بات سنَّةً رمضانيةً في استضافة العلماء

مجلس قرينة حاكم عجمان يستضيف محاضرة في علوِّ الهمَّة

محمد نوح القضاة: الضيق والمصائب كلها إشارات من الله ليستغفر العبد ويذكر ربه

ت + ت - الحجم الطبيعي

استضافت حرم صاحب السمو حاكم عجـــمان الشيـــخة فاطــــمة بنت زايد بن صقر آل نهيان رئيسة مجلس إدارة جمـــــعية أم المؤمنـــين، مجلساً رمضانياً أقامته في استراحة "الصفيا" أداره الداعية الإسلامي الدكتور محمد نوح علي القضاة، وقدم محاضرة بعنوان "الله المتصرف" بحضور نخبة من سيدات المجتمع.

وقال الدكتور القضاة إن حضور مجالس الذكر هو توفيق من الله عز وجل، فعندما ينظر الإنسان إلى ظاهر الأمر، يعتقد أن حضوره لمجالس الذكر هو تلبية لدعوة تلقاها، ولكن حقيقة الأمر أنه لا يحضر إنسان مجلس ذكر إلا بإذن من الله عز وجل، موضحا أن الله سبحانه وتعالى، له إشارات في الكون..

ولابد أن يفهم العبد هذه الإشارات، فمثلاً إذا استيقظ المرء في الثلث الأخير من الليل، لقضاء حاجة أو ليرتشف شربة ماء، فهذه جميعها إشارات، فإن الله عز وجل اشتاق لسماع صوت عبده فأيقظه في الثلث الأخير ليدعوه ويتعبد، ولكن للأسف البعض لا يفهم الإشارة الربانية، ويقضي حاجته ثم يخلد إلى النوم مرة أخرى، وهنا فقد خسر العبد خسارة كبيرة إذ لم يفهم إشارة الخالق ويستجيب لها خير استجابة.

الابتلاء منحة

وأضاف مدير الجلسة أن الضيق والمصائب والشدائد، كلها إشارات من الله تبارك وتعالى، فإذا أحب الله عبداً قال: "ضيقوا على عبدي فإني أحب أن أسمع اسمي من فمه"، فيواجه العبد في يومه هذا بعض العراقيل، والهدف منها أن يستغفر العبد ويذكر ربه ويدعوه ويلجأ إليه ويستجيب خير استجابة إلى هذه الإشارة المرسلة إليه من الله عزَّ وجل، وليس الهدف منها التذمر والغضب..

كما يفعل البعض عند الضيق، وهناك إشارة أخرى معاكسة لهذه الإشارة، فإذا بغض الله عبداً قال للملائكة: "افتحوا على عبدي أبواب الدنيا، فإني أبغض أن أسمع اسمي من فمه"، فيقدم الله لهذا العبد كل ما يتمناه وأكثر حتى لا يحتاج أن يدعو الله عز وجل، وهذه إشارة من أخطر أنواع الإشارات وأشدها رهبة، وهنا يجب على العبد فهم هذه الإشارة والوقوف لتصحيح وضعه والتقرب والتضرع إلى المولى العلي القدير.

مجالس الذكر

وقال الدكتور القضاة إنه في كل عصر ومكان وفي كل مجلس ذكر، يوجد عبد صالح جعله الله فاتحاً لباب الخير وسبباً في إقامة المجلس، حتى في عهد الرسول عليه السلام كان هناك من يدعو للإيمان والتقوى والصدقة وما يقرب إلى الله من قول وعمل، وهناك كذلك من يدعو إلى العصيان والفسق والفجور، موضحاً أن هذه النماذج ستبقى على مر العصور..

مؤكداً فوائد مجالس الذكر فإنها خير المجالس وأزكاها وأطهرها وأشرفها وأعلاها قدراً عند الله وأجلها مكانة، فهي حياة القلوب فإن القلوب لتصدأ وجلاؤها ذكر الله، ومجالس الذكر نماء الإيمان وزكاء النفس وسبيل السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة..

ولهذا ورد في فضلها والحث على لزومها، والترغيب في المحافظة عليها نصوص كثيرة في الكتاب والسنة، مما يدل على شريف قدر تلك المجالس ورفيع شأنها وعلو مكانتها وأنها خير المجالس، فإن مجالس الذكر هي رياض الجنة في الدنيا، وتعقد مجالس الذكر بفضل وتوفيق من الله عز وجل فهو المتصرف في هذا الكون، ومن أكبر العقوق أن ينسب الإنسان أي فضل إليه، فالله عز وجل هو صاحب الفضل.

Email