قراءة متعمقة في فصول كتاب سطَّر صفحاته قائد استثنائي

«راشد المسيرة والبناء»..شخصية فذّة رؤيـتها الحياة وفكرها المستقبل

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

وتناول الكتاب سيرة وتاريخ عائلة آل مكتوم والتي تعتبر من القبائل الكبرى في ذلك الوقت وتنحدر من قبيلة بني ياس وتنتمي إلى «آل بوفلاسة» وكان لها باع طويل في فرض الأمن والاستقرار على ربوع المنطقة، وأدوا دوراً بارزاً في جعل المنطقة حافة بالتاريخ المشرف، ويبين الكتاب أن آل مكتوم حكموا إمارة دبي عام 1833م وتولى الأبناء سدة الحكم ابتداء من المغفور له الشيخ مكتوم بن بطي وتولى الشيخ راشد سدة الحكم في عام 1958 حتى تاريخ السابع من شهر أكتوبر عام 1990، وأعقبها تسلسل تاريخي لحكام دبي، وبعــــدها صورة عن شجرة عائلة آل مكتوم.

طفولة وشباب

تناول الفصل الثاني من الباب الأول من كتاب «راشد المسيرة والبناء» طفولته وشبابه وأوضح أن المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم ولد عام 1912م، ونشأ في كنف الشيخ سعيد بن مكتوم آل مكتوم الذي اشتهر بالورع والتقوى وسمو الأخلاق وحبه الكبير لمواطنيه، فصاحب السمو المغفور له الشيخ سعيد آل مكتوم لا يختلف اثنان على أنه حاكم محبوب من شعبه بما اتسم به سموه، رحمه الله من حكمة وسعة صدر وخلق عظيم ورجاحة عقل وقدرة على مواجهة مثل تلك الظروف القاسية بصبر وإيمان عميق يكمن في نفس مؤمنة بأن الله سبحانه وتعالى هو الرزاق العظيم، وترعرع الشيخ راشد رحمه الله وطيب ثراه في كنف شيخة فاضلة، هي والدته المرحومة الشيخة حصة بنت المر التي كانت لها مكانة خاصة في نفوس المواطنين وهي كما يقول أهل دبي: «إن حصة بنت المر كانت أماً ليست لراشد فحسب، بل أماً لدبي جمعاء».

مناخ ديمقراطي

وفي جو يسوده التقدير والاحترام المتبادل بين الحاكم والرعية، نشأ راشد في مناخ ديمقراطي فريد يقف فيه المواطن حراً طليقاً بفكره ولسانه ومنطقه أمام حاكم البلاد، معبراً عما يجول في نفسه دونما خوف أبداً، وكان راشد رحمه الله يراقب عن كثب أسلوب والده، المغفور له الشيخ سعيد بن مكتوم آل مكتوم، رحمه الله، فاقتبس ما شاء له أن يقتبس من صور تمثل الديمقراطية كما عرفها مجتمعنا دونما زيف أو تلوين، تلك الديمقراطية التي كانت تنبع من منبع عربي إسلامي بدوي أصيل، ومما لا شك فيه أن الشيخ سعيد بن مكتوم آل مكتوم رحمه الله، والشيخة حصة بنت المر رحمة الله عليها، كانا المؤثرين في حياة راشد، فهما اللذان أحاطاه بالرعاية والعناية الأبوية. وبين الكتاب أن الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم تلقى دراسته الأولى في الكتاتيب في ذلك العصر الذي كانت تفتقر فيه المنطقة إلى وجود المدارس النموذجية.

وتعلم سموه ما شاء له أن يتعلم من علوم الفقه واللغة العربية التي كانت توفرها تلك المدارس في ذلك الحين، ومع بداية الدراسة النظامية بمدرسة «الأحمدية» التي أسست في أوائل هذا القرن ببر ديرة، كان الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم من أوائل الطلبة المنتظمين في فصولها، حيث نهل العلم من خيرة المعلمين الذين كانت تستوعبهم تلك المدرسة، فتفقه في العلوم الدينية إلى جانب علوم اللغة العربية والتاريخ والحساب والجغرافيا في وقت مبكر من عمره.

