الحالة المعنوية والسمنة والعادات الغذائية من المسببات

السكري ثلاثة أنواع أحلاها مر

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

السكري هو متلازمة تتصف باضطراب الاستقلاب، وارتفاع شاذ في تركيز سكر الدم الناجم عن عوز هرمون الأنسولين، أو انخفاض حساسية الأنسجة للأنسولين، أو الأمرين معاً، بحسب ما أفاد الدكتور مجدي عبدالعزيز، استشاري باطني وحالات حرجة، مؤكداً أن مرض السكري يؤدي إلى مضاعفات خطرة قد تصل إلى الوفاة المبكرة.

وأضاف أن المعدل الطبيعي للسكر في الدم يراوح بين 70 و110 الذي يظهر من خلال إجراء تحليل الدم عقب صيام الفرد من ست إلى ثماني ساعات، ويطلق عليه معدل سكر الدم الصائم، فيما لا يتعدى المعدل الطبيعي للسكر في الدم بعد الأكل 140؛ ويسمى سكر الفاطر، وارتفاعه عن هذه المعدلات يُدخل صاحبه في دائرة المرض، بحيث تجب مراقبته، وإجراء التحاليل اللازمة له كل أسبوعين.

وراثي ومكتسب

وتنقسم أسباب الإصابة بمرض السكري إلى قسمين: الأول وراثي، بحيث يكون أحد الأبوين أو الأجداد مصاباً به، ويبدأ منذ الطفولة عادة، والآخر مكتسب نتيجة لبعض المؤثرات النفسية والعصبية، وأيضاً بفعل العادات الغذائية غير السليمة والمرتبطة بالسمنة المفرطة، وكثرة تناول السكريات والنشويات.

وقد ينشأ أيضاً داء السكري نتيجة خلل في البنكرياس، وهو العضو المسؤول عن إفراز الأنسولين الذي يتولى تنظيم معدلات السكر في الدم، فيما يكون منشأ الخلل البنكرياسي فيروسياً أو بكتيرياً أو عضوياً أو نفسياً.

وأوضح الدكتور مجدي عبد العزيز أنه قد لا تظهر أي أعراض على المريض في بداية الإصابة، فيما تبدأ في الظهور بشكل مفاجئ، ومن أبرزها نقص الوزن بشكل ملحوظ، إضافة إلى الإعياء والشعور بالتعب والضعف العام والخمول، إلى جانب نشفان الريق بمعنى أن يشعر المريض بجفاف الفم، والعطش الشديد والإقبال على شرب المياه بكثرة، ما يجعله يتردد على دورات المياه بشكل لافت، ويستيقظ مرات عدة من نومه ليلاً.

وتتمثل الأعراض أيضاً في حدوث التهاب في المعدة، والشعور بالغثيان والقيء، مع أوجاع في العظام، وقد تتطور لتصل إلى ضعف العلاقة الجنسية، والإصابة بالاكتئاب، وهناك أعراض أخرى مثل التهاب الأعصاب والشرايين، وعدم التئام الجروح بشكل طبيعي، إذ تستغرق وقتاً أطول للشفاء، إضافة إلى ضعف الإبصار.

الأنماط السكرية

وهناك العديد من المسببات النادرة لمرض السكري التي يمكن تصنيفها كنمط أول أو ثانٍ أو سكري الحوامل أو غيرها، ويتميز النمط الأول من السكري بخسارة الخلايا «بيتا» المنتجة للأنسولين في خلايا «لانغرهانس» في البنكرياس، ما يؤدي إلى نقص الأنسولين، والسبب الرئيس لهذه الخسارة هو مناعة ذاتية، ولا توجد وسيلة للوقاية من الإصابة بالنمط الأول من السكري، ويصيب الأطفال أو البالغين، لكنه معروف تقليدياً بسكري الأطفال، لأن معظم المصابين به هم من الأطفال.

ويُعالج النمط الأول بصورة أساسية بحقن الأنسولين مع المراقبة المستمرة لمستويات «جلوكوز» الدم، ويستمر العلاج بلا نهاية، ولا يؤثر بصورة كبيرة في الأنشطة الحياتية للمريض إذا كان هناك تعود ووعي ورعاية سليمة، وكذلك انتظام في أخذ الجرعات، وقياس مستوى جلوكوز الدم.

النمط الثاني

يتميز النمط الثاني من السكري باختلافه عن النمط الأول من حيث وجود مقاومة مضادة لمفعول الأنسولين، إضافة إلى قلة إفراز الأنسولين، ولا تستجيب مستقبلات الأنسولين الموجودة في الأغلفة الخلوية لمختلف أنسجة الجسم بصورة صحيحة للأنسولين، وفي هذه المرحلة يمكن تقليل مستوى جلوكوز الدم عن طريق وسائل وأدوية تزيد من فاعلية الأنسولين، وتقلل إنتاج الجلوكوز من الكبد.

