أكد محمد أحمد المر رئيس المجلس الوطني الاتحادي أن اللقاء والتشاور بين البرلمانيين الإسلاميين من شأنه أن يساعد في تخفيف التوترات وسوءالفهم بين بعض الدول الإسلامية وفي تكوين وجهة نظر إسلامية شعبية وبرلمانية واحدة للتصدي للمشكلات العالمية.

معرباً عن أمله في أن يكون مشروع البرلمان الاسلامي إطاراً عملياً لتنظيم النشاط البرلماني الإسلامي وتحويل الطموحات العامة والآمال العريضة إلى برنامج عملي يمكن أن يؤدي إلى نتائج إيجابية في أوقات معلومة منوهاً في الوقت ذاته بأن الهدف من وراء مبادرتها بطرح المشروع تحقيق مصالح الشعوب الإسلامية.

فضلًا عن تطوير العلاقات بين الدول الأعضاء على أسس واقعية لخدمة مصالح الشعوب الإسلامية، وكذلك لربط مثل هذا الإعلان في حالة اقراره مع حكومات الدول الأعضاء، لافتا إلى أن تحقيق هذا الامر سيفضي الى تكامل عمل الدبلوماسية البرلمانية مع الدبلوماسية الرسمية بما يسهم باحراز تقدم كبير على الجهود المبذولة لحل الخلافات الناشبة والناشئة.

جاء ذلك خلال افتتاحه أمس في دبي، أعمال اجتماع لجنة الخبراء بشأن إعداد مشروع الإعلان البرلماني الإسلامي لمواجهة التحديات التي تواجه استقرار ونماء العالم الإسلامي، ويستمر يومين، بحضور البروفسور الدكتور محمود إرول قليج أمين عام اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، ومشاركة ممثلي ثمانية برلمانات إسلامية بعد اعتذار سوريا عن الاجتماع.

وقال المر "إن مشروع الاعلان البرلماني الاسلامي هو واحد من بين المبادرات التي دأبت دولة الامارات على طرحها لتفعيل العمل البرلماني المشترك ، لافتا إلى الشعبة البرلمانية في المجلس الوطني الاتحادي كانت تقدمت بمقترح لاعداد مشروع الاعلان البرلماني الاسلامي ووافقت عليه اللجنة التنفيذية لاتحاد مجالس برلمانات الدول الإسلامية الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي خلال اجتماعها الذي عقد في بالمبانغ-أندونيسيا يومي 24 و25 يناير الماضي".

وأعلن معالي محمد أحمد المر أهم الأسس التي يقوم عليها الإعلان البرلماني الاسلامي والتي تتمثل في ضرورة إدراك لغة العصر الذي نحيا بين جوانبه، فثورات العالم في التكنولوجيا والاتصالات والعلوم، والمعرفة أضفت بعداً عملياً على صياغة الإعلانات، والمواثيق أو بعبارة أخرى التحديد لأهداف هذه الإعلانات وآليات تحقيقها.

وضرورة السمو على خلافاتنا الإسلامية من خلال الاحتكام إلى مبادئ محددة تصيغ أسس العلاقات البرلمانية بين المجالس الإسلامية على أسس من الوضوح، والشفافية، والتكاتف، إضافة إلى الاتفاق على جمله من التدابير، والإجراءات العملية التي تمثل منهجاً إصلاحياً جديداً في التعاطي مع قضايا العالم الإسلامي.

لا يمكن تحقيق أي فعالية مؤثرة في اتحادنا البرلماني الإسلامي دون التعاون والتلاحم مع منظمة التعاون الإسلامي التي تمثل الجانب الحكومي، وإلا فإن كل قراراتنا ومخرجات أعمالنا ستظل أسيرة في نطاقها البرلماني الضيق والذي لا يعين في حدود دوره أن يكون له اثر إلا من خلال التوافق مع الجانب الحكومي.

وأكد معالي المر أهمية مشروع الإعلان البرلماني لمواجهة المشكلات التي تؤثر في شعوبنا الإسلامية، وحاجة الشعوب الإسلامية إلى استلهام مبادئ ديننا الحنيف، واستحضار قيم الإسلام العظيمة لبناء خطط عمل تلامس الواقع السياسي الدولي وما يكتنفه من تحديات تؤثر على نهضة وتنمية دولنا الإسلامية ، مشيرا إلى أن التعاون بين الدول الإسلامية لم يحقق المأمول منه، ولم يبلغ مستهدفاته في إزالة الشوائب التي تعكر العلاقات الإسلامية.