الرجل المكتمل

ومنذ طفولته اتصف راشد بصفة الرجل المكتمل؛ مختلفاً في تلك الصفة اختلافاً كبيراً عن رفاقه وزملائه. فقد كان أسلوبه في الحياة ينم عن فكر ناضج سابق لعصره، ولم يكن راشد محباً للعب أو اللهو كغيره من الزملاء، لقد كان في شبابه شاباً مثابراً وجاداً وباحثاً عن كل ما يرفع الهامات ويسمو بالهمم، نحو الفضائل وسمو الغايات.

ومنذ شبابه كان راشد حريصاً كل الحرص على أن يكون لدبي شأن خاص ومكانة خاصة وأسلوب مميز لا مثيل له في الاستعداد لمستقبل بدأ يلوح في الأفق. ويؤكد من عاصر راشداً من رفاق الصبا، أن سموه كان يلتهب حماسة ويتدفق نشاطاً من أجل أن يخلق من الصحراء مدينة حديثة تباهي في جمالها مدن العالم المعاصر.

ثورة عمرانية

وأوضح الكتاب أن الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم انطلق منذ صباه الباكر نحو التشييد والبناء، وكان لابد له أن يحدث ثورة عمرانية لم تشهدها البلاد من قبل، ولكن كل ذلك يحتاج إلى عطاء لا ينضب وجهد لا يعرف الكلل أو الملل، والشيخ راشد حباه الله سبحانه وتعالى هذه الميزة التي جعلت منه قائداً بارزاً منذ طفولته وبكل ما تحمل كلمة «قائد» من معان، برز راشد كقائد شاب منذ عهد شبابه الباكر، واستطاع بكل مقدرة أن يكسب من حوله الرجال كسباً قائماً على الكفاءة التي بدأت تظهر بوضوح على هذا القائد الشاب، والتي لمسها رفاقه فيه عن جدارة واستحقاق.

اكتسب راشد من التجارب في بداية شبابه الشيء الكثير، وعلمته الأيام والسنون ما شاء لها أن تعلمه، فاتسعت درايته، ولمعت حنكته السياسية، وظهرت جدارته للعيان مبشرة بقدوم قائد فذ وسياسي محنك يشار إليه بالبنان. فراشد بن سعيد آل مكتوم كان قريباً من القرارات المهمة التي اتخذت من حين لآخر لإدارة شؤون البلاد في تلك الحقبة التاريخية، وكان راشد في أحيان كثيرة الرجل المؤثر تأثيراً مناسباً وحكيماً فيما يصادفه من حالات تتطلب علاجاً خاصاً.

وعلى هذا المنوال بدأت مسيرة هذا القائد، منوال الجد والحزم والعزم والمثابرة والتصميم وفرض الهيمنة الشرعية في ربوع البلاد، فكانت بحق بداية موفقة تكللت ولله الحمد بالنجاح في جميع مراحل انطلاقتها بعون من الله وتوفيقه.

رجل ومواقف

حمل الفصل الخامس من الكتاب عنوان «رجل ومواقف» وتضمن عدداً من مواقف المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم وأنه كان يمتاز بالحكمة في معالجة ما يصادفه من حالات، وأنه اكتسب بخبرته ودرايته الفائقة في إدارة شؤون البلاد وإلمامه الواسع بمواقف الآخرين من حوله.

