أشاد الدكتور محمد مراد عبد الله، مدير مركز دعم اتخاذ القرار، بالدراسة المتعمقة التي أعدها الدكتور فريدون محمد نجيب، والتي قام المركز بطباعتها في كتاب بعنوان: (التخطيط بالسيناريوهات في المجال الأمني).
وقد تناول الكتاب موضوعاً مهماً في المجال الأمني حيث عرف التخطيط بالسيناريوهات منذ أمد بعيد، فالمعارك الحربية والمؤامرات السياسية التي سجلها التاريخ كانت عبارة عن سيناريوهات محبوكة رسمت بدقة متناهية من أجل تحقيق أهداف محددة وإذا كانت الممارسة الفعلية للتخطيط بالسيناريوهات قد طبقت منذ القدم، فإن التأصيل العلمي لهذا النهج لم تظهر إرهاصاته الأولى إلا منذ سنوات قليلة.
وأكَّد الدكتور محمد مراد، بأن التحديات الأمنية المتصاعدة والتهديدات العديدة المتعاظمة، وعدم مناسبة نهج التجربة والتعلم من الخطأ لظروف العصر الراهن والتي لا تتحمل الاختيارات الخاطئة أو القرارات الفاشلة أو التصرفات الطائشة، تبرز أهمية التخطيط بالسيناريوهات في العصر الراهن، عصر الصراعات وتضارب المصالح والبث الفضائي المباشر، وتصيد الأخطاء والنشر الفوري بالكلمة والصوت والصورة للأحداث عبر شبكات الإنترنت إلى جانب هذه الاعتبارات، دعت إلى ضرورة اتقان تنفيذ المهام وتجنب ارتكاب الأخطاء، ولتحقيق ذلك يتم اللجوء إلى التخطيط بالسيناريوهات.
تأصيل علمي
وفي هذا الكتاب، أشار الباحث إلى أن التأصيل العلمي لنهج التخطيط بالسيناريوهات ليس بالأمر السهل، ذلك لأنه يستند إلى مزيج من العلوم المتباينة والتكتيكات المختلفة والإبداعات الشخصية والقدرات التخيلية، ولا شك أن توالي المساهمات الفكرية وتتابع المحاولات النظرية وتعدد الرؤى واستخلاص العبر من النجاحات الفعلية والإخفاقات المتحققة، سوف يسهم في إثراء الخلفية العلمية لهذا النهج التخطيطي الهام.
نظريات علمية
وتعد هذه الدراسة محاولة جادة لإلقاء بعض الضوء على الأسس العلمية والخطوات المنهجية لتطبيق نهج التخطيط بالسيناريوهات بصفة عامة وفي المجال الأمني بصفة خاصة إلى جانب التعريف بالنظريات العلمية والأساليب التخطيطية التي يمكن الاستعانة بها لتفعيل نهج التخطيط بالسيناريوهات وتنفيذها.
