وفد الهيئة السادس يسيّر 10 شاحنات إغاثية إلى القطاع بإشراف سفارتنا في القاهرة

«الهلال» تقدم أدوية بـ 13 مليون درهم لأهالي غزة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تنفيذاً لتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل حاكم أبوظبي في المنطقة الغربية رئيس الهيئة تشحن الهلال الأحمر أدوية بقيمة 13 مليون درهم إلى قطاع غزة لمواجهة النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية والذي أدى الى تفاقم الوضع الصحي السيئ لعشرات الآلاف من النازحين داخل القطاع، إضافة إلى وجود العديد من الجرحى والمصابين نتيجة الأحداث الأخيرة التي شهدها القطاع.

وتستقبل بعثة الهلال الأحمر الإغاثية المتواجدة حاليا في قطاع غزة، شحنة الأدوية ونقلها من مصر إلى غزة بإشراف سفارة الدولة في القاهرة.

من جهة أخرى انطلقت من القاهرة ظهر أمس 10 شاحنات كبرى جديدة محملة بالمساعدات الإنسانية الإماراتية سيرها وفد الهيئة السادس وتتجاوز 60 طنا من المساعدات المختلفة، وصلت إلى قطاع غزة عبر معبر رفح صباح اليوم.

«البيان» رافقت الشاحنات الإغاثية منذ انطلاقها من أمام السفارة الإماراتية بالقاهرة، وإلى وصولها للمعبر، حيث تضمنت تلك الشاحنات مساعدات مختلفة ما بين طبية وغذائية وحياتية لتشمل أغلب احتياجات الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

جهود إنسانية

وقال الدكتور محمد عتيق الفلاحي الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي إن الجهود الإنسانية في القطاع بدأت مع بداية الأحداث المؤسفة في غزة، حيث سارعت الهيئة إلى تلبية النداء الإنساني للأشقاء في فلسطين وقد توجهت حتى الآن خمسة وفود إغاثية إلى القطاع لتقدم العون للنازحين نتيجة تدمير بيوتهم وممتلكاتهم وتشردهم في الخلاء والمدارس والطرقات، مشيرا إلى أن تلك الوفود باشرت بتوفير المواد الغذائية والخيام والأغطية وغيرها من الأسواق المحلية في مصر والقطاع إضافة إلى توفير الكادر الطبي والتجهيزات اللازمة للمستشفى الميداني بالقطاع والذي ساهم في علاج آلاف حالات الإصابة وإجراء مئات العمليات الجراحية.

وأوضح الفلاحي أن تواصل جهود الهلال الأحمر خاصة على صعيد المساعدات الطبية يأتي استشعارا لحاجة سكان القطاع الى هذه الخدمات في ظل التدمير الواسع للبنى التحتية والذي طال حتى المراكز الصحية ما أدى الى نقص حاد في الأدوية اللازمة لعلاج الحالات المرضية والإصابات لآلاف الأشخاص.

مؤتمر صحافي

ومن جانبه قال نائب الأمين العام لشؤون المساعدات الدولية بالهلال الأحمر الإماراتي حميد راشد الشامسي، في تصريحات خاصة لـ«البيان» على هامش المؤتمر الصحافي الذي عقد صباح أمس بالسفارة الإماراتية بالقاهرة، «إن هذه المساعدات هي الدفعة السادسة، وتأتي امتدادا للجسر البري الإماراتي لمساندة أهالينا في قطاع غزة، بالتعاون مع الهلال الأحمر الإماراتي وقطاع غزة وبتسهيلات مصرية كاملة».

وتابع: «تحتوي الشاحنات على مواد غذائية وحليب للأطفال الفلسطينيين، وكساء وبطاطين للمحتاجين، إضافة إلى العديد من المساعدات الطبية تكفي أغلب احتياجات المستشفى الميداني بقطاع غزة بعد تدمير المستشفى الرئيس هناك»، مشيرا إلى أن المساعدات الطبية تكفي حوالي 4000 شخص.