قدرة مذهلة في تقديره وحكمه الصائب ومقارنته الدقيقة في تحليل المواقف ومن ثم الحكم عليها عن طريق تلك الرؤية الواضحة التي ترتسم أمام ناظريه وهي نظرة في إطارها الخاص تهدف إلى تحقيق الخير لدولة الإمارات العربية المتحدة وشعبها الكريم، وهي رؤية في إطارها العام تسعى إلى تحقيق مصلحة الأمة العربية والإسلامية من منطلق إسلامي مكين يملأ قلب هذا الرجل الذي عرف بتقوى الله سبحانه وتعالى والعمل على ما يرضيه. ويسرنا أن نسجل لهذا القائد الكبير رحمه الله وطيب ثراه مواقف يعتز بها كل عربي أبي، تلك المواقف إن دلت على شيء فإنما تدل على أن للرجال فعلاً مواقف يذكرون بها.

أسماء وعبر

وحمل الفصل السادس عنوان «أسماء وعبر» والتي أوضحت أنه تخليداً وتكريماً لبعض الشخصيات أطلق المغفور له أسماء لها دلائل على أبرز الميادين والشوارع في إمارة دبي مثل منطقة بورسعيد والكرامة وميدان جمال عبد الناصر، تلاه الفصل السابع الذي جاء تحت عنوان «هكذا كان راشد» والذي يتناول فيه الفريق تميم ما تعلمه واستفاد به من مرافقة المغفور له والمواقف الحية التي شاهدها ودونها في الكتاب والتي أصبحت منهاج حياة للكثيرين وترجمة عظمة هذا الرجل.

وتـــناول الفصل التاسع «الوقت عند راشد» ويؤكد فيه أن الإمارات تعرف أن موعد راشد لا يتقدم ولا يتأخر أبداً، وأن إصراره على احترام الوقت كان بالدليل الفعلي ولم يتبين تأخره عن أي موعد بل على العكس كان من أوائل الحضور، وجاء الفصل الــعاشر حاملًا عنوان «راشد والصحافة العالمية» والذي ألقى الضوء ورصد بعض الأسئلة والإجابات التي نشرت في عدة صحف في عام 1973 مع صحفيين أجانب.

إطلــــالة على العالمتضمن الباب الثالث من الكــــــتاب «بواباتنا المطلة على العالم.. أهم منــــجزات في عـــهد المغفور له الشيخ راشد» والتي تمثلت في مطار دبي الدولي وميناء راشد وميناء الحمــــرية والمــــفاجأة الكبرى مــيناء جبل علي.

وانتقل الكاتبان إلى الباب الرابع والذي تضمن المياه.. الزراعة.. والثروة السمكية موضحاً أن المياه دخلت إلى البيوت في عام 1959 وكانت دبي من أوائل المدن الخليجية التي كانت تمتد تحتها أنابيب المياه إلى دورها السكنية، كما أنشأت حكومة دبي دائرة مياه دبي وتم تحديد منطقة لعوير لمورد مائي رئيسي، وتوالى إنشاء مرافئ صيد الأسماك وفي نفس الوقت كانت تجري عجلة الاهتمام بالزراعة وارتدت دبي ثوباً أخضر عشبياً مرصعة بكافة أنواع الورود والزهور.

وتناول الباب الخامس من الكتاب دعائم التنمية والتي تضمنت النفط وشركة كهرباء دبي والمركز التجاري وسلطة المنطقة الحرة وميناء جبل عي والحوض الجاف وجداف دبي بالإضافة إلى شركة المنيوم دبي «دوبال».

القوات المسلحة

أما الفصل السادس فتناول الدفاع والأمن والقضاء والذي شمل 3 فصول حملت عناوين «القوات المسلحة»، و« الأمن في ظل المسيرة الخيرة»، والقضاء، وفيما يتعلق بمسيرة التعمير والبناء جاء الباب السابع والذي تضمن إنشاء بلدية دبي، ومجلس بلدية دبي، ومجلس الاعمار، ودائرة الأراضي والأملاك والإسكان في ظل المسيرة الخيرة.

وأفرد الباب الثامن 4 فصول مختلفة تحت عنوان «الصحة للجميع» وتضمن تاريخ إنشاء مستشفى راشد وآل مكتوم والمستشفى الجديد ومستشفى الوصل، وتناول كافة الأقسام والإدارات التي كانت داخل كل منهم والتطور الكبير والتحسن الصحي الذي ظهر جلياً بعد افتتاحها وتقديمها العلاج اللازم، عبر توفير أفضل الأجهزة الطبية والخبرات والكوادر وتجهيز المباني ومستواها ونظافتها.

