أكبر راصد وقاعدة بيانات تضم 40 ألف مبنى

دفاع مدني دبي يدشن لوحة السلامة الأولى عالمياً

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

كشف اللواء خبير راشد ثاني المطروشي المدير العام للدفاع المدني بدبي عن إطلاق لوحة بيانات السلامة بدبي، تضم أكبر قاعدة بيانات وهي الأولى من نوعها في العالم، والتي من شأنها أن تمكن صناع القرار في الدفاع المدني، والدوائر الحكومية الأخرى، وأصحاب الأبنية وشاغليها من معرفة حالة السلامة في المباني في الوقت الحقيقي، والوقوف على مدى جاهزية وحالة أجهزة السلامة للارتقاء بمعايير الحماية والوقاية، ما يعزز الحفاظ على الأرواح والممتلكات وتحديد الأدوار والمسؤوليات، بالإضافة إلى تبادل المعلومات في وقتها الحقيقي وبكل شفافية. وأكد أن مسؤولي السلامة يدققون آلاف البيانات والتقارير المتدفقة من الإدارات والمراكز التابعة لهم، حتى يتسنى لهم اتخاذ القرار الصائب لمنع انتشار الحرائق.

200 ألف مبنى

وقال اللواء المطروشي خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد أمس للإعلان عن إطلاق النظام بمركز دبي التجاري العالمي، إن عدد المباني الموجودة في دبي يبلغ 200 ألف مبنى، وإن المستهدف يصل إلى 70 ألف مبنى، منها المستشفيات والأبراج السكنية والمستودعات والمناطق الصناعية والمصانع والمدارس، وإنه تم ربط 40 ألف مبنى بالنظام، لافتاً إلى أن الأمر سينعكس بالإيجاب على تقدير أماكن وحجم الأعطال في جميع المباني المربوطة بالنظام في دبي، منها تعطل المصاعد أو أجهزة الإنذار أو أنظمة الحريق المرتبطة بالدفاع المدني، مؤكداً أنه سيتم افتتاح المبنى الجديد للدفاع المدني في دبي مطلع العام المقبل والذي سيضم أكبر غرفة عمليات في المنطقة تضم أكبر شاشة مقوسة وتعمل كافة أنظمتها عن طريق اللمس، والتي ستكون مربوطة بكافة المباني في دبي.

ربط المنازل

وكشف اللواء راشد ثاني المطروشي أنه سيتم ربط كافة المنازل في دبي بنظام الإطفاء الذاتي في الدفاع المدني أسوة بالأبراج والأبنية التجارية والسكنية والخدمية، بهدف تحقيق أعلى معدلات الأمن والسلامة، وأنه من المتوقع أن يتم إطلاق أكبر حملة إعلامية وتسويقية تثقيفية للجمهور لحثهم على إتقان فن الإطفاء وتركيب أنظمة الإطفاء الذاتي في المنازل، بالإضافة إلى حماية منازلهم وعائلاتهم إلى حين وصول رجال الإطفاء.

ونوه المطروشي أنه في حال وجود أي حالات طارئة يبلغ النظام غرفة العمليات تلقائياً، وأنه تم توقيع اتفاقيتين مع مؤسسة محمد بن راشد للإسكان وبرنامج الشيخ زايد للإسكان، لتركيب الأجهزة الذكية ضمن البيوت الجديدة التابعة لهما، والتي لا تكلف سوى 2000 درهم فقط للجهاز الواحد، والمقابل هو الحفاظ على الأرواح والممتلكات والتي لا تقدر بثمن.

لوحة ذكية

وأكد المطروشي أن لوحة البيانات تعمل بطريقة ذكية، ما يساعد مالكي المباني ومسؤولي الهيئات والمؤسسات الحكومية والخاصة على مراقبة حالة أبنيتهم ومعايير السلامة بها في وقتها الحقيقي، ما يسهم في تطوير مستويات الأداء بشكل كبير، مشيراً إلى أن الدفاع المدني يحرص على مواكبة التكنولوجيات الحديثة التي من شأنها أن تساعد في حماية الأرواح والممتلكات والبيئة، وإن لوحات بيانات السلامة تسمح لمستخدميها بفهم البيانات المعقدة في أقل وقت بالقياس إلى بيانات مماثلة في تقارير مفصلة أخرى.

ولفت اللواء المطروشي إلى أن 35% من الاستجابة للحوادث حققت 4 دقائق في دبي العام الماضي، وأن المستهدف بين 6-8 دقائق، لافتاً إلى أن توفير قاعدة البيانات الجديدة والتي تعتبر الأولى من نوعها في العالم سيوفر الوقت والجهد في عمليات الإحصاء التي تتضمن كافة تفاصيل المبنى بدقة من الداخل والخارج، والتي سيكون لصاحب المبنى الحق في الاطلاع عليها إلى جانب الدفاع المدني والدوائر الحكومية الأخرى واستغلال هذه الأرقام في تحقيق أعلى معدلات الأمن والسلامة.

