لمشاهدة ملف "أم الإمارات" بصيغة الــ pdf اضغط هنا
هي أم الوفاء وأم الإخلاص و«أم الإمارات» و«أم العرب»، نهلت من نبع زايد الخير، فاستلهمت من حكمته وطيبته وكرمه، ونسجت من حروفه معاني العز والفخر والشهامة، إنها الأم المعطاء التي لا ينضب سخاؤها، والقلب الذي يحنو باتساع الوطن، هي التي سجلت اسم المرأة الإماراتية في المحافل الدولية، شعاراً للإبداع والتميز، وهي التي دفعتها لتخوض غمار التحديات بكل إصرار واقتدار، وهي المثال الذي تتمثل به النساء في سعيها نحو العلى والارتقاء.
فسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، تبنت العديد من المبادرات والمشاريع المختلفة، التي مكنت المرأة محلياً وإقليمياً ودولياً، وكان آخرها، إعلان سموها خلال مارس الجاري 2016 عام «المرأة والابتكار»، ليشكل منعطفاً مهماً في مسيرة المرأة الإماراتية الرائدة، ولتثبت لوطنها وللعالم بكامله، أنها جديرة بحمل راية الإبداع والتفوق في كل قطاع، وأنها عند حسن ظن قيادتها بها، كما كانت على الدوام وفي كل المواقف.
تمكين المرأة
تبنت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، العديد من المبادرات والمشاريع المختلفة، التي من شأنها تمكين المرأة محلياً وإقليمياً ودولياً، ومن أبرزها، إطلاق استراتيجية محو الأمية وتعليم المرأة في دولة الإمارات في عام 1975، ورعاية مهرجان الأسر المنتجة منذ عام 1997، ورعاية مشروع المسح الوطني لخصائص الأسرة المواطنة عام 1998، إضافة إلى رعاية مهرجان الإعانة لشعب كوسوفو، خلال الفترة من 7-13 سبتمبر 1999م، وهو نشاط خيري كان ريعه لصالح شعب كوسوفو وتخفيف معاناته الإنسانية.
وأطلق الاتحاد النسائي تحت رعايتها، الاستراتيجية الوطنية لتقدم المرأة في دولة الإمارات عام 2002، بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة (اليونيفيم)، كما ترعى سموها جائزة جواز السفر الثقافي، التي تديرها مؤسسة التنمية الأسرية عام 2003م بأبوظبي، وأطلقت برنامج المبادرات الوطنية لإدماج النوع الاجتماعي في دولة الإمارات عام 2006م، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
كما رعت سموها برنامج المرأة والتكنولوجيا في دولة الإمارات، بالتعاون مع شركة ميكروسوفت، وبرنامج تعزيز دور البرلمانيات في دولة الإمارات، بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة (اليونيفيم)، خلال الفترة (2006-2008)، بهدف تعزيز دور البرلمانيات، وتأهيل المرأة للمشاركة في الحياة السياسية والبرلمانية.
وأسهمت سموها في تأسيس شبكة المرأة العربية في بلاد المهجر، خلال المؤتمر الثاني لمنظمة المرأة العربية في أبوظبي 2008، ومقرها منظمة المرأة العربية، إضافة إلى رعاية الاحتفالات السنوية لخريجات جامعة الإمارات وكليات التقنية العليا وجامعة زايد ومدرسة خولة بنت الأزور العسكرية.
وترعى سمو الشيخة فاطمة، جائزة المرأة العربية في العلوم والتكنولوجيا من أجل التنمية- منظمة المرأة العربية 2008، كما أطلقت الاستراتيجية الإعلامية للمرأة العربية، خلال المؤتمر الثاني لمنظمة المرأة العربية في 11نوفمبر 2008- أبوظبي، وفي 2009، تم تأسيس دار الشيخة فاطمة للطالبات المسلمات في كولمبو بجمهورية سيريلانكا. ومن منطلق تعميق التراث في نفوس الأجيال الحالية والأطفال، رعت سموها مشروع جمع تراث المرأة في دولة الإمارات، بالتعاون مع جامعة الإمارات عام 1991.
