أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، رئيس جامعة الشارقة، أن الجامعة وعلى الرغم من تبوئها بجدارة لمكانتها المرموقة بين جامعات المنطقة، فهي أيضاً في تطور مستمر ليس فقط بمواكبة ما يحدث من حولنا في جامعات عالم المعرفة والتقنيات الحديثة، بل بالتعاون المشترك والجاد في دفع حدود المعرفة واستخداماتها وتوسعها في تقديم البرامج الأكاديمية المتميزة أفقياً على مستوى البكالوريوس ورأسياً على مستوى الماجستير والدكتوراه.

جاء ذلك في كلمة ألقاها سموه بحضور سمو الشيخ عبدالله بن سالم بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، خلال حفل تخريج الفوج الثاني من الدفعة الثانية عشرة من طلاب وطالبات جامعة الشارقة والبالغ عددهم (546) خريجاً وخريجة من حملة الدبلوم العام والبكالوريوس والماجستير، منهم مجموعة من خريجي الدفعة الأولى لبرنامج التقنية الحيوية.

وقال صاحب السمو حاكم الشارقة «نحن نعقد اتفاقيات التعاون مع جامعات العالم المتميزة في مجالات إنشاء البرامج الأكاديمية الجديدة وتبادل الطلبة والأساتذة والبحث العلمي المشترك، لنتيح الفرصة للجميع كل طبقاً لرغباته وقدراته للمشاركة في بناء ودفع عجلة التقدم في مجتمعاتنا».

وأعرب سموه عن سعادته بتخريج الدفعة الأولى من طلبة برنامج البكالوريوس في التقنية الحيوية في هذا الحفل.. مشيراً إلى أن هذا البرنامج المتميز الذي تم إنشاؤه بالتعاون مع جامعة شيفيلد البريطانية والذي سينضم خريجوه من اليوم إلى الجمعية البريطانية للعلوم الحيوية اعترافاً منها بتميز البرنامج.

دعم أدبي ومعنوي

وقدم سموه لمحة موجزة عن دعمه الأدبي والمعنوي لجامعة الشارقة منذ بداية تأسيسها فقال: «مضى على افتتاحنا لجامعة الشارقة خمسة عشر عاماً، وفرنا خلالها الموارد المالية والبشرية بلا حدود والدعم الأدبي والمعنوي لكي تصبح منارة للتعليم العالي والبحث العلمي ونموذجاً للتفاعل مع المجتمع في مختلف المجالات..

وها هي جامعة الشارقة الآن وبشهادة الخبراء والمختصين من كل دول العالم تقف شامخة نفخر بها وتفتخر هي بالآلاف من خريجيها النابهين من أبنائنا وبناتنا، كما تفخر بنتاج البحث العلمي لأساتذتها المتميزين وبتقديمها للعديد من الخدمات والدراسات المُرتكِزة على المعرفة والابتكار لقطاع عريض من المؤسسات والهيئات الحكومية والخاصة داخل وخارج الشارقة».

وقدم سموه الشكر لكل من ثابر في العمل وبذل الجهد الخالص على مر السنين على جميع المستويات لبناء هذا الصرح العظيم.

وكان صاحب السمو حاكم الشارقة، قد استهل كلمته بتهنئة أبنائه وبناته من خريجي دفعة يونيو 2012 من طلاب وطالبات جامعة الشارقة وفروعها في خورفكان وكلباء وأولياءَ أمورِهم على حصولهم على شهاداتهم وتحقيقهم أهدافهم بعد أعوام من بذل الجهد للتزود بالمعرفة واكتساب المهارات واستخدامها في ما يعود على مجتمعاتنا بالخير والازدهار.. متمنياً لهم جميعاً دوام النجاح والتقدم.

وتوجه سموه إلى الخريجين والخريجات قائلاً: «إن تخرجكم اليوم يضعكم على أبواب مرحلة العمل وبذل الجهد والعطاء لبناء المجتمع وعليكم الولوج إليها بعزم، متحلين بالخلق الكريم وبمبادئنا الإسلامية العربية النبيلة ونحن على يقين من أنكم أهل لها».

وطالب سموه الخريجين والخريجات بألا يتوانوا في التواصل مع جامعتهم أينما كانوا.. مؤكداً أن إمكاناتها العلمية والبحثية المتطورة في جميع المجالات متاحة لهم دائماً.

وأكد سموه، في ختام كلمته، أنه لا يوجد لدينا ما هو أهم من إتاحة فرصة الحصول على التعليم والرعاية الصحية المتميزة لأبنائنا وبناتنا، وأن جامعة الشارقة الشامخة والمدينة الجامعية بمؤسساتها المختلفة الأخرى يجسدان ما نسعى إليه..

