تحولت جبال ووديان مناطق الفجيرة الداخلية والتحديد منطقة صفد من مرتفعات صخرية يمتد بين ثناياها الجفاف والصلابة، إلى ربوع خضراء اكتست بالعشب والنباتات البرية ويجري بين ثنايا صخورها الصلبة جداول المياه النقية التي ترى فيها خلق الله وإبداعه. حتى باتت لأصحاب النزهات البرية وجهتهم الأولى بعد سقوط أمطار الخير. وتحول المنظر إلى مشهد ربيعي، جذب كثيراً من الزوار لتلك المناطق الداخلية.
فكميات الأمطار التي شهدتها مناطق الفجيرة خلال الأسبوع الماضي ساهمت في جريان العديد من أوديتها الجبلية وشعابها التي لا تزال تجري في جداول مياه عذبة، تسر العين وتضفي جواً من البهجة والسرور على الأهالي الذين سارعوا في الخروج إلى العديد من المناطق البرية بمدينة الفجيرة لقضاء أوقات سعيدة مع بشائر الرحمة والخير.
برودة الطقس والغيوم التي تكسو رماديتها الجبال تبرز مفاتن الطبيعة الخلابة التي تتمتع بها المناطق الجبلية مثل منطقة القرية وصفد ومسافي وشوكة، التي تكتسي جبالها ووديانها باللون الأخضر الزاهي وهو ما جعل مناطقهم تستقطب الراغبين في الاستمتاع بدرجات الحرارة المنخفضة في هذا الوقت من السنة. ولم يكن الجو اللطيف، هو مقصد الأهالي الوحيد، إنما المناظر الخلابة التي تبرز ألوانها خصوصاً بعد سقوط المطر، من اجتماع الخضرة بالنباتات والمزارع مع اللون البني وتدرجاته في لون الجبال والوديان، ومع بحيرات ووديان وأخاديد المياه الممتلئة.
جمال الطبيعة الجبلية في الفجيرة يبرز في موسم المطر لتتحول الصورة من مجرد مرتفعات إلى حقول خضراء من الزهور البرية الصغيرة التي تسمى «الفاغي» ذات الألوان البنفسجية، وفي منطقة «صفد» بالتحديد يتراءى للزائر فيها منظر الزهور بامتداد النظر على طول الطريق المؤدية إلى قمم الجبال.
