أكد معالي الدكتور راشد أحمد بن فهد وزير البيئة والمياه أن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ينظران اليوم إلى الاقتصاد الأخضر بكثير من الاهتمام، باعتباره أحد المسارات المهمة للتنمية المستدامة والقضاء على الفقر، وتأكيداً لتلك الأهمية فإن الاقتصاد الأخضر يمثل أحد المحاور الأساسية في مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة المعروف باسم « قمة الأرض ريو 20» الذي يعقد في مدينة ريودي جانيرو البرازيلية حاليا.
وأشار معاليه الى ان مشاركة دولة الامارات في القمة تؤكد التزام دولة الإمارات العربية المتحدة، بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بمبادئ وأهداف التنمية المستدامة، وحرصها على المشاركة الفاعلة في الجهود الدولية المبذولة لبلوغ تلك الأهداف.
وأوضح معاليه في تصريحات خاصة لـ "البيان" على هامش فعاليات القمة، أن إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، خلال شهر يناير الماضي عن «استراتيجية الإمارات للتنمية الخضراء» تحت شعار «اقتصاد أخضر لتنمية مستدامة»، يأتي تأكيداً لالتزام حكومتنا الرشيدة بأهداف التنمية المستدامة.
وقال معاليه إن استراتيجية الإمارات للتنمية الخضراء بمساراتها الستة التي تغطي مختلف جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، تهدف إلى بناء اقتصاد يحافظ على البيئة، وبيئة تدعم نمو الاقتصاد وتمثل نقلة نوعية في مسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وتعزز مكانة دولة الإمارات وريادتها كأحد المراكز العالمية المهمة في مجال إنتاج وتصدير وإعادة تصدير المنتجات والتقنيات الخضراء.
ونوه بأن هذه الاستراتيجية ستكون أحدى الركائز المهمة في «رؤية الإمارات 2021»، وأن تطبيقها خطوة مهمة لتحقيق هدفها المتمثل في «أن تكون من أفضل دول العالم بحلول عام 2021».
اقتصاد تقليدي
وأوضح أن العالم بات يدرك أن النجاحات التي حققها الاقتصاد التقليدي على مدار العقود الثلاثة الماضية لم تنعكس بصورة إيجابية على حالة الموارد الطبيعية في العالم، بل على العكس، ساهم الاقتصاد التقليدي بشكل أكبر في تدهور النظم الإيكولوجية، وفاقم الضغوط والأزمات البيئية على الصعيدين المحلي والعالمي.. وذلك لاعتماده على الاستهلاك المفرط للموارد الطبيعية، وعدم تقدير القيمة الحقيقية للسلع والخدمات الإيكولوجية.
وأكد معاليه أن دولة الامارات ستعمل على بناء وتعزيز القدرات الفنية القادرة على تلبية طموحات الحاضر ومواجهة التحديات المستقبلية ذات الصلة بالاقتصاد الأخضر، وذلك من خلال إيلاء قدر أكبر من الاهتمام بالاستثمار في حقول البحث والابتكار والإبداع وتوجيه سياسات التعليم والتدريب نحو الاقتصاد الأخضر وتشجيع القطاعات المعنية على المشاركة الفاعلة في بنائه من خلال تقديم الحوافز المناسبة لها وإيجاد مبادرات شراكة وتكامل بين القطاعين الحكومي والخاص ووضع السياسات والبرامج الخاصة برفع مستوى الوعي بالاقتصاد الأخضر وفوائده ومزاياه الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
وزار معالي وزير البيئة والمياه أجنحة المعرض المقام على هامش القمة، وتعرف على ما تقدمه الجهات المشاركة من ممارسات في مجال الاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة، وأكد معاليه أن مسؤولية تحويل اقتصادنا الوطني إلى اقتصاد أخضر لا تنحصر فقط في الجهات الحكومية أو المؤسسات العاملة في القطاع الخاص أو أفراد المجتمع بل هي مسؤولية مشتركة بين الجميع، وأن للأفراد دوراً حيوياً ومهماً في هذا الشأن .
تنمية مستدامة
ومن جانب آخر قال الدكتور ثاني الزيودي مدير إدارة شؤون الطاقة وتغير المناخ في وزارة الخارجية ان الامارات تستعرض حاليا مدى التزامها بتحقيق التنمية المستدامة من خلال جناحها في "منتزه الرياضيين" مع تسليط الضوء على التقنيات والتطبيقات ومدى التقدم الذي دأبت على تحقيقه في مجال التنمية المستدامة على مدار السنوات الأربعين الماضية منذ نشأة البلاد والتي بلورت تطلعاتها نحو المستقبل.
وأوضح أن وفد دولة الإمارات نظم جلسات للشخصيات والزوار لاستعراض مختلف الأنشطة والمبادرات القائمة في مختلف أنحاء الدولة، مشيرا إلى أنه تم تشجيع الحضور على المشاركة في مناقشة الأفكار المبتكرة لتعزيز ونشر استخدام الطاقة النظيفة والترويج للاستخدام الأمثل والمستدام للموارد، بالإضافة إلى دعمها إقامة مجتمع يحفظ حقوق الجنسين بشكل أكبر.
وقال ان "مصدر" ستنظم حفل استقبال مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لرؤساء الوفود المشاركين وكبار الشخصيات وذلك يوم 21 يونيو، وسيركز الحدث على مبادرة السنة الدولية للطاقة المستدامة للجميع، وسيكون الدكتور سلطان أحمد الجابر المتحدث الرئيسي خلال مجريات هذا الحدث الذي سيستعرض خلاله إرث ومستقبل دولة الإمارات في ظل سياسة التنمية المستدامة، وذلك من خلال تسليط الضوء على الالتزامات والابتكارات التي تساهم بها حكومة الإمارات والقطاع التجاري والمجتمع المدني لاستخدام تقنيات الطاقة المستدامة.
وأكد الزيودي ان لدولة الإمارات مساهمات مميزة في تشجيع دول وأطراف عالمية متعددة لبناء اقتصاد مستدام مستمدة رؤيتها وعزيمتها لتحقيق أهدافها والتزاماتها الراسخة، وتعمل الدولة عبر منهج مدروس يتبنى أحدث التقنيات ومجالات العمل والتفكير المبدع على استحداث مبادرات وأفكار فعالة تسهم في تحقيق الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.

