وقعت حكومة دولة الإمارات العربية المتحدّة والمنظمة الدولية للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) إتفاقية تشغيل المركز الإقليمي للتخطيط التربوي الذي تحتضنة المدينة الجامعية في إمارة الشارقة.
وفي احتفال جرى في المقرّ الرئيسي للمنظمة بباريس عكس متانة وعمق التعاون بين الإمارات واليونسكو وقع الاتفاقية معالي حميد محمد عبيد القطامي وزير التربية والتعليم رئيس المركز وايرينا بوكوفا مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة بحضور محمد مير عبدالله الرئيسي سفير الدولة لدى الجمهورية الفرنسية والمندوب الدائم للدولة لدى اليونسكو عبدالله علي مصبّح النعيمي ومدير المركز الإقليمي للتخطيط التربوي في الشارقة، ومهرة هلال المطيوعي والسكرتير الثاني في سفارة الدولة لدى فرنسا عبدالله حسن عبيد الشامسي ومدير المعهد الدولي للتخطيط التربوي خليل محشي ومساعد المدير العام لليونسكو للعلاقات الخارجية وإعلام الجمهور اريك فالت.
وبعد التوقيع على نسختين من الاتفاقية باللغة الإنجليزية ونسختين منها باللغة العربية ركزَّ معالي القطامي على أهمية ودلالات تجديد اتفاقية المركز الإقليمي للتخطيط التربوي بين حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة ومنظمة اليونسكو، مؤكداً ان هذا التوقيع هو بمثابة استجابة دولتنا للمعايير العالمية التي وضعتها اليونسكو لتشغيل المركز الإقليمي والأهداف الاستراتيجية المنشودة منه.
ولفت معاليه إلى ان المركز الذي أنشئ في 17 أكتوبر 2003 في دولة الإمارات وعلى الرغم من تسابق العديد من الدول على احتضانه جُددتَّ اتفاقّيته للمرة الأولى عام 2008، وها نحن نجددّها اليوم للمرة الثانية ولمدة أربعة أعوام مقبلة تغطيّ الفترة الممتدة بين 2012 إلى 2016، وقبل تجديدها خضع المركز الإقليمي لعملية تقييم على يد خبراء دولييّن أوفدتهم منظمة اليونسكو إلى الشارقة وأوصوا في النتائج التي خلصوا إليها بتجديد الاتفاقية بين حكومتنا ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة.
وهذه شهادة من أعلى مرجعية علمية وثقافية في العالم على جدّية وقدرة دولة الإمارات على تفعيل دور هذا المركز في إعداد الكوادر المدرّبة والمؤهلة في مجالات التخطيط والإدارة والقيادة وصوغ سياسات التعليم والأبحاث وصولاً إلى تكوين قيادات قادرة على النهوض بمؤسسات التعليم والقطاع التربوي بشكل عام في المنطقة الخليجية والعربية ودول الجوار الإفريقي والآسيوي".
مسؤولية كبيرة
وأضاف القطامي: "أننا واعون للمسؤولية التي يُرّتبها علينا هذا التفويض الممنوح لنا، ولذلك لم نألو جهداً في بلورة حزمة من الأنشطة والفعاليات التي شكلّت في مجملها مزيجاً متميزاً من حصاد الخبرة النوعّية في مجالات تستجيب للتخطيط والقيادة والحوكمة التربوية وصولاً إلى العمل التطبيقي الميداني، والهدف جعل العملية التربوية بكل متطلباتها ومستلزماتها في صميم المشروع المجتمعي والحضاري والإنساني، وليس خافياً ان دولة الإمارات جعلت من الاستثمار في العلم ومجتمع المعرفة وبناء القدرات العلمية والمعرفية أساساً في مسيرتها منذ تأسيسها على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وحتى هذه اللحظة المباركة في عمل وأداء حكومتها الرشيدة".
وختم كلمته متوّجهاً بالشكر إلى ايرينا بوكوفا ومن خلالها إلى منظمة اليونسكو وكادرها البشري وخبرائها ومفكريّها.. مثنياً على دورها المميّز في نشر العلم والمعرفة وثقافة السلام والوئام، منوهاً بجهود إدارة وموظفّي "المركز الإقليمي" وهمهّم الدائم بأن يكون منارة للتربية والتعليم ترتفع بقامتها العالية في أرض الإمارات لتضيء الظلمة وتبدّد الظلاميّات.
ومن جانبها أثنت ايرينا على هذه الخطوة ورأت انها تستجيب لحاجات تربوية منها دعم وتعزيز وتفعيل المنظومات التربوية في دول المنطقة العربية من خلال تعبئة قدرات التدريب والتأطير والتخطيط وبناء القيادة التربوية والمهارات البشرية.