وجاء الباب التاسع ليدور حول الشؤون الإسلامية والأوقاف، فيما تناول الباب العاشر «التعليم والرياضة والشباب» وتضمنت فصوله الثلاثة الحركة الرياضية في ظل مسيرة الخير والعطار والنهضة الرياضية الشاملة والأندية الرياضية.

الإعلام والتجارة

وحمل الباب الحادي عشر من الكتاب منحى جديداً في إنجازات المغفور له حول الإعلام وتناول الإذاعة والتلفزيون وإنشاء مؤسسة البيان للصحافة والطباعة والنشر، فيما أفرد الباب الثاني عشر التجارة في دبي عبر التطرق إلى غرفة تجارة وصناعة دبي ودبي مدينة التجارة والتجار.

وتناول الباب الثالث عشر إنشاء البريد والاتصالات وبعدها الباب الرابع عشر الذي تناول النهضة النسائية، وتلاه باب منفرد الخامس عشر عن الفنون الشعبية، أما الباب السادس عشر فتناول السياحة والفندقة.

الباب الأخير.. الرحيل

جاء الباب الأخير بالخبر المحزن والذي حمل عنوان «الرحيل» متضمناً عناوين قصيدة «زلزلت يا يوم الرحيل فؤادي»، و«كلمات خالدة في الفقيد الخالد»، و«أنت يا راشد لم ترحل».وجاء فيه «بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره تلقى أبناء الإمارات نبأ وفاة المغفور له فقيد البلاد الكبير المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته وألهم الجميع الصبر والسلوان و«إنا لله وإنا إليه راجعون».

انتقل رحمة الله عليه إلى جوار ربه في السابع من شهر أكتوبر عام 1990م الموافق الثامن عشر من شهر ربيع الأول عام 1411هـ عن عمر يناهز 78 عاماً قضاها رحمه الله في خدمة أمته ووطنه ومواطنيه وبذل خلالها كل ما يملك من طاقة في سبيل تحقيق الخير والرخاء والاستقرار للوطن والمواطن. وأعلنت دولة الإمارات الحداد ولبست السواد على فقيد البلاد.

وتقرر تنكيس الأعلام أربعين يوماً وتعطيل الوزارات والدوائر لمدة ستة أيام وخيم الحزن والأسى على كل الناس، واهتزت المشاعر وتفجرت الدموع واعتصرت القلوب كيف لا وراشد يرحل عنا.. كيف لا ونحن نودع أباً حنوناً وقائداً عظيماً وزعيماً قادنا إلى مقدمة الركب الحضاري.

لكل شمس مغرب

في كلمات يملؤها الحزن كتب الفريق ضاحي خلفان تميم «عدت في المساء إلى منزلي بعد يوم من الحزن والأسى على فقيد البلاد الراحل وقد أخذ مني الإعياء والإرهاق النفسي مأخذاً عظيماً، اقترب موعد نشرة الأخبار وفي مجلسي كان بعض الأصدقاء والأهل يجتمعون كعادتهم بعد صلاة العشاء.