عقود من المساعدات

وأوضح «الشامسي» أن تاريخ المساعدات الإماراتية لقطاع غزة يرجع لعشرات السنين ويرتبط بمدى احتياجات الشعب الفلسطيني ومساندته معنويا وماديا، وارتفعت نسبة تلك المساعدات أكثر منذ حوالي 15 سنة عندما أنشأت دولة الإمارات مكتبا متخصصا تابعا للهلال الأحمر الإماراتي؛ لتلبية كل احتياجات الشعب هناك، ومساندته ومؤازرته أمام الاحتلال الإسرائيلي، كما تجاوزت المساعدات الإماراتية لقطاع غزة مليارات الدولارات، بدون انقطاع أو تحديد سقف لها.

وتمتد المساعدات والمعونات الإماراتية لتشمل قطاعات عدة، أهمها أيضا بناء الوحدات السكنية للفلسطينيين، حيث وقعت دولة الإمارات مؤخرا، ممثلة بهيئة الهلال الأحمر اتفاقية تعاون مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، لدعم بناء وإعادة إعمار قطاع غزة بتكلفة 150 مليون درهم، يشمل 600 وحدة سكنية.

وتم الانتهاء من تسليم 150 وحدة سنية للأهالي هناك، ومن المقرر تسليم الوحدات المتبقية نهاية العام الجاري، وذلك ضمن جهود الهيئة التنموية لدرء الآثار الناجمة عن الأحداث الأخيرة على غزة وتحسين حياة الفلسطينيين في القطاع.

مساعدات بلا حدود

وأكد الشامسي أن جسر المساعدات الإماراتي للقطاع غير محدود، ويرتبط بمدى حاجة الفلسطينيين لكل متطلبات حياتهم، وقال «نحن في الهلال الأحمر الإماراتي يهمنا الإنسان مهما كان دينه ولونه وعرقه وجنسيته، إلا أن الشعب الفلسطيني له وضع خاصة عند أشقائه الإماراتيين».

وأضاف: «كما أننا غير مرتبطين بتكلفة معينة وليس لدينا حسابات مقدرة لحجم المساعدات التي نعتزم تقديمها في أطر تلبية كل الاحتياجات الحالية والمستقبلية للأشقاء في قطاع غزة»، مشيرا إلى أن تلك المساعدات ترتبط مباشرة بتوجيهات القيادة الإماراتية.

استجابة سريعة

وتتصدر الإمارات قائمة الدول الأكثر استجابة وتفاعلاً من معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتبلورت هذه الاستجابة في تقديم المساعدات المالية والمعنوية والخدمية بشتى الوسائل إلى القطاع أبرزها عن طريق ربط جسر جوي عبر دبي والأردن وغزة لتقديم كل متطلبات القطاع، وحث الدول العربية على القيام بواجبهم تجاه أهالينا من الشعب الفلسطيني.

ويأتي هذا الاهتمام الإماراتي الواسع بتقديم المساعدات العاجلة إلى الفلسطينيين في قطاع غزة، بفضل توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بتخصيص مساعدات إنسانية عاجلة إلى القطاع، كان آخرها 192 مليون درهم مساعدات إنسانية عاجلة للمتأثرين من الأحداث الجارية حاليا في قطاع غزة بفلسطين.

كما ارتبطت المساعدات الإماراتية إلى قطاع غزة بالعديد من العوامل أهمها دعم الشعب الفلسطيني كشعب عربي شقيق، إضافة إلى مناصرته وكفاية حاجاته الإنسانية في ظل العدوان الإسرائيلي عليه.

تعاون مصري ـ إماراتي

يجري حالياً تنسيق بين الحكومتين الإماراتية والمصرية، بشأن المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، فيما قدمت القيادة الإماراتية والقائمون على المساعدات الإماراتية لقطاع غزة، الشكر للحكومة المصرية، وللرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على تعاونه مع دولة الإمارات في هذا الصدد وتقديم التسهيلات كافة لتمكين الهلال الأحمر الإماراتي من إنجاز مهمته الإنسانية في غزة.

وأوضح حميد راشد الشامسي نائب الأمين العام لشؤون المساعدات الدولية بالهلال الأحمر الإماراتي، أن الحكومة والقيادة المصرية قامت بإتمام كل التسهيلات اللازمة لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، ولن يتوانى الأشقاء في مصر عن تقديم الدعم الكامل لكل المساعدات التي يمكن أن تصل من خلال معبر رفح إلى الأشقاء في فلسطين.

Email