تتولى هيئة البيئة في أبوظبي مهمة إعادة تأهيل وصون وحماية غابات القرم في سبعة مواقع رئيسية تتمثل في جزيرتي السعديات، و الجبيل، ومحمية المروح البحرية للمحيط الحيوي (والتي تقع جزيرة بوطينة فيها)، المناطق المحمية في بوالسيايف ورأس غراب، والكورنيش الشرقي ورأس غناضة،تنفذ هيئة البيئة في أبوظبي مشروعا للتوسع في زراعة القرم في مناطق التطوير السياحي والعقاري في عدد من الجزر منها السعديات ونجحت الهيئة مؤخرا في حماية ما يقرب من 60 الف متر مربع من أشجار القرم في جزيرة الريم بعد ان كشفت تقارير المفتشين البيئيين عن خطة مطور الجزيرة لتنظيف المنطقة بهدف توسيع القناة الشمالية في الجزيرة. وقد تم اكتشاف هذه المخالفة من قبل مفتشي الهيئة خلال زيارة روتينية لموقع المشروع.

وتلعب أشجار القرم دوراً أساسياً في النظام البيئي البحري حيث توفر موطناً هاماً يحتضن العديد من أنواع النباتات والحيوانات المائية والبرية. وبالرغم من أنها واحدة من الأنواع الطبيعة الهامة، إلا أن النظام البيئي لغابات القرم يمكن أن يتأثر سلباً بالأنشطة البشرية - مثل التنمية الساحلية، وأعمال الحفر وحركة القوارب.

وشددت هيئة البيئة انه يجب على أي شركة أو مطور أن يتقدم بطلب للحصول على تصريح من الهيئة قبل أن يتم البدء بأعمال الحفر أو تطوير موقع المشروع. ويتم منح الترخيص البيئي بعد مراجعة الطلب بشكل كامل حيث يقوم مفتشو الهيئة بعدها بزيارات دورية للموقع للتأكد من التزام الشركة بتنفيذ الشروط المنصوص عليها في الترخيص البيئي الممنوح لها.

وأوضحت أن الأنظمة والقوانين البيئية الحالية وضعت للمساعدة في منع حدوث أضرار بيئية، حيث أن معالجة تدهور الموائل أو تلك التي تمت خسارتها لا ينجح دائما في استعادة الوضع الطبيعي مرة أخرى، فضلا عن أنه يتطلب استثمارات ضخمة وفترة طويلة لمعالجة التدهور الحاصل.

وتسعى الهيئة للعمل مع الجهات المعنية لمنع الضرر البيئي، بدلا من الاستجابة لتخفيف أي من هذه الأضرار الناجمة عن الانشطة البشرية.

إطار تنظيمي

وقالت رزان خليفة المبارك، الأمين العام لهيئة البيئة - أبوظبي: " مع استمرار عجلة التنمية في إمارة أبوظبي، فإنه من الضروري أن يكون لدينا إطار تنظيمي فعال للقوانين واللوائح البيئية واستراتيجية واضحة تركز على معالجة القضايا الرئيسية وتعمل بالشراكة مع المؤسسات الحكومية والمنظمات غير الحكومية والأوساط الأكاديمية والقطاع الخاص. وسيساهم هذا في ضمان تحقيق الرؤية الإقتصادية بعيدة المدى لإمارة أبوظبي بطريقة تحافظ على تراثنا الطبيعي من أجل حياة أفضل للجميع".

وأشارت الى أن الأطر الرقابية التي وضعتها الهيئة تتضمن مجموعة متكاملة من الأدوات للتأكد من إنفاذ اللوائح والقوانين البيئية، بما في ذلك: التفتيش البيئي والمتابعة الدورية وحملات التوعية، هذا بالإضافة الى تحسين أنظمتنا البيئية بما يتماشى مع أفضل الممارسات العالمية، والتنفيذ الفعال للتشريعات والمعايير والسياسات والإجراءات البيئية؛ وإجراء دراسات تقييم الأثر البيئي ، والتدقيق البيئي لضمان إنفاذ التشريعات البيئية".

تطور متسارع

وأضافت"إن إمارة أبوظبي تتطور بوتيرة سريعة ومن خلال الامتثال للقوانين البيئية، يمكن للمطورين، الذين يشاركون في بناء مستقبل أبوظبي، أن يساهموا في الحفاظ على بيئتنا الطبيعية وموائلنا البحرية من حولنا. ومن جانبنا، فنحن سنستمر في التأكد من تطبيق القوانين البيئية لحماية التراث الطبيعي لإمارة أبوظبي".

ووفقاً للقائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة ، فقد تم تصنيف أشجار القرم ضمن الأنواع المهددة بزوال مواطنها الطبيعية في جميع مواقع تواجدها، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى عمليات اقتلاعها وتنمية المناطق الساحلية.

وكان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - رحمه الله قد أطلق في أواخر السبعينات من القرن الماضي العديد من برامج التشجير واسعة النطاق لزراعة أشجار القرم في دولة الإمارات ساهمت إلى حد كبير في اتساع رقعة غابات القرم على مدى العقود الماضية.

وتعتبر أشجار القرم من النوع الرمادي المعروف بأفيسينيا مارينا النوع الوحيد الذي ينمو على نطاق واسع في دولة الإمارات، حيث تأوي إمارة أبوظبي (85%) من أشجار القرم الموجودة بالدولة.

تقرير

تمتص غابات دولة الامارات التي تبلغ مساحتها 337 الف هكتار ما يعادل 16 طنا متريا من غاز ثاني اكسيد الكربون سنويا وفقا لتقرير موارد الغابات العالمي (تقييم الموارد الحرجية العالمي2011 ) التي اصدرته منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة العام الماضي.

وأكد التقرير أن غابات دولة الإمارات التي تبلغ مساحتها 337 الف هكتار، قامت بامتصاص 16 طنا متريا من غاز ثاني أكسيد الكربون خلال العام 2010 حيث تشير التقديرات الحالية الى أن هيئة البيئة بأبوظبي وحدها تدعم 141 كيلو مترا مربعا من مناطق الغابات و 74.305 كيلومترا ( اكثر من 70% المجموع الكلي) لغابات القرم في دولة الإمارات .

وتتميز غابات القرم بقدرتها العالية على تخزين الكربون، وبالتالي تساعد في تنظيم انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في البيئة،في حين أن أشجار القرم الموجودة في سواحل دولة الإمارات لا تقارن في الكثافة والتنوع بتلك الموجودة في الأماكن الرطبة.

وأشار التقرير الى أن ضمان الحفاظ على الغابات هو من الأساسيات لإستمرار الحياة ذلك ليس فقط لأنها مصدر للمواد الخام أو لفوائدها المادية والإقتصادية لكن لأن لها مميزات وخواص لا يمكن الحصول عليها من دونها مما جعل لها دوراً أساسياً في مستقبلنا .

وتلعب أشجار القرم دوراً هاماً في امتصاص غازات الدفيئة والتقليل من آثار التغير المناخي والتي تسهم في الحد من ظاهرة التغير المناخي بفضل دورها كمنطقة عازلة في مواجهة الظواهر المناخية الشديدة، فضلاً عن إسهامها في تعزيز الثروة السمكية الموجودة في الدولة.