أكدت ميثاء الحبسي الرئيس التنفيذي لدائرة البرامج في مؤسسة الإمارات لتنمية الشباب ومدير برنامج تكاتف للتطوع الاجتماعي، أن العمل التطوعي يشهد عصره الذهبي بالدولة حالياً، بارتفاع مستوى الوعي بهذا العمل، وتزاحم الشباب من مختلف الجنسيات وبصورة خاصة المواطنين على الالتحاق بالأعمال التطوعية التي تقدم مختلف الخدمات لأفراد المجتمع محلياً وخارجياً وعبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وقالت في تصريح لـ«البيان»: إن عدد المتطوعين في برنامج تكاتف منذ تأسيسه في 2007 وحتى الآن نحو 26 ألف متطوع من مختلف الجنسيات والفئات العمرية بالدولة، مشيرة إلى أن هذا الرقم في تصاعد مستمر من عام لآخر بفضل توجيهات القادة واهتمامهم بدعم الشباب والعمل التطوعي الذي ليس بجديد على مجتمع الإمارات.
وأشارت الحبسي في تصريح لـ«البيان»، إلى أن ملتقى العمل التطوعي الذي يستضيفه برنامج «تكاتف» بأبوظبي غداً (الثلاثاء) برعاية كريمة من سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإمارات لتنمية الشباب تحت شعار (تطوعنا.. وحدتنا) وتشارك فيه العديد من المؤسسات التطوعية العاملة بالدولة، يعبر عن مستوى النجاح الذي وصل إليه العمل التطوعي.
مشاركون
وأوضحت أن الملتقى ينظم بمشاركة متطوعين وممثلين لأكثر من 15 جهة من الهيئات والمؤسسات العاملة في مجال العمل التطوعي بالدولة سواء كانت حكومية أو من مؤسسات المجتمع المدني.
وأشارت إلى أنه سيشارك في الملتقى الذي يعد الأول من نوعه في الدولة كل من «تكاتف» ودبي للعطاء والهلال الأحمر وساند ومبادرة زايد للعطاء ونهتم مسؤولية اجتماعية (دبي) ونادي المارشال ونادي الإمارات لمنظمي رياضة السيارات وبذور التغيير وخطوات الشباب الطموح وجمعية متطوعي الإمارات وهيئة تنمية المجتمع ووزارة الثقافة والشباب (عطا) ومجموعة كشافة الإمارات وفريق 1971 (دبي)
وأكدت أن فكرة الملتقى جاءت من سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، والتي تعكس رغبة سموه في جمع المؤسسات العاملة في مجال التطوع في ملتقى واحد، بهدف رفع مستوى التنسيق والتعاون والشراكات بين مختلف الجهات التي تعمل في التطوع وتكوين شراكات وثيقة والاستفادة من خبرات الآخرين وبشكل خاص الاستفادة من خبرات المؤسسات التي لها خبرة طويلة في العمل التطوعي ونقل خبراتها إلى المؤسسات الحديثة وجيل الشباب.
وأوضحت أن أهم محاور الملتقى يتمثل في وضع خطط وبرامج العمل التطوعي وأساسيات نجاح أي عمل تطوعي إضافة إلى طرق تحفيز المتطوعين وتمكين القيادات التطوعية من أن تبرز من خلال العمل.
ورداً على سؤال حول مستوى التعاون والتنسيق بين مختلف المؤسسات العاملة في المجال التطوعي بالدولة ولماذا لا تنضم تلك المؤسسات إلى مظلة جهة واحدة، أوضحت الحبسي أن ما يميز العمل التطوعي في الدولة هو وجود مؤسسات متخصصة في مجالات معينة مثل التطوع في مجال مساندة ذوي الاحتياجات الخاصة والتطوع في المجال البيئي والتطوع في المستشفيات والمتطوعين في أعمال الطوارئ.
وقالت إنه لا يمكن لجهة واحدة أن تدير كل هذا العمل التطوعي بالدولة، لأن كل مؤسسة تطوعية لديها أفكارها ومشاريعها التطوعية الإبداعية والمبتكرة والتي تعتبر مكملة لعمل الجهات الأخرى وبالتالي فإن إسناد موضوع التطوع لجهة واحدة قد يقتل الإبداع في الأفكار التطوعية، ويحد من عمل تلك الجهات، لكن هذا لا يمنع أن تكون هناك مؤسسات تدعم المشاريع التطوعية وتمول الأفكار وتقدم الدعم الإرشادي والتوجيهي والعلمي والمادي.
دعم مادي
وأوضحت الحبسي أن هناك نقصاً حالياً في عدد المؤسسات الداعمة للأفكار والمجموعات التطوعية (دعم مادي) وهذا الأمر يعيق عمل الكثير من الجهات التطوعية ويحد من نشاطها وبالتالي نحن بحاجة إلى جهات ترعى هذا العمل.
وقالت إن هذه المحاور سيناقشها الملتقى إضافة إلى سبل إقامة وتعزيز مشاريع العمل التطوعي، والاستفادة من خبرات المتطوعين في تحقيق الريادة في مجال العمل التطوعي، وقضايا التحفيز والمسؤولية الاجتماعية، وأخلاقيات التطوع، وعلاقة التطوع بمواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى دراسات حالات مختلفة حول نماذج العمل التطوعي الناجحة حول العالم.
وأعربت مديرة تكاتف عن أملها في أن يتمكن الملتقى من بناء وتعزيز العلاقات بين الأفراد والمؤسسات التي تعمل في مجال التطوع وخدمة المجتمع، وتبادل التجارب والخبرات حول أفضل الممارسات المعروفة في عالم التطوع وخدمة المجتمع، وتمكين المشاركين من اكتساب خبرات جديدة.
وأضافت الحبسي أن تكاتف بالتعاون مع كليات التقنية العليا ستنظم ورشة عمل لمدة 5 أيام في الأول من يوليو، تركز على تمكين الأشخاص في العمل التطوعي من ناحية القيادة والخبرة العملية والنظرية يخرج منها الشخص بشهادة مصدقة من كليات التقنية.
مؤسسة الإمارات لتنمية الشباب تستثمر طاقاتهم
«مؤسسة الإمارات لتنمية الشباب» هي مبادرة وطنية متكاملة للاستثمار في طاقات الشباب في الإمارات، تعتمد في استراتيجية عملها على مفهوم الاستثمار الاجتماعي القائم على تحقيق تأثير إيجابي ودائم في حياة الشباب في الإمارات، وذلك من خلال مشاريع ذات تأثير واسع وقابلة للقياس.
وتعمل مؤسسة الإمارات على تطبيق ذلك من خلال ثلاثة محاور عمل أساسية، هي: القيادة والتمكين والدمج الاجتماعي والشراكة المجتمعية، وذلك من خلال التعرف إلى التحديات التي تواجه الشباب في دولة الإمارات، وتثقيف المجتمع حولها، وتطوير وإيجاد مشاريع مستدامة تقدم الحلول للقضايا الاجتماعية الملحة، وتحفيز الشباب في الإمارات على التطوع والمشاركة المدنية.
ويتضمن الملتقى كلمة لسمو الشيخ عبدالله بن زايد وفيلماً حول تاريخ التطوع ومراحل تطوره في الإمارات، إضافة إلى مناقشة التطوع ومواقع التواصل الاجتماعي وعلاقة القيادة والدافعية والمسؤولية بالعمل التطوعي والتخصص في مجال العمل التطوعي.
