أكدت معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة التنمية والتعاون الدولي أن دولة الإمارات تسعى دوماً لتعزيز تواصلها مع كافة الدول والإطراف الفاعلة في العالم لتحقيق الازدهار والتنمية لكافة الشعوب والتخفيف من معاناة الآخرين فضلا على كونها أحد المانحين الرئيسيين في العالم للمساعدات التنموية والإنسانية.
جاء ذلك خلال لقائها كلاً على حدة جو كوستيلو وزير التجارة والتطوير الأيرلندي وبيل غيتس الرئيس المشارك لـ"مؤسسة بيل ومليندا غيتس" الخيرية.
وناقشت معالي الشيخة لبنى القاسمي تنسيق وجهات النظر والتعاون المشترك في القضايا التنموية والإنسانية بين الإمارات وأيرلندا وذلك خلال استقبالها في مقر الوزارة بأبوظبي وزير التجارة والتطوير الأيرلندي حيث تناول اللقاء استعراض الأوضاع الراهنة على ساحة العمل الإنساني والتنموي والجهود العالمية المبذولة للتخفيف من وطأة الأزمات الإنسانية.
مؤكدة تفرد المساعدات الصحية ومكافحة الأمراض في الدول الفقيرة على صدارة أولوياتها نظراً للأهمية الفائقة للحفاظ على حياة البشر ولاسيما الأطفال وبما يتواكب مع المبادرة التي أطلقها الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة والتي نالت استحسان العالم بتقديم سموه 120 مليون دولار لدعم الجهود الدولية للقضاء على مرض شلل الأطفال في العالم ودعت لصياغة استراتيجية عالمية من أجل تأمين عالم خال من الأمراض.
من جانبه أكد الوزير الايرلندي أن البشرية ستظل ممتنة لمبادرة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولدور الإمارات الرائد في العمل التنموي والإنساني.
وقدم نبذة عن إسهامات أيرلندا في العمل الإنساني والمساعدات التنموية مع التركيز على تقديم المساعدات لتأمين غذاء الأطفال في الدول الفقيرة وتعزيز مشاركة دور القطاع الخاص والتقنيات الحديثة فضلاً عن المساعدات الطبية والمقدمة للعديد من الدول الأفريقية في مجالات مكافحة الملاريا والايدز، فيما يخصص نحو 20 بالمائة من المساعدات الإنسانية لأيرلندا ضمن الاتحاد الأوروبي بينما يتم توجيه نسبة 80 بالمائة عبر العلاقات الثنائية أو من خلال المؤسسات الدولية.
مباحثات مع بيل غيتس
إلى ذلك عقدت معالي الشيخة لبنى جلسة مباحثات موسعة مع بيل غيتس هدفت لصياغة أطر عمل خلال المرحلة المقبلة للارتقاء بآفاق التعاون المشترك بين دولة الإمارات والمؤسسة في مجالات العمل الإنساني والخيري في دول العالم النامية والدول الفقيرة.
وقالت معالي الشيخة لبنى القاسمي إن نهج دولة الإمارات التنموي والإنساني في كافة دول العالم يهدف للتخفيف من آثار الأزمات الإنسانية في أي بقعة في العالم، وذكرت الوزارة في بيان صحفي عن المباحثات أن معالي لبنى بنت خالد القاسمي نوهت بتقدير دولة الإمارات للشراكة مع مؤسسة "بيل ومليندا غيتس".
والتي تعد نموذجاً ريادياً ومشرفاً للمسؤولية المجتمعية لكيانات الأعمال الكبرى في العالم، مشيدة بكم الخبرات والنجاحات التي حققتها المؤسسة طيلة الأعوام الماضية في مجالات العمل الإنساني والخيري.
وأكد غيتس أن مبادرة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان فاقت التوقعات والآمال المعقودة على الجهود العالمية ..قائلا "لم نكن نتوقع الحجم الهائل من الدعم الذي قدمه سموه والذي سيضمن تصويباً وتسريعاً لآليات القضاء على ذلك المرض" .. مثمناً جهود الإمارات في كافة المحافل التنموية والإنسانية، ولاسيما في إغاثة اللاجئين وتقديم المساعدات الغذائية للدول المتأثرة من الجفاف فضلاً عن المساعدات النوعية الأخرى.
واستعرضت أعمال الجلسة - التي ضمت مسؤولين من كلا الجانبين - الجهود المشتركة وصياغة خارطة العمل الإنساني العالمي والأوضاع الراهنة والقضايا ذات الأولوية الملحة وتنسيق وجهات النظر والتدخل الفاعل وتقييم انتشار الأزمات والحلول المقدمة وتذليل إشكاليات وصول الدعم واللقاحات والأدوية لاسيما في القطاع الصحي في الدول الفقيرة وتبادل المعلومات واستخدامات التقنية وبناء الثقة مع المجتمعات المستهدفة فضلاً عن تطوير قنوات الاتصال والتنسيق والمتابعة خلال الفترة المقبلة بين كلا الجانبين.