وكلما تطور المرض تقل كفاءة إفراز الأنسولين من البنكرياس، وتصبح هناك حاجة إلى حقن الأنسولين.

وهناك عوامل تساعد على الإصابة بهذا النمط من الداء مثل التقدم بالعمر والتاريخ الوراثي، إذ يشيع النمط الثاني بشكل كبير بين الأفراد الذين لديهم أقارب عانوه سابقاً، ويمكن أن يستمر من دون ملاحظة المريض مدة طويلة، بسبب ضعف ظهور الأعراض، أو بسبب عدم وضوحها، أو اعتبارها مجرد حالات فردية عابرة لا توحي بوجود مرض.

ويبدأ علاج النمط الثاني عادة عن طريق زيادة النشاط البدني، وتقليل تناول النشويات وتقليل الوزن، ويمكن لهذه الإجراءات أن تستعيد فاعلية الأنسولين، وتتمثل الخطوة الثانية للعلاج في تناول الأقراص المخفضة للسكر.

سكري الحمل

يماثل سكري الحوامل النمط الثاني في العديد من الأوجه، فعلى سبيل المثال يتشابهان في قلة الأنسولين النسبية، وضعف استجابة أنسجة الجسم لمفعول الأنسولين، ويعاني بين 2 و5% من الحوامل هذا المرض، لكنه يختفي أو تتحسن حالة الأم بعد الولادة، ويمكن الشفاء من سكري الحوامل بصورة نهائية، لكنه يتطلب مراقبة طبية دقيقة أثناء فترة الحمل، إلا أن نحو 20 إلى 50% من الأمهات اللاتي عانين سكري الحوامل، يمكن أن يصَبن بالنمط الثاني في مراحل لاحقة من حياتهن.

وعلى الرغم من أن الإصابة وقتية وليست دائمة، فإن سكري الحوامل يمكن أن يدمر صحة الأم الحامل أو صحة الجنين، وتكمن المخاطر التي قد يتعرض لها الجنين في زيادة وزنه عند الولادة، أو تشوهات في القلب أو الجهاز العصبي المركزي، وكذلك تشوهات في الجهاز الهيكلي، كما يمكن لزيادة نسبة الأنسولين لدى الجنين أن تمنع إنتاج المواد السطحية، وتؤدي إلى متلازمة ضيق التنفس، ويمكن أن يحدث يرقان نتيجة تدمير خلايا الدم الحمراء، وفي الحالات الخطرة يمكن أن يموت الجنين قبل الولادة، ويحدث ذلك في معظم الحالات، نتيجة قلة التغذية عبر المشيمة، بسبب ضعف الأوعية الدموية، فيما يمكن حث الولادة في حالة هبوط وظيفة المشيمة.

تشخيص المرض

قال الدكتور مجدي إن مرض السكري يشخَّص من خلال إجراء تحليل دم بسيط للوقوف على نسبة السكر في الدم، مشيراً إلى أن رفع الحالة المعنوية للشخص والابتعاد عن مسببات القلق والتوتر والحزن، من أهم طرق الوقاية من الإصابة بمرض السكري، إلى جانب الإقلال من تناول السكريات والنشويات، مع خسارة الوزن الزائد، والمحافظة على التمرينات الرياضية البسيطة كالمشي بشكل يومي.

أدوية محظورة

يحظر على مريض السكري تناول بعض العقاقير الطبية دون استشارة الطبيب، إذ إن هناك أنواعاً من الأدوية قد تتسبب في رفع معدلات السكر في الدم، من أشهرها المحتوية على مادة «كورتيزون» أو المكونة منها، والعقاقير التي تعمل على تخفيض نسب الدهون في الدم، إلى جانب الأدوية المضادة للاضطرابات النفسية والعصبية، وخاصة عند استخدامها للأطفال الذين يعانون فرط النشاط، أو عدم الانتباه.

معلومة خاطئة

على عكس ما يعتقد الكثيرون من وجود علاقة بين الإفراط في تناول السكر والإصابة بمرض السكري «النوع الثاني»، إن تناول الكثير من الحلويات ليس السبب المباشر، أما الأسباب الرئيسة للإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري، فهي الوزن الزائد أو البدانة وقلّة الحركة، كما يؤدي العامل الوراثي دوراً في ذلك، فإذا كان أحد أفراد العائلة مصاباً بهذا النوع من السكري، يجب الانتباه جيداً إلى النظام الغذائي ونمط الحياة الذي يتعبه الفرد.

Email