«هـامة المجـد»

إنصاف للتاريخ وقوافٍ تعرفُ قدر الرجال

ت + ت - الحجم الطبيعي

قصيدة «هامة المجد»، التي نشرها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، على الموقع الرسمي لسموه أمس، في قوافيها، إنصاف للتاريخ، وتدفق شعري يعرف قدر الرجال، وقدر الإخوة وقدر الجيرة، وقدر الرؤية الوازنة للأمور.

القصيدة الجديدة، افتتحها سموه بتحية إلى الكويت وقيادتها الحكيمة وشعبها الطيب الغالي، معدداً مناقب الإخوة الكويتيين، منافحاً سموه عن كل ما يمس هذه الروح، وهذا المجد المشترك والتاريخ، الذي تسطره الأفعال، لا الأقوال ولا الادعاءات المغرضة المنافية للمنطق والحق، والبعيدة عن الصواب وروح الحقيقة، التي طالت الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي تضيء سيرته وأفعاله ومواقفه، ومن يحاول حجبها، كمن يحاول حجب ضوء الشمس.

سيرة عطرة

القصيدة الجديدة، جاءت في غمرة ردود أفعال كبيرة، مست كل صغير وكبير، داخل الدولة وخارجها، بعد ادعاءات مبارك الدويلة، عضو تنظيم الإخوان المسلمين في الكويت المجافية للحق، والتي طالت رموزنا الوطنية، فكانت رداً شافياً بالشعر والقوافي، من شاعر وفارس يعرف قدر الرجال، في كلامه حكمة صادقة من بحر الحياة، ورؤية مُنصفة للأمور، وسرد للحقائق والمناقب الجلية لهذه الرموز وسيرتها العطرة، حيث لم تغفل القصيدة هذه السيرة، التي بنيت على أسس صلبة قوامها القيم، للمؤسسين الأوائل، والاتحاد الإماراتي الشامخ، ومجد تاريخه، صروح تشهد عليها الأمم، وهو النهج الذي سارت عليه القيادة، فكانت إنجازاتها خير شاهد، كميدان عامر حافل، جلية فيه صنائع الرجال، حيث يقول سموه:

بلادنــــــــــا بالرِّخَــــــــــا ميــــــــــدانها عــــــــــامرْ

                            وشــــــعبنا بالسِّــــــخا يشــــــربْ مـــــنْ الحـــــالي

ومــــا خَلَّــــفْ المجــــدْ زايــــدْ واســــتوىَ داثِـــر

                          خَلَّـــــــفْ وراهْ الرِّجـــــــالْ الصِّـــــــيِدْ لأبطـــــــالي

خلَّـــــــفْ خليفـــــــهْ يِكَمِّــــــلْ مَجْــــــدهْ الزَّاهــــــرْ

                          وخَلَّــــــفْ محمــــــدْ وقــــــدرهْ عنــــــدنا عــــــالي

الإسلام السمح

«هامة المجد»، في بوح معانيها صور أخرى، حاورت بالمنطق والتي هي أحسن، وردت الحجة بالحجة، إلى الذين يتخندقون وراء شعار الإسلام، وهو منهم براء، إذ إن المسلم هو من سلم المسلمون من لسانه ويده، كما أن الإسلام هو دين السماحة والكرامة، وغافل من يناور به أو يتاجر به، له في كل مرعى ملعب ومناورات، بعيدة كل البعد عن الروح السمحة لهذا الدين:

 

يـــــا الغافـــــلْ إنتـــــهْ تظـــــنْ بلعبـــــكْ تنـــــاور

                           وأنِّــــــكْ علــــــىَ النَّـــــاسْ بالإســـــلامْ تِحتـــــالي

الإســــــلامْ ديــــــنْ الكرامــــــهْ منهجـــــهْ ســـــافرْ

                                لِوِحــــــدَةْ الضـــــعـيـــف بكـــــلْ الأشـــــكالي

ومـــــا كـــــلْ شَـــــيٍّ تَـــــرىَ للعـــــبْ يا شـــــاطرْ

                           ومــــا كِـــلْ عِشِـــبْ ينرعَـــىَ إنْ كنـــتْ حَلاَّلـــي

 

يرد المنطق بالمنطق ويقارع الحجة بالحجة، وينتصر للثوابت، حيث البينة على من ادعى، والبادئ أظلم، ذلك الذي تحركه نزعات أخرى، ومنهج ليس له من الحق دليل، ولا من الشرع أساس:

