به اختيار صورة غلاف الكتاب وتصميمه الجذاب.

تجربة فريدة

ويتوقع أن يصادف الإصدار الجديد اهتمام النقاد والمعنيين بشؤون الأدب لفرادة غرضه المرتبط بمناجاة الله عز وجل، ومما لا ريب فيه أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد بما قدمه من سلسلة الابتهالات الأخيرة قد أثار اهتمام المجتمع بهذه المحبة الخاصة والعميقة من جانب سموه لقيم دينه ولربه، بما يفيض شعراً جميلاً ودافئاً ينم عن الصدق وعمق الإيمان، وهو إذ يفعل فإنه قد بادر إلى إحياء فن أخذ في التواري، وبات واقعنا الراهن يعوزه، ألا وهو ثقافة المسلم المؤمن الشكور الذاكر لأنعم ربه الذي يجهر بذلك ثناء وحمداً بين عباد الله الصالحين، وهي ثقافة تعوزها البشرية بعد أن هيمنت القيم المادية والاصطراع على الدنيا، بينما قيم الإسلام تتقدمها الرحمة والتواضع لله ولعباده وحسن الخلق، وتنطوي على الخير كل الخير للإنسانية بعيداً عن الغلو.

رسالة الابتهالات

من مضامين رسالة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للمجتمع التي تتضمنها قصائد الابتهالات أنه يقدم هذا الشكل الشعري المميز في صورة رقاع دعوة للمتلقي حتى يتأثر بمضامينها فيقتدي بها، كما يقدمها كذلك مثالاً إبداعياً يحتذى به من جانب الشعراء، على نحو ما قدم سابقاً من نماذج في مكارم الأخلاق والوطنية، جاراه خلالها فحول شعراء النبط والفصحى محلياً وخليجياً، ولكنه في هذه المرة يربط الغرض الشعري بالله تعالى وحده. الطريق إلى ذلك النموذج يبدأ بتعظيم الله في القلوب تمهيداً لمحبته ومحبة عباده وخلقه، الأمر الذي شجع عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد كان خير من امتدح صفات الله وحمده. ومن هنا تعظم أهمية مشروع الثناء على الله من خلال التعبير الجمالي الشعري.

شهادة

مما تركته هذه الابتهالات في أوساط الأدباء والشعراء ذلك الأثر الشفيف الذي عبر عنه الشاعر الإماراتي المعروف عارف الشيخ الذي قال عنها بمشاعر دفاقة:

»سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أغبطك على براعتك في اختيار القوافي، فأنا أجنّ جنوناً بالشعر الموزون المقفى، وأحب بحر الوافر الراقص. وأغبطك أيضاً على اختيارك للكلمات السهلة السلسة التي تترقرق ترقرق الماء العذب النمير، وتنساب في أذن السامع وعلى شفة القارئ لقصيدتك العذبة كالعسل المصفى. كما أغبطك على توافقك مع شهر الصيام، فأنت تبتهل مثل هذه الابتهالات التي بدأت تتنزل علينا مثل تنزل حبات المطر منذ أن أهلّ هلال رمضان، وأسأل الله ألا تتوقف حتى يكتمل ديوان الابتهالات لسموك.

نعم.. أغبطك لأني أرى أن رمضان أهلّ على الكثيرين من الملوك ورؤساء الدول، لكن ما شغلهم في الحقيقة غير الذي شغلك، ومن منهم يستطيع أن يقضي شهره شعراً وابتهالاً، وهل أعطي كل الملوك والأمراء قريحة الشعر«.

الابتهالات السبعة.. خلاصات وإضاءات

لك الحمد ربي

في صورة شعرية زادها الحمد والثناء ونهلت من بحر الشكر لعطاءات نِعم الله، جاءت ابتهالية »لك الحمدُ يا ربي«، وفق دالية شعرية، مزجت فرادة النظم، وعمق الأسلوب، وانسيابية الشعر، فكانت هذه القصيدة الشعرية لؤلؤة فريدة، ضمن لآلئ ابتهاليات خاصة، جادت بها قريحة سموه الرمضانية،

أتحفت سُمّاره صيادي الدرر الشعرية بما يحفل به بحر القريض الزاخر من أفكار وخيال لا ساحل له.

شراب راق لي

ما أجمل لحظات التصوف التي يعيشها المسلم بعيداً عن الشطحات والخرافات، وإن التصوف الحقيقي إذا تشرّب قلب المسلم منه، يجعله يتواضع لله أكثر، لأنه يرى كل أعماله هباء ما لم تنل من الله القبول.

مقامي

هنا قدم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد وفق متقابلات إيحاءات شعرية مكثفة الصور، اختزلت المعاني في أبيات قليلة، مليئة ومُكتنزة، افتتحها بوقفة أمام جناب الله ومقامه العالي، استدعت عطاءات من يُرتجى، والقصيدة استخدمت فيها تقنيات السجع والمُحسنات، والألفاظ المتشابهة والمتقابلة، وهي كلها انثيالات شعرية، من خلالها قدم نصاً متدفقاً.

إليكَ إلهي

إضاءات روحية عميقة في باب الرجاء والتوكل الإلهي، وهو مقام من أفضل مقامات العارفين، يروّضون فيه قلوبهم على العمل والمُجاهدة والصبر، ويتركون التمني.

تسابيح

تبدأ قصيدة «تسابيح» الابتهالية بذكر الله وتنزيهه عز وجل وحده من كل نقص وعيب وعجز وشبيه وشريك، تعظيماً لشأنه وإجلالاً لقدره، ولذلك فإن التسبيح والذكر يعدان بمنزلة جوهرة العبادة المخلصة

وقفت أمام بابك

قصيدة مموجة، تخرجك من الصوفية المحضة إلى الشعر المحض وفسيفساء اللغة، ومن علم الحقيقة إلى علم الشريعة، وهذه الالتفاتة الأخيرة نلمسها في الخواتيم، حينما تجنح القصيدة نحو عالم الشهادة، وتنتقل من التوق إلى الملكوت ومناجاة الذات العلية إلى بوح الواقع.

وحقك

من خلال إيقاع بحر الوافر ينسج الشاعر قصيدته في إطار الثناء على الله عز وجل كغرض شعري التزمت به ابتهالاته الأخيرة جميعاً، ولكن الذي يميز ابتهال »وحقك« تركيزه على ثيمة التوحيد.

Email