افتتاح «مركز الإبداع» بأبوظبي الأحد

الإمارات تسجل 194 براءة اختراع في 5 سنوات

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلن أحمد سعيد الكليلي مدير عام لجنة أبوظبي لتطوير التكنولوجيا تسجيل 194 براءة اختراع من الدولة خلال الفترة من عام 2011 وحتى العام الجاري، منها 42 براءة اختراع قيد الدراسة، حيث غطت براءات الاختراع عدداً من القطاعات الحيوية ومنها المواد المتقدمة، التكنولوجيا النظيفة، الإلكترونيات، الصحة والطب، تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، بالإضافة إلى النفط والغاز، وتصدر قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات عدد براءات الاختراع المسجلة بإجمالي 56 براءة اختراع.

واستعرض الكليلي خلال لقاء موسع عقده مع ممثلي وسائل الإعلام المحلية أمس الجهود التي تم القيام بها على مستوى الإمارة والمبادرات التي تم إطلاقها لتعزيز ثقافة الابتكار، حيث قال إن الإمارة بدأت منذ نحو 6 سنوات مشروعا طموحا يتضمن عددا من الأهداف لتعزيز الابتكار، ويتسند في المقام الأول إلى 5 محاور أساسية.

وقال: «إن المحور الأول يتعلق برأس المال البشري فهناك تحد متعلق بالفجوة في رأس المال البشري، وقد تم عقد شراكات مع العديد من الجهات لوضع خطط وبرامج لسد هذه الفجوة، ومنها على سبيل المثال رفع كفاءة التعليم الحكومي ورفع مستوى تعلم العلوم وإعطاؤها مساحة أكبر في المناهج».

وذكر أن المحور الثاني يتعلق بالتركيز على الابحاث والتطوير، والمحور الثالث معني بمنظومة التشريعات فيما المحور الرابع يتعلق بالبنية التحتية التي تقوم عليها صناعة العلوم والتكنولوجيا والابتكار، فأبوظبي من أفضل المدن على مستوى العالم في توفير البنية التحتية، أما المحور الخامس والأخير فيتعلق بتوفير منظومة اقتصادية داعمة لصناعة العلوم والابتكار على مستوى الإمارة.

اقتصاد المعرفة

وأوضح أن لجنة أبوظبي لتطوير التكنولوجيا ومنذ إنشائها عام 2009، تمتلك رؤية واضحة تركز على تطوير رأس مال بشري في قطاعات العلوم والتكنولوجيا، وتسعى لتطوير كفاءات وطنية مؤهلة للابتكار تقود لبناء اقتصاد قائم على المعرفة في دولة الإمارات وتسهم في جعلها أحد المجتمعات الرائدة في مجال الابتكار، وكذلك تدعم اللجنة ترسيخ ثقافة الإبداع والابتكار من خلال مجموعة متكاملة من مبادراتها وبرامجها التي تشجّع اهتمام الشباب والمجتمع بالعلوم والتكنولوجيا؛ بدءاً من التوعية وانتهاءً بالدعم المتواصل، بهدف بناء قاعدة كفاءات وطنية مؤهلة لريادة الصناعات المرتبطة بالعلوم والتكنولوجيا.

وأضاف أنه من أهم المبادرات التي ستدخل حيز التنفيذ لتعزيز ثقافة الابتكار في الإمارة العام الجاري، هو افتتاح مركز «مبتكر للإبداع» الأحد المقبل، بمنطقة الزينة على شاطئ الراحة بأبوظبي، حيث يمتد على مساحة 1000 متر مربع، ومجهّز بتجهيزات متقدمة وبرمجيات متطورة وكوادر خبيرة، لدعم المبتكِرين في تنفيذ أفكارهم وتحويلها إلى واقع.

وذكر الكليلي أن هذا المركز يتيح لأعضائه استخدام أحدث التجهيزات والتقنيات، كما سيقدم خبراؤه الدعم الفني والتوجيه اللازم لتحويل الأفكار إلى نماذج أولية ومنتجات فعلية، مشيراً إلى أن هذا المركز يواكب تنظيم فعالية سنوية تحت عنوان «مبتكر»، لعرض الابتكار والاحتفاء بالمبتكرين المحليين وبدورهم كقدوة تحتذى في تعزيز ثقافة الابتكار، حيث تستقطب أكثر من 8000 زائر سنوياً، وتتضمن عرض أعمال أكثر من 200 مبتكر 40% منهم مواطنون، بالإضافة إلى عرض 100 نموذج أولي و19 شراكة محلية.

مركز العلوم

وقال الكليلي إنه في إطار الجهود أيضاً التي يتم القيام بها لترسيخ ثقافة الابتكار، سيتم تنفيذ مشروع مركز أبوظبي للعلوم الذي يستهدف الطلبة في الفئة العمرية من 6 إلى 11 عاماً، كي يجعلوا العلوم والتكنولوجيا أولوياتهم، ويهدف هذا المركز إلى تحفيز الاهتمام بتعلم الع لوم والتكنولوجيا، تحفيز الفضول العلمي للأطفال عبر تجارب ملهمة شيقة.

بالإضافة إلى المساهمة في تشجيع متابعة مسارات مهنية واعدة في قطاعات العلوم والتكنولوجيا، مشيراً إلى أنه بدأت مرحلة تصميم هذا المشروع من منتصف عام 2013، وحتى نهاية 2014، حيث تم طرح المشروع للمناقصة، بينما تم منح إذن البدء بالبناء في أكتوبر 2015.

تضافر الجهود

وذكر أن تطوير رأس المال البشري يتطلب ضرورة تضافر الجهود لدعم تنميته وتحقيق مخرجات طلابية في المستوى المأمول، وللوصول إلى ذلك، يجب توجيه الطلبة ليسلكوا المسارات العلمية في المدارس والجامعات وفي حياتهم العملية كذلك.

لأن هذا أساس لاقتصاد اليوم والمستقبل، فلو نظرنا إلى الشواغر في مختلف قطاعات العمل، نجدها تتطلب من لديهم مهارات وخبرات علمية، لذا، نحن أمام ثغرة موجودة حالياً، لأن هناك خريجين لا يجدون وظائف، في حين أن هناك وظائف موجودة، ولكنها تتطلب تخصصات علمية، لذلك علينا التركيز على رأس المال البشري بشكل أكبر.

وأشار إلى أن إنشاء اللجنة جاء لدعم توجه الدولة نحو الاهتمام بالعلوم، بما يحقق رؤية أبوظبي 2030، وسعي الدولة للوصول لاقتصاد قائم على المعرفة، وهذا الجهد يتطور بشكل مستمر، خاصة مع إطلاق استراتيجية الابتكار الوطنية التي أعلنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والتي تركز على أهمية دعم الابتكار في العلوم والتكنولوجيا.

وكذلك إعلان سموه عن العمل على إنشاء أول مسبار عربي يصل إلى المريخ ويصنع بأياد وطنية، والتوجه لإنشاء محطة فضاء إماراتية، كل هذه المشاريع بالدولة والرؤى الطموحة، تنسجم مع التوجه الذي تأسست من أجله اللجنة وتسعى لتحقيقه، وهو إثارة شغف الطلبة والأجيال القادمة بالعلوم الحديثة.

Email