الأسرة والطفل
اهتمت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، اهتماماً كبيراً بالأسرة والطفل، وتواصل سموها بذل الجهود لضمان الاستقرار الأسري، مع أولوية توفير الرعاية والحماية للأطفال، ومن المبادرات التي أطلقتها سموها: مشروع طبق الخير في عام 1982، الذي يعود ريعه إلى الأعمال الخيرية على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، وإعلان عام 1988م عاماً لمحو أمية المرأة، إضافة إلى إعلان عام 1991، عاماً للعمل التطوعي في الميادين الاجتماعية والصحية والعسكرية. كما أطلقت سموها جائزة البر في عام 1997، وتمنح للأبناء الملتزمين برعاية والديهم في الكبر، وجائزة فاطمة بنت مبارك للأسرة المثالية في عام 1997، كما ترعى سموها احتفالات الدولة باليوم العربي للأسرة 7-8 ديسمبر من كل عام.
مكافحة التدخين
وتحت رعايتها تم إطلاق البرنامج الوطني لمكافحة التدخين بين الأطفال المراهقين عام 2000، إضافة إلى التعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة لدول الخليج العربية (اليونيسيف)، لإعداد الاستراتيجية الوطنية للأمومة والطفولة في دولة الإمارات (2009-2011)، وإنشاء قاعدة بيانات الطفولة بدولة الإمارات، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة لدول الخليج العربية (اليونيفيم)، والمركز الوطني للإحصاء عام 2012.
كما رعت مؤتمر الأطفال العرب الدولي الثلاثين في المملكة الأردنية الهاشمية 2010، والمسابقة الوطنية لمهارات الإمارات في يناير 2011، ومؤتمر الأطفال العرب الدولي الحادي والثلاثين في 13 نوفمبر 2011، أبوظبي. وبدعم من سموها، تم إطلاق برنامج الوقاية من السمنة عند الأطفال، ومولت سموها مشروعات إغاثة ورعاية للطفولة الفلسطينية التي شردت ويتمت بلبنان.
العمل الإنساني
دعمت، وما زالت، أم الإمارات، منظمات العمل الإنساني والخيري في الوطن العربي والعالم، وامتدت أياديها البيض لتعم المعمورة، لتمسح دموع اليتامى والأرامل والمطلقات والأطفال المحتاجين والمعوزين في كل مكان، وما زالت نبعاً للعطاء والخير والعمل الإنساني، بدعمها العديد من الجمعيات الخيرية المحلية والإقليمية والدولية.
المجال الرياضي
حققت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، للمرأة في دولة الإمارات، مكاسب كثيرة وفي مجالات متعددة، كما حصلت سمو الشيخة على أوسمة محلية وإقليمية وعالمية عديدة، تقديراً لجهودها ولمبادراتها المتنوعة لخدمة المرأة في الدولة بشكل خاص، وللمرأة في العالم بشكل عام. وكانت لمبادرات سموها، الأثر الكبير في مسيرة المرأة في الدولة، وحصول سموها على جائزة رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، ما هو إلا نتاج عمل طويل ودؤوب لسموها، وأطلقت سموها مبادرات اجتماعية ورياضية وصحية وثقافية عديدة، عملت من خلالها على بناء قدرات المرأة، وأصبحت المرأة في دولة الإمارات، تمارس حقوقها الشخصية كاملة بجرأة، ومن دون انتقاص، وشهدت الساحة الرياضية النسائية بالدولة، الكثير من المبادرات.
النشأة
ولدت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الكتبي، في منطقة الهير بمدينة العين، في إمارة أبوظبي، وعاشت طفولتها في كنف أسرة بدوية محافظة متدينة، عشقت سموها بساطة حياة البداوة وقيمها، واستمدت منها شخصيتها وثقافتها.
تزوجت سموها من الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في بداية عام 1960، عندما كان حاكماً للمنطقة الشرقية (العين)، ثم انتقلت معه للعيش في مدينة أبوظبي، بعد تقلده الحكم في إمارة أبوظبي في 6 أغسطس 1966م.
رافقت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، فترات حكمه لإمارة أبوظبي، ورئاسته لدولة الإمارات، وارتبطت به ارتباطاً وثيقاً، إذ كان معلمها الأول وملهمها، وكرست سموها جل وقتها واهتمامها للعناية بزوجها وأبنائها وبناتها، وتفانت في خدمتهم.