علاقات

ورحب معالي المر خلال كلمة الافتتاح بالوفود المشاركة في الاجتماع، مؤكدا أن الإعلان البرلماني ينبغي أن يحتوي على إطارين للعمل أولها يتعلق بالعلاقات بين الدول الإسلامية وبعضها، وذلك عبر مبادئ محددة منها عدم التدخل في الشؤون الداخلية، وحل الخلافات بالطرق الودية، وعدم التهديد باستخدام القوة، واحترام السيادة الوطنية، والتكاتف في مواجهة الكوارث الطبيعية، أو تحديات الفقر والمجاعة وأن نلتزم قولاً وعملاً بمبادئ دستورنا العظيم القرآن الكريم الذي رسم أساسيات منهج التعاون والعلاقات الودية بين الدول والشعوب الإسلامية.

والإطار الثاني للعمل يتعلق بالعلاقات مع الآخر سواء في إطار الحوار بين الحضارات والثقافات، أو عدم الإساءة لرموز ديننا الحنيف، أو نفي الصلة بين الإسلام والإرهاب، مشيرا إلى أهمية وضع برامج عمل ومناهج مخططة لهذه القضايا، لبناء علاقة مع الغير تبتغى تقدم الإنسانية جمعاء. وأوضح المر بأن الشعبة البرلمانية للمجلس الوطني الاتحادي الإماراتي ارتكزت على محددين في الإعلان أولهما: مبادئ العمل، وثانيهما: خطة عمل خمسية للاتحاد.

وتمنى رئيس المجلس الوطني الاتحادي في ختام كلمته بلوغ النتائج المرجوة من الاجتماع بشأن الإعلان البرلماني الإسلامي، والتوصل إلى ما فيه الخير والنماء لدور ممثلي الشعوب الإسلامية لتكون البرلمانات فاعلة بالقدر اللازم على ساحة العمل الإسلامي.

أعمال الاجتماع

من جانبه هنأ معالي البروفسور الدكتور محمود إرول قليج أمين عام الاتحاد الأمة الإسلامية بمناسبة الإسراء والمعراج، وقدم العزاء بوفاة الأمير نايف بن عبد العزيز ولي العهد السعودي. وتم خلال الاجتماع ترشيح مروان بن غليطة عضو المجلس الوطني الاتحادي لرئاسة الاجتماع، وإقرار جدول الأعمال، واستعراض مسودة مشروع القانون التي تقدمت به الشعبة البرلمانية الإماراتية كأساس، والمقترحات الواردة من أعضاء اللجنة التنفيذية حول مشروع القانون، والمقدمة من مجلس الشورى الإسلامي للجمهورية الإسلامية الإيرانية، ومجلس الشعب للجمهورية السورية، والجمعية الوطنية التركية الكبرى لجمهورية تركيا بعدد من المقترحات.

وتختتم لجنة الخبراء اجتماعها الاثنين بعد استئناف مناقشة مشروع الإعلان البرلماني الإسلامي ،ويشارك في اجتماع لجنة الخبراء وفود برلمانات كل من الإمارات، والمملكة العربية السعودية، والجزائر، والسنغال، والكاميرون، وتركيا، وأندونيسيا، وإيران.

أهداف المشروع

 

يهدف مشروع الإعلان البرلماني الإسلامي إلى بناء خطة عمل وفق مبادئ محددة لمواجهة المشكلات الأكثر تأثيرا في شعوبنا الإسلامية، ومواجهة المشكلات التي تواجه دور البرلمانيين الإسلاميين فيما يتعلق بأعمال الاتحاد، واتخاذ خطوات إضافية وتحرك جديد للانتقال من فترة الاتحاد إلى فترة البرلمان الإسلامي، ومواكبة التوجهات الدولية في تعظيم قوة المنظمات البرلمانية الإقليمية التي بدأت تتحول إلى فترة البرلمانات المشتركة، لإضفاء الفعالية والقوة في أعمالها خاصة في إطار علاقتها بالجانب الحكومي.

مبادئ المشروع

 

يشتمل مشروع الإعلان البرلماني الإسلامي لمواجهة التحديات التي تواجه استقرار ونماء العالم الإسلامي الذي تقدمت به الشعبة البرلمانية للمجلس الوطني الاتحادي للإمارات على عدد من الأهداف أبرزها، تعزيز التعاون والتضامن بين الدول الإسلامية، وصون وحماية المصالح المشتركة للعالم الإسلامي، وإنشاء برلمان إسلامي، والعمل على احترام تنوع الحضارات وتشجيع تلاقيها، وأهداف الألفية الإنمائية والنهوض بالتعليم والبحث العلمي والتصدي للمفاهيم والممارسات المسيئة للإسلام ورموزه والمسلمين، والعمل بوسطية واعتدال في مجالات التعليم والإعلام والثقافة.