وكنت قبل ذلك فيما يشبه العزلة، ففي كل مرة كنت أحاول جاهداً أن أتمالك نفسي، تعجز الأحداق عن التحكم في دموع العين فتنهمر غزيرة على رحيل الفقيد الكبير، كيف لا وراشد رحمه الله يحمل لنا من الحب والتقدير كمواطنين مما جعلنا نحس ونشعر بأبوته، وبعطفه، وبحنانه الكبير تجاهنا، فأهل البلاد رحمه الله أهله: فقد كان نعم الأب ونعم الراعي.. المهم أنني قررت الذهاب إلى المجلس والجلوس مع الحاضرين هناك، وما إن جلست حتى بدأ الحديث يتناول سيرة الفقيد الراحل وكيف كان رحمه الله شيخاً عظيماً وحاكماً محبوباً وإنساناًفاضلاً عرفه القوم عن قرب لأنه كان قريباً من الناس، وبينما نحن نتجاذب أطراف الحديث أخرج أحدهم ورقة تقويم ليريني الورقة تلك والتي يصادف تاريخها يوم أن وُوري جثمان الفقيد الراحل إلى مثواه الأخير في مقبرة أم هرير.. لقد كان مكتوباً على ظهر ورقة التقويم تلك الحكمة: لكل شمس غروب».

برلمان المصلحة العامة

تضمن الفصل الثامن من كتاب «راشد المسيرة والبناء» عنوان «حرية الكلمة عند راشد»؛ ويقول فيه الفريق تميم «شاءت الظروف أن أكون بحكم عملي متواجداً في مجلس راشد بشكل يكاد يكون يومياً، فرأيت بعيني وسمعت بأذني، رأيت الإنسان مواطناً أو غير مواطن يتحدث بصوت مرتفع إذا ما أراد أن يوجه انتقاداً ما لأية مسألة من المسائل، ورأيت راشداً رحمه الله وطيب ثراه، يصغي له بكل اهتمام، ورأيت كيف أن المجلس يتحول إلى برلمان يمارس بمنتهى الحرية مناقشة المسائل التي تهم المصلحة العامة.

أنت يا راشد الشموخ لم ترحل، وأنت يا راشد البناء سيظل عطاؤك دفاقاً كنبع لا ينضب، أنت يا راشد النهضة والتقدم ستبقى خالداً في التاريخ، فلقد سطرت بحروف من نور في سجل الحضارات والرقي خطوتك العملاقة التي تقف شاهدة على ما قدمت للوطن والمواطن من مواقف جليلة وأعمال نبيلة، فأنت بحق الشخصية التي ستبقى نبراساً لنا كلنا نهتدي بنوره، وننهج طريقنا مسترشدين بهداه وتوجيهاته وخطاه.

تركت فينا يا راشد رجالاًحظوا بتربيتك وتلقوا على يديك تعاليم الحكم الديمقراطي الصادق وأساليبه، وشاهدوا الأب الكبير وهو يطوف على مواطنيه يتحسس آلامهم، ورأوك وأنت تسير في طول البلاد وعرضها تتفقد المشاريع، فاقتبسوا من سيرتك وأخذوا من أسلوبك لينطلقوا إلى الأمام بمسيرة الخير والعطاء التي قادها آل مكتوم في تاريخ البلاد، لم يمت يا راشد من خلف بين ظهرانينا رجالاً كأمثال الرجال الذين خلفتهم، فهم خير خلف لخير سلف، تركت فينا يا راشد شيوخاً يحملون صفات الوالد.. يملكون الخلق العظيم، والتواضع الأعظم، والنظرة الثاقبة، والحكمة السديدة، والرأي الصائب، والنظرة المستقبلية.

أنت يا راشد لم ترحل

 ــ راشد بن سعيد من أوائل الطلبة المنتظمين في فصول«الأحمدية»

  ــ كان أسلوبه في الحياة ينم عن فكر ناضج سابق لعصره

ــ التهب حماسة ونشاطاً من أجل أن يخلق من الصحراء مدينة حديثة

ــ لم يتأخر يوماً عن أي موعد بل كان من أوائل الحاضرين دوماً

ــ الهواية الوحيدة التي كان يمارسها راشد رياضة الصيد بالصقور

ديوان رئيس الدولة ينعى فقيد البلاد

 أصدر ديوان رئيس الدولة النعي التالي: «يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي».. صدق الله العظيم. «من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً».. صدق الله العظيم.