تحليل صحيح

وأوضح المدير العام للدفاع المدني بدبي أنه باستخدام الدفاع المدني بدبي للوحات بيانات السلامة يتمكن من متابعة معايير الأداء لكل من المباني ونشاطات الإدارات التابعة له حيث يتم تجميع البيانات من مصادر مختلفة وعرضها على شكل بياني وإحصائي، وهو ما يُعد إضافة قوية لعمليات الدفاع المدني لتعزيز قدرة الإدارة على التحليل الصحيح للبيانات مما يساعد على اتخاذ قرارات من شأنها رفع الكفاءة وتحسين الأداء، لافتاً إلى أن دور هذه اللوحات المعلوماتية لا يقتصر على تعزيز أداء عمليات الدفاع المدني، إنما ينعكس على مدى مسؤولية الدفاع المدني تجاه السكان، حيث سيتم توفير لوحة بيانات لكل مالك مبنى يُمكنه من خلالها الوقوف على مدى جاهزية وحالة أجهزة السلامة بمنشأته في الوقت المناسب.

أماكن الخلل

ولفت اللواء المطروشي إلى أن النظام يحدد أماكن الخلل لإصلاحها في الحال، وأنه في حال عدم إصلاحها يتم إنذار الشركة، مشيراً إلى أن أبرز الملاحظات على الأبراج الكبيرة في دبي تتمثل في إغلاق مخارج الطوارئ بأقفال حديدية، وهذا الأمر مخالف للقانون، وتتراوح قيمة المخالفة بين 10 آلاف و100 ألف درهم للشركة المشرفة على المبنى في حال عدم انصياعها لذلك، مشيراً إلى أن النظام الجديد مقسم إلى إشارات حمراء وصفراء وخضراء، وهو ما يعرف بالأماكن الساخنة في الحرائق وفي الأعطال وفي مستوى الخطورة.

وأوضح اللواء المطروشي أن تطبيق الدفاع المدني الذكي يوفر إمكانية الإبلاغ عن أي مخالفات في المباني تتعلق بالسلامة والحماية أو في الشوارع من قبل الجمهور عبر تصويرها وإضافة تعليق صوتي ووصف على الحالة وإرسالها للدفاع المدني الذي يقوم بدوره باتخاذ اللازم لإزالة تلك المخالفات، محذراً من مغبة الاستخدام الخاطئ لهذا التصوير تحسباً للمساءلة القانونية.

كروت مجانية

من جانبه، أكد الخبير علي المطوع مدير إدارة العمليات بالدفاع المدني في دبي لـ«البيان» أنه سيتم اعتباراً من الشهر المقبل توزيع كروت تفعيل لوحة بيانات السلامة على ملاك العقارات والمسؤولين في دبي مجاناً، والتي ستكون ضمن ظرف يتضمن نشرة توعوية للإدارة وكلمة السر ورقم المرور لمالك البناية على النظام التي ستتيح له الاطلاع على كافة أعمال الصيانة والأعطال وحالة أنظمة الإطفاء والسلامة أولاً بأول والمربوطة بهاتفه الذكي ويمكن مراجعتها من أي مكان في العالم.

حريق المحطة

قال اللواء المطروشي إنه لم تصدر بعد تقارير الأدلة الجنائية بشأن حادثي حريق حديقة مشرف وسيارة في محطة البترول، وأضاف أن المشاهدات الأولية للحادث أكدت أن السيارة كان بها عطل، وأنها كانت مفتوحة من الأمام قبيل اندلاع الحريق، لافتاً إلى أن كافة محطات البترول في دبي تتمتع بمعايير ومواصفات الأمن والسلامة، حيث يتم إغلاق محابس البترول تلقائياً في حال وقوع أي حريق، وأن الموظفين كان بإمكانهم التدخل، إلا أنه كون الحريق في محطة بترول أصابهم بالفزع حتى احترقت مظلة المحطة.

%0

أوضح اللواء راشد ثاني المطروشي أن نسبة إنجاز أي مؤسسة تتوقف على الخسائر في الأرواح والتي حققت صفر% في دبي في رجال الدفاع المدني والجمهور، وهو ما طبق فعلياً في حريق برج الشعلة، لافتاً إلى أنه تم منع استخدام مهابط الطائرات في عمليات الإخلاء بعد دراسة عدم جدواها في أغلب الأحيان. وقال إن الأبراج العالية لا تمثل تحدياً للإطفاء لأنها مؤمنة بأنظمة متطورة عالمياً تمنع انتشار الحرائق، وإن التحدي في المنازل والبيوت.

Email