استقبلت الدولة على وجه العموم ودبي على وجه الخصوص، صباح أمس، نبأ استشهاد أحد أبنائها البواسل سيف يوسف أحمد الفلاسي، ضابط صف، أثناء تأدية واجبه الوطني ضمن القوات المشاركة في عملية إعادة الأمل في اليمن التي تقودها المملكة العربية السعودية، والذي ووري جثمانه الطاهر مساء أمس في مقبرة القصيص، بعد وصول الجثمان القادم في طائرة خاصة من المملكة العربية السعودية. وفور انتشار الخبر الذي تم تداوله بسرعة كبيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل التواصل الحديثة، توافدت جموع المواطنين من مختلف الإمارات للوقوف إلى جانب أسرة الشهيد الذي قدم نفسه تلبية لنداء وطنه ضمن القوات المشاركة للوقوف مع الحكومة الشرعية في الجمهورية اليمينة، في منزله بمنطقة الورقاء.
مهمة عسكرية
وباعتزاز وفخر وحزن ممزوج بالفرح، استقبلت أسرة الشهيد خبر استشهاد أحد أبنائها وهو سيف الفلاسي، وبكلمات ملؤها الفخر تحدث محمد عبدالله المدحاني، شقيق زوجة الشهيد وصديقه المقرب، عن بعض تفاصيل حياة الشهيد الذي جمعته به إحدى الدورات التدريبية في القوات المسلحة، حيث قال إنه قبيل مغادرته أرض الدولة في المهمة الأخيرة التي استشهد فيها، كان يشعر بأنه لن يلتقي بهم مرة أخرى، وأثناء وداعه أسرته كان يوصي زوجته وأقاربه برعاية والدته المريضة وشقيقه المريض أيضاً، كونه رب الأسرة.
وأشار المدحاني إلى أن الشهيد لديه 5 أطفال، وهم سعيد وعبدالله وموزة وسلامة وسهيلة، وأكبرهم موزة التي تبلغ من العمر 10 أعوام، وأصغرهم سهيلة ابنة العامين ونصف العام، وكان كثير المحبة لأبنائه، حيث كان يصحبهم معه إلى مختلف الأماكن.
دورة تدريبية
وعن حياته العسكرية أوضح شقيق زوجته أنه كان شغوفاً بالعمل العسكري، وكان يميل إلى التدريبات العسكرية القوية، ولفت المدحاني إلى أن الشهيد كان محباً ومخلصاً لعمله، وكان يتدرب على الرياضات المختلفة بهدف تطوير قدراته، وانعكس حبه للعمل العسكري على حياته الشخصية، فكان يدرب أبناءه على الرياضات المختلفة، وكان يرفض النوم في الفنادق والاستراحات أثناء سفره، خصوصاً إذا كان برفقة أصحابه، فلا يجد الراحة إلا عندما يفترش الأرض.
متطلبات الحياة
وأضاف أن الشهيد كان باراً بوالدته ويهتم بأخيه، فبعد ما أنهى بناء منزله الخاص شرع في بناء منزل مجاور لأخيه المريض، ليوفر له متطلبات الحياة ويمنحه الاستقلالية التي يحتاج إليها أي شخص عند كبر سنه، كما أنه كان ذا خلق عال، ويمتلك صداقات كثيرة بفضل روحه المرحة وحسن تعامله مع الناس.
أخلاق عالية
لم تخل كلمات أقارب الشهيد من ذكر أخلاقه العالية التي كان يتعامل بها مع الصغير والكبير، وحبه وعشقه وإخلاصه للوطن وقيادته الرشيدة، حيث أكدوا أن الشهيد له مكانة خاصة بينهم، وتربطهم به علاقة أخوية، وعزاؤهم في ذلك أنه استشهد لنداء وطنه الذي لم يتردد يوماً عن تلبيته، وهم على استعداد لسلك هذا الطريق رداً لجميل الوطن وقيادته التي حرصت على توفير الحياة الكريمة والرفاهية التي ينعمون بها، كما أكد عدد من زملائه في العمل الشجاعة التي يتمتع به وعشقه للتدريبات التي كان يخوضها رغم صعوبتها، فضلاً عن الشعبية التي يتمتع بها مع زملائه في العمل.