مشيراً سموه إلى أنه سيستمر في دعمهم بلا حدود وسيبذل من أجلهم المزيد من الجهد. وهنأ سموه جميع من ينتمي إلى تلك المؤسسات على إنجازاتهم وقدم لهم جميعاً جزيل الشكر على جهودهم المخلصة التي قال إنها تهدف إلى تميز ورُقي مؤسساتنا التعليمية والبحثية.

الحضور

وقد حضر وقائع الاحتفال إلى جانب صاحب السمو حاكم الشارقة، وسمو نائب حاكم الشارقة، كل من الشيخ محمد بن سعود القاسمي، رئيس دائرة المالية المركزية، والشيخ خالد بن عبد الله القاسمي، رئيس دائرة الموانئ البحرية والجمارك، والشيخ سالم بن عبد الرحمن القاسمي، مدير مكتب سمو الحاكم.

كما حضره محمد جمعة بن هندي رئيس المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، وعبد الرحمن بن علي الجروان المستشار بالديوان الأميري، وراشد احمد بن الشيخ رئيس الديوان الأميري، وأحمد محمد المدفع رئيس غرفة تجارة وصناعة الشارقة.

واللواء حميد محمد الهديدي قائد عام شرطة الشارقة، وخميس بن سالم السويدي رئيس دائرة شؤون الضواحي والقرى، ومحمد ذياب الموسى المستشار بالديوان الأميري، والدكتور عمرو عبد الحميد مستشار صاحب السمو حاكم الشارقة لشؤون التعليم العالي.

والأستاذ الدكتور المهندس سامي محمود مدير جامعة الشارقة، وعدد من أعضاء المجلسين التنفيذي والاستشاري لإمارة الشارقة، ومديرو الدوائر والمؤسسات الحكومية بالشارقة، ونواب مدير الجامعة وعمداء الكليات وأعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية فيها وجمع غفير من ممثلي وسائل الإعلام المختلفة وأهالي وأولياء أمور الطلبة الخريجين.

رتل جديد

وكان الدكتور سامي محمود مدير جامعة الشارقة قد ألقى في بداية الحفل كلمة استهلها بتقديم التهنئة باسمه وباسم أعضاء أسرة جامعة الشارقة، إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، بتخريج الرتل الجديد من ثمار الفكر والبصيرة السامية والمستنيرة في بناء وتنمية الإنسان قولاً وفعلاً وإحساناً.. كما قدم التهنئة إلى الخريجين والخريجات ولأولياء أمورهم.. متمنياً من الله العلي القدير أن يبارك لهم ويوفقهم في حياتهم الوظيفية ومستقبلهم الناجح.

وقال مدير الجامعة، إن موكباً آخر من مواكب العلم والنور يتدفق اليوم مزوداً بالكثير من ثمرات رؤية ولي الأمر.. مؤكداً أن هذا الإنجاز قد تحقق بتوفيق من الله العلي القدير وبناء على حرص أبوي راسخ من رائد العلم والعلماء في توفير كل عناصر البناء من حيث البنية العلمية التحتية لجامعة الشارقة، المجهزة بأحدث المعدات والتقنيات العلمية والمعملية والمختبرات المستخدمة في أعرق الجامعات ضمن مكونات حرم جامعي.

وتحدث عن الأنشطة اللاصفية للطلبة والتي قال إن جامعة الشارقة توليها عناية خاصة، حيث تتكامل وبشكل علمي مدروس مع الأنشطة الصفية، إضافة إلى نظم الجامعة ولوائحها ومناهج عملها، وأن من أبرز ما يمكن لهذه الأنشطة أن تحققه هو تنمية الروح القيادية لدى خريج جامعة الشارقة التي أشار إلى تلمسها من قبل أرباب العمل في القطاعين الحكومي والأهلي في الكوادر التي تعمل لديهم من خريجي الجامعة.

ودعا الدكتور سامي محمود الخريجين والخريجات إلى الوقوف لتقديم تحية إجلال وعرفان وامتنان إلى آبائهم وأمهاتهم وأولياء أمورهم، تلخص آثار رحلة طويلة وشاقة من السهر والرعاية والتضحية التي قدموها لهم عبر حياتهم، إلى أن وصلوا إلى منصة التخرج، ثم دعا صاحب السمو رئيس الجامعة لإلقاء كلمته الأبوية، لتبدأ في نهايتها مراسم التخريج بالإعلان البروتوكولي الذي يقضي بحصول الخريجين والخريجات على حقوق وامتيازات الشهادات العلمية التي