أجمع المشاركون في مؤتمر الشباب والتحديات المعاصرة في دول مجلس التعاون، الذي بدأ أعماله أمس على مسرح الجامعة القاسمية في الشارقة، على أن قضايا الشباب تفرض ذاتها بوتيرة متصاعدة، مشيرين إلى أن ارتفاع نسبة العمالة غير المواطنة في سوق العمل سبّب خللاً جوهرياً في واقع السوق الراهن، ما أدى إلى انتشار البطالة في صفوف الشباب بنسبة بلغت 5.21 في المئة.
وقالوا إن الإمكانيات والموارد الكبيرة التي تملكها دول التعاون الخليجي بإمكانها أن تسهم في حل الكثير من المشكلات، مطالبين بتوفير مؤسسات حاضنة للأعمال الصغيرة، باعتبارها الوعاء الاقتصادي والاجتماعي الذي يوفر غطاء حماية للمشاريع الناشئة وتدريب أصحابها.
واقترحوا إشراك شباب دول مجلس التعاون في تنظميات المجتمع المدني، حيث يعتبر العمل التطوعي من المجالات التي يسهم فيها الشباب وتعود عليهم وعلى مجتمعهم بالنفع.
فعاليات
وبدأت فعاليات المؤتمر الذي نظمته وزارة تنمية المجتمع، بالتعاون مع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية بدول مجلس التعاون الخليجي، بكلمة لمعالي نجلاء محمد العور، وزيرة تنمية المجتمع، ألقاها ناجي الحاي، وكيل الوزارة، حيث وصف في مستهلها المجتمع الإماراتي بالشبابي، لكونهم يشكّلون ما نسبته خمسون في المئة من إجمالي عدد السكان، مؤكداً أن سياسة الدولة قامت على تقديم كل ما من شأنه النهوض بالشباب وتوفير احتياجاتهم.
وأكد الحاي أن الإمارات خطت خطوة لم تشهدها دولة في العالم بتعيينها أصغر وزيرة للشباب، هي معالي شمسة بنت سهيل المزروعي، لتمثل الشباب وقضاياهم وتحمل طموحاتهم، وهذا يؤكد إيمان قيادتنا الرشيدة بأهمية الشباب وتقدير دورهم الرائد في تحقيق الإنجازات والارتقاء بالمجتمعات.
قضايا
وقال عامر بن محمد الحجري، المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية بدول مجلس التعاون، إن قضايا الشباب باتت تفرض ذاتها بوتيرة متصاعدة عالمياً، وبدأ الأمر يتخذ في العديد من الحالات طابع القضايا الضاغطة التي تطرحها احتياجات الشباب المختلفة ومشكلاتهم المتزايدة، ومتطلبات توفير إدماجهم الاجتماعي، وحل مشكلاتهم من توفير فرص العمل والدراسة، وإيجاد السكن الملائم والزواج، وبناء قيم الانتماء ووقايتهم من نزعات الانحراف والتطرف.
وبدأت أوراق العمل بجلسة ترأسها حسين سعيد الشيخ، وكيل مساعد قطاع الرعاية الاجتماعية لوزارة تنمية المجتمع، وقدمت فيها ثلاث أوراق عمل، الأولى لهزاع المنصوري من الإمارات، وعنوانها التحديات التي تواجه الشباب في عالم الأعمال.
وتطرقت الورقة الثانية لحافظ أمان إلى ثقافة الابتكار لدى الشباب وسوق العمل، بينما تناولت الورقة الثالثة للجلسة الأولى الشباب بين التعليم وسوق العمل في دول مجلس التعاون الخليجي للدكتورة منى فضل عباس من البحرين.
وفي جلسة المؤتمر الثانية التي ترأستها موزة الشومي، مديرة إدارة الطفل في وزارة تنمية المجتمع، قدمت أربع أوراق عمل، عرضت في الأولى جهود الأمانة العامة لمجلس التعاون في دعم الأنشطة والبرامج الشبابية، تناول فيها وليد فهد الحمود الأنشطة التي قامت بها الأمانة العامة في السنوات الأخيرة في القضايا المتعلقة بالشباب، وصقل مواهبهم وتنمية قدراتهم.
وفي الجلسة الثانية، طرحت الدكتورة فاطمة الكبيسي ورقة عمل حول مشاركة الشباب في منظومة المجتمع المدني والأهلي في دول الخليج
تحديات
قدم أحمد عبد الأمير يوسف، من البحرين، ورقة عمل عن الشباب في السياسيات والاستراتيجيات والخطط في دول مجلس التعاون، موضحاً أن تعاطي كل دولة من دول مجلس التعاون مع المشكلات والتحديات التي تواجهها بشكل منفرد لم يسهم في إيجاد حلول مستدامة.