 ينعى ديوان صاحب السمو رئيس الدولة إلى شعب الإمارات العربية المتحدة وإلى أبناء الأمة العربية والإسلامية فقيد الوطن صاحب السمو الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الذي انتقل إلى جوار ربه مساء أمس الأحد الثامن عشر من ربيع الأول عام 1411هـ الموافق السابع من أكتوبر عام 1990 ميلادية بعد أن أعطى لوطنه وأمته الكثير من جهده ونفسه وبعد حياة حافلة بجلائل الأعمال والإنجاز.

 وكالات الأنباء

تناقلت وكالات الأنباء نبأ وفاة فقيد البلاد الكبير وتحدثت عن المغفور له الشيخ راشد فقد جاء في أحد التقارير الإخبارية لوكالة رويتر ما يلي:

جعل الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم دبي نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ورئيس مجلس الوزراء – جعل من مدينة دبي مركزاً تجارياً مزدهراً حتى قبل أن يحول النفط اهتمام العالم إلى بقية منطقة الخليج.

وقالت إن المغفور له الشيخ راشد قام بدور بارز في إنشاء الدولة الاتحادية، كما ذكرت الوكالة في تقريرها أن الفقيد قاد جهود التنمية في إمارة دبي لنحو خمسين عاماً. وقالت الوكالة: كان المغفور له الشيخ راشد شخصية حركية نشطة اعتاد أن يستيقظ مع شروق الشمس ويجلس إلى مكتبه في الثامنة صباحاً بعد أن يكون قد أدى صلاة الصبح.

بيان المجلس الأعلى لحكام الإمارات

«الإمارات فقدت قائداً فذاً وصانعاً ماهراً من صناع الاتحاد»

إن المجلس الأعلى للاتحاد إذ يجتمع اليوم في غياب فقيده وفقيد الوطن الكبير المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم رحمه الله الذي ودعه شعب دولة الإمارات العربية المتحدة بالأمس القريب إلى جوار ربه ليفقد قائداً فذاً من قادتها ورائداً بارزاًمن رواد حضارتها وصانعاً ماهراً من صناع اتحادها وتماسكها.

لقد كان المغفور له من البناة الأوائل لدولة الإمارات الفتية ومشيداًكبيراً لدعائمها ومخططاً ماهراً لنهضتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. لقد عمل الفقيد بجهد مخلص وبذل كل حياته من أجل أمته ووطنه بعزيمة لا تهدأ وقلب متقد تدعيماً للاتحاد وترسيخاً لأهدافه ومبادئه، فقد كان رحمه الله رجلاًمتميزاً من رجالات الوطن، وعد فأوفى وعمل فأخلص وأعطى فأجزل.

 إعلام عالمي

 ■ وكالة الأنباء الفرنسية: «راشد صنع النجاح الاقتصادي ونشر الرخاء بالإمارة».

■ رويترز: «جعل دبي مركزاً تجارياً مزدهراً قبل النفط».

■ بي بي سي: «راشد صنع نهضة دبي وفتح أبوابها لرياح العصر».

■ الاندبندنت: «راشد مهندس البناء والتشييد، وحامي النهضة والتحديث والأصالة».

راشد المسيرة والبناء

تضمن الكتاب الذي أعده الفريق ضاحي خلفان تميم نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، ونصر الدين حمد، وحمل عنوان «راشد المسيرة والبناء» وصدرت طبعته الأولى عام 1990م، 19 باباً متنوعاً شملت مناحي الحياة كافة في دبي في عهد المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، كما تضمن أقوال وكلمات مأثورة عنه وعن إمارة دبي، بالإضافة إلى عدد من قصائد الشعر للفريق ضاحي خلفان، والشاعر محمود نور والشاعر ربيع بن ياقوت وعشرات الصور التاريخية ويقع الكتاب في 263 صفحة من الطباعة الفاخرة.

الباب الأول من الكتاب حمل عنوان «راشد» واستهله الكاتبان بمقولة مشهورة للمغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم «لا تتحدث عن الإنجازات ودع الإنجازات تتحدث عن نفسها».

Email