وفـــي الشَّـــرعْ حكـــمٍ لمثلـــكْ وإنتــهْ بــهْ خــابرْ

                           ونعَـــــذرْ مثلـــــكْ ومهمــــا تقــــولْ مــــا نبــــالي

مـــــنْ روسْ لإخـــــوانْ لـــــي تَفْكيرهــــمْ بــــايرْ

                      تِخْـــــــــــــدَعْ بمَنْهَجْــــــــــــكْ ضِلاَّلٍ وجِهَّــــــــــــالِ

شيخ الشيوخ

ويعدد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، في القصيدة، مناقب الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة القائد الشهم، وشيخ الشيوخ، الأسد المغوار، والحلو المر، وهي كناية عن اللين والقوة، والحلم والشجاعة، وهي خصال معروفة عن سموه، حيث السماحة والطيب والتواضع:

فـــــي مـــــنْ تعـــــدِّيتْ يـــــا ويلكْ مـــــنْ تبـــــادرْ

                           هـــــــذا محمـــــــدْ ذرانـــــــا عنـــــــدْ لأهـــــــوالي

حــــــرْ الحــــــرارْ الـــــذي إنْ شافـــــكْ إمكـــــابرْ

                           هفِّــــــك براســــــكْ وطِبْــــــعْ الحِــــــرْ مايبــــــالي

شيــــــخْ الشِّـــــيوخْ الحشـــــيمْ الطَّيِّـــــبْ النـــــادرْ

                            سبــــــعْ السِّـــــباعْ المِهيـــــبْ المِـــــرْ والحـــــالي

سليل زايد

هو ابن زايد، حكيم العرب ونبراس الدار المضيء، شبيهه في كل شيء، رأس الكرم وسنامه، وساس الشرف، يمينه فيض ماطرٌ، ويسراه فعل الوصي المؤتمن:

مـــــنْ غـــــابْ زايــــدْ محمــــدْ زايــــدْ الحاضــــرْ

                        فــــــي كـــــلْ شَـــــيٍّ شبيهـــــهْ بـــــأوَّلْ وتـــــالي

راسْ الكَـــــــرَمْ والعجيـــــــدْ القايـــــــدْ النَّاصــــــرْ

                          ســـاسْ الشَّــرفْ عــنْ وصــوفْ الجــودْ ماحــالي

يمنـــــــاهْ للأرضْ فيـــــــضْ الصِّــــــيِّبْ المــــــاطرْ

                       ويســــــراهْ للحِفــــــظْ فعـــــلْ الصَّـــــاينْ الـــــوالي

صقر الجزيرة

كما تغنت أبيات سموه بمآثر الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وشجاعته، فهو الزعيم ابن الزعيم، وصقر الجزيرة، الحاكم العادل، الساهر على الدار وحماها، الابن البار للوطن وأرضه، وثراه الطيبة الغالية:

 

صقـــــرْ الجزيـــــرهْ الجســـــورْ الفـــــايزْ الظَّــــافرْ

                    وهامـــــــــةْ المجـــــــــدْ للصَّـــــــــعب اتْحَلاَّلـــــــــي

زعيــــــمْ وإبــــــنْ الزعيــــــمْ الكاســــــرْ اليــــــابِرْ

                      بالعَـــــدَلْ حِكْمَـــــهْ يصـــــونْ العَــــرضْ والمــــالي

يســــهَرْ علــــىَ الـــدَّارْ خـــوفْ الغَـــدرْ والغـــادرْ

                        ويحمـــــي حماهـــــا وثراهـــــا الطَّيـــــبْ الغــــالي

يصــــعَدْ إلـــى فـــوقْ فـــي جـــوْ السِّـــما طـــايرْ

                        لـــــــهْ الثِّرَيَّـــــــا وســــــماكْ الأعــــــزلْ نعــــــالي

وتــــــــدورْ لأفلاكْ حولــــــــهْ سيرهــــــــا دايـــــــرْ

                        بــــهْ تَهْتــــدي فــــي سراهــــا وســـيرها العـــالي

 

فالفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مكانته لا ينكرها إلا مُدعٍ أخرق، فهو كما وصفت القصيدة، لو أمر لأتمر الجميع بأمره، لحكمته ومكانته، وقد صنع ذلك بأفعاله وأخلاقه فكان القائد القدوة والزعيم الذي تشهد سيرته بكل الخير:

 

وســـــاعةْ محمـــــدْ ينـــــادي إيــــردْ لــــهْ آمــــرْ

                       ومـــــنْ رجـــــعْ أمــــرهْ يهــــزْ الأرضْ زلزالــــي

محشــــــومْ قـــــدرهْ وكـــــلٍّ فأمـــــرهْ إيبـــــادرْ

                         يبغـــــي رضـــــاهْ بعـــــزومْ فْكِـــــلْ الأحــــوالي

هــــوُ عنــــدنا اليــــومْ سِيــــرِهْ مـــالهـــا آخـــرْ

                       وهــــــوُ عنــــــدنا دومْ فـــــوقْ الكِـــــلْ لا زالـــــي

 