مرجعية دولية
وأشارت إلى ان دعم دولة الإمارات واحتضان إمارة الشارقة لـ "المركز الإقليمي للتخطيط التربوي" جعلا منه مختبراً ومرجعية لدول مجلس التعاون الخليجي كما لدول الجوار في مجال تطوير نظم التعليم وتنمية القدرات في المجال التربوي ونشر المعرفة وحفز الوعي والثقافة التربوية المعاصرة إضافة إلى تقديم خدمات استشارية وتدريبية رفيعة المستوى تندرج في إطار المشروع الاستراتيجي للمركز وهو الارتقاء بالتربية كمنظور ورؤية وصيغة عملية ديناميكية إلى مدارات الجودة والتّميز والتمايز.
قدرات وطنية
تشمل أهداف المركز وفق الاتفاقية بناء القدرات الوطنية والإقليمية في مجال التخطيط التربوي الحديث بالتركيز على كبار المسؤولين والموظفين التقنيين في وزارات التربية وإدارات التربية بالمناطق على الصعيد المحلي والوزارات الأخرى المرتبطة مباشرة بقطاع التربية مثل وزارات المالية وذلك من خلال التدريب في جميع جوانب التخطيط التربوي ومجال البحوث التربوية التطبيقية القائمة على استقصاء الوقائع وتحليل الاحتياجات الخاصة ببلدان منطقة مجلس التعاون لدول الخليج العربي وغيرها من الدول في المنطقة العربية ورفع مستوى الوعي بشأن القضايا الخاصة بتطوير قطاع التربية لاسيما تلك التي تشكل أولوية بالنسبة لبلدان المنطقة.
ويهدف المركز أيضاً إلى تيسير الانتفاع بالمعلومات المتعلقة بالتخطيط التربوي وإدارته في البلدان الأخرى.
اعتماد برامج طويلة ومتوسطة الأمد للتطوير المستمر
يقوم مجلس الإدارة باعتماد برامج المركز طويلة الأمد ومتوسطة الأمد واعتماد خطة العمل السنوية للمركز، بما في ذلك ملاك الموظفين ودراسة التقارير السنوية التي يقدمها مدير المركز، بما فيها التقييم الذاتي كل سنتين لمساهمة المركز في تحقيق أهداف برنامج اليونسكو واعتماد القواعد واللوائح، وتحديد إجراءات الإدارة المالية والإدارية وشؤون الموظفين للمركز وفقاً لقوانين الدولة.. والبت في قرارات مشاركة المنظمات الحكومية الإقليمية والمنظمات الدولية في أعمال المركز.
وتقضي الاتفاقية بأن يجتمع مجلس الإدارة في دورات عادية على فترات منتظمة على الأقل مرة كل سنة ميلادية ويجتمع في دورة استثنائية بدعوة من رئيس المجلس بناءً على مبادرة منه أو على طلب من مدير عام اليونسكو أو أغلبية أعضاء المجلس.. ويعتمد مجلس الإدارة نظامه الداخلي وبالنسبة لأول اجتماع له تتولى حكومة دولة الإمارات واليونسكو وضع الإجراءات.
وتنص الاتفاقية على أن يضم المركز ثلاث إدارات هي: إدارة التدريب وإدارة البحوث التربوية والدراسات وإدارة شؤون الموارد والدعم المؤسسي.
وأكدت الاتفاقية أن أنشطة المركز تكون باللغة العربية وعند الضرورة باللغة الإنجليزية ويمكن للمركز الإقليمي للتخطيط التربوي منح شهادات في حالة تصميم وصياغة وإجراء برامج تدريبية لتلبية حاجة عملائه وفي هذه الحال لا يستخدم اسم وشعار اليونسكو على تلك الشهادات أو المقررات الموضوعة.
ونصت الاتفاقية على أن طاقم الموظفين بالمركز يتكون من فئة الأخصائيين وفئة الإداريين وفئة الوظائف المساندة.
وتتكون المجموعة الأساسية بالمركز من الموظفين الأخصائيين بما فيهم المدير ممن يمارسون قيادة جماعية فيما يتعلق بالمسائل الجوهرية وبمراقبة وتوجيه أنشطة المركز الخاصة بالتدريب والبحث ونشر المعلومات وذلك سعياً إلى تحقيق توافق الآراء في المسائل المتصلة بالبرنامج الرئيسي وبإدارة البرنامج ويتم التعاقد مع الموظفين الأخصائيين الأساسيين لمدة لا تقل عن ثلاث سنوات ويفضل ألا تقل عن خمس سنوات أو أكثر وصولاً لتشكيل الخبرات وتحقيق الجودة المهنية الراسخة وضمان استدامتها.