عايشت انشغاله الجم، خلال سنوات الحراك السياسي، وأسهمت في صياغة حكاية نجاحه، التي يُعد تأسيس دولة الإمارات في 2 ديسمبر 1971م، من أبرز فصولها. وكان لكل تلك العوامل أثر بالغ في مسيرة سموها، حيث أسهمت في بلورة تكوينها الفكري وإعدادها لتحمل المسؤوليات الجسام التي أخذتها على عاتقها في مراحل لاحقة.
وأدركت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، أهمية العلم، لذا، عمدت إلى دراسة القرآن وتفسيره وأصول الفقه والحديث النبوي الشريف، كما شغفت بدراسة مختلف مجالات الآداب والعلوم الإنسانية، واهتمت بالبحث في التاريخ والسياسة وأصول الدبلوماسية. وتتسم شخصية سموها بالتواضع ورحابة الصدر وقبول الآخر، انطلاقاً من إيمان راسخ، بأن الإسلام دين الوسطية والتسامح، إلى جانب تمتعها بعزيمة ثابتة وقوية، وحب لا محدود للعمل الخيري والتطوعي داخل الإمارات وخارجها.
اهتمامات سموها
استحوذت قضايا المرأة والطفولة والأسرة، على اهتمام خاص من قبل سموها، وتُعد هذه القضايا، الشغل الشاغل لها، واستطاعت خلال فترة وجيزة، أن تحقق للمرأة والطفل والأسرة مكاسب ومكانة مهمة على الصعد كافة. أسست وترأست أول جمعية نسائية في أبوظبي، هي جمعية نهضة المرأة الظبيانية في 8 فبراير 1973، بعد ذلك توالى تأسيس الجمعيات النسائية في باقي إمارات الدولة، فبرزت الحاجة لتنسيق جهود وأهداف هذه الجمعيات، ولهذه الغاية، تم تأسيس الاتحاد النسائي العام في 27 أغسطس 1975، وانتخبت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة للاتحاد.
الألقاب والمسميات
أطلق على سموها لقب «أم الشيوخ»، ثم حصلت على لقب «أم الإمارات»، بمناسبة يوم الأم العالمي في 21 مارس 2005، وهو لقب استحقته عن جدارة، ثم «أم العرب» من قبل الاتحاد العام للمنتجين العرب، وحملة المرأة العربية «وذلك في حفل وطني كبير أقيم بقصر الإمارات في أبوظبي، برعاية وزارة الثقافة والشباب، للاحتفاء بهذا اللقب، في إطار تكريم الجامعة العربية لسموها.
كما مُنحت سمو الشيخة وسام سعف النخيل الأكاديمية برتبة فارس، الذي يعد أحد أعرق الأوسمة الفرنسية، التي تمت تأسيسها بيد أشهر قادة فرنسا، نابليون الأول، في 17 مارس 1808م .
تم تسمية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، سفيرة فوق العادة لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، وذلك تقديراً لجهود سموها في نصرة قضايا المرأة على الصعيدين الإقليمي والدولي، وإنشاء أول منظمة نسائية في دولة الإمارات العربية المتحدة، ودورها الحاسم والرائد في مكافحة الأمية وتعليم المرأة، واهتمامها ودعمها لحقوق المرأة في العالم العربي، وحقوق النساء على الصعيدين الإقليمي والدولي، وذلك في 16 أكتوبر 2010م.
كما حصلت سموها على لقب شخصية العام للمرأة القيادية في العالم العربي لعام 2014، من مجلة فوربس الشرق الأوسط، حيث تعد سموها نموذجاً يحتذى به في العطاء والمسؤولية، من خلال دورها الثقافي والتنموي الريادي في تعزيز مكانة المرأة.
الدكتوراه الفخرية
مُنحت سموها شهادة الدكتوراه الفخرية في العلوم الإنسانية والاجتماعية، من جامعة الجزائر في الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، في غرة صفر عام 1426هـ، الموافق 12 مارس 2005م، ولأول مرة في تاريخ الجامعات الجزائرية، التي يمتد عمرها إلى ما ينيف عن قرن ونصف القرن من الزمن، من منح هذه الرتبة العلمية لأول سيدة. حصلت سموها على درجة الزمالة الفخرية من الكلية الملكية البريطانية لأطباء وجراحة النساء والولادة في 9 ديسمبر 2009م، وهي تمنح عادة لكبار القيادات والشخصيات في العالم.