روح الشعوب

ولا تنسى الأبيات، إثارة الروح العظيمة للشعوب، وعمق الروابط بين الشعبيين الشقيقين؛ الإماراتي والكويتي، مشيداً بأهل الكويت وشعبها الطاهر، ومفتخراً بشعب الإمارات، وروحه الأبية، التي لا تأبه بالأقوال، وعواهن الكلم، فما يهمها الأفعال التي تسطر المجد، والإنجازات المكتوبة بالذهب على جبين التاريخ:

يــــا أهــــلْ الكـــويتْ الكـــرامْ وشـــعبها الطـــاهرْ

                              مــــاهَمِّنــــا مــــنْ يقــــولْ وشــــوُ بَعَـــدْ قـــالي

شعــــبْ الإمــــاراتْ يــــومْ إيريــــدْ شَــــيْ قــــادرْ

                        وشـــــــعبْ الإمـــــــاراتْ مِتْعَــــــوِّدْ عَ الأفعــــــالي

 

وتسير القافلة، ويبقى الرجال الكبار كباراً، لاتهزهم الريح ولا ادعاءات المغرضين، مثلهم مثل الجبال الراسية، شامخة، شم العرانين، سمحة ومترفعة:

وهــــــوُ تَــــــرىَ للكــــــويتْ وشــــــعبها عــــــاذرْ

                     مثـــــــلْ الجبـــــــلْ مــــــا تهزِّالرِّيــــــحْ لجبــــــالي

حميمية

من القلب إلى القلب ومن الدار إلى الدار

جاءت أبيات «هامة المجد» لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، متدفقة، وقريبة للقارئ ومتلقي الشعر، اتسمت بالصدق والعفوية، بدأها بتحية خاصة من القلب إلى القلب، ومن الدار إلى الدار، حيث تحدث بحميمية وبأسلوب مباشر، مشيداً بالمفاخر، التي تتناقلها الأجيال، والتاريخ المشترك والحاضر والمصير الواحد، مبرزاً مكانة الكويت وقيادتها وشعبها:

 

تِحيـــا الكـــــويتْ وصـــــباحْ الأحمـــــدْ الجـــــابِرْ

                            ويــــــدومْ عــــــزْ الكـــــويتْ وشَـــــعْبِها الغـــــالي

ومـــــنْ بَعـــــدْ هـــــذا يـــــاذاكرْ مَجـــــدنا ذاكــــرْ

                              مــــنْ سيــــرةْ المجــــدْ مــــاتــــروي للأجيــــالي

نحـــنْ هَـــلْ العـــزْ فـــي الحاضــرْ وفــي الغــابرْ

                              لنـــــا علـــــى النَّـــــاسْ دامْ النَّـــــاسْ لأفضــــالي

سياقات

توظيفات مُشرّبة بالأمثال وتراث الحكمة الإنساني

ضمن سياقات النص، ترفعت قصيدة «هامة المجد» في خطابها عن مُباشرة الأسلوب، فجاءت محملة بالأمثال، الضاربة في عمق الموروث الشعبي والعربي والإنساني، ومن ضمن ذلك مقولة سموه، «إتصـــــيرْ لقمـــــهْ بثَمـــــهْ» و«بلا بصـــــير هْو بصَـــــرْ مــــايهتــــدي النَّــــاظرْ»، و«الشــــــــمسْ مــــــــاتنحجبْ قـــــــالو ابغربـــــــالي»، وهي كلها حكم وأمثال، إذ ساق في الأولى المعنى الشهير «كلقمة في فم الشاعر»، وهي دلالة على أنه يجب اتقاء أعراض الناس، حتى لا يأكلك المدافعون عنهم شعراً صادعاً بالحق، وفي الثانية، وظف نور البصيرة ونور البصر، وهي ثنائية ذكرها القرآن الكريم، وفي الثالثة، قوله إن الشمس لا يمكن أن تحجب بغربال وهي مقولة متواترة في أمثال التراث العالمي:

 

والنَّـــــاسْ قـــــالوا الحـــــذرْ لاتعــــادي الشَّــــاعرْ

                               إتصـــــيرْ لقمـــــهْ بثَمـــــهْ ومضـــــرَب للأمثــــالي

ونقـــــولْ لأهـــــلْ الجَهالـــــهْ حاضـــــرْ بحاضـــــرْ

                                    ومـــــنْ دقْ راســــهْ بصــــخرهْ مدمعــــهْ ســــالي

وبلا بصـــــير هْو بصَـــــرْ مــــايهتــــدي النَّــــاظرْ

                                 والشــــــــمسْ مــــــــاتنحجبْ قـــــــالو ابغربـــــــالي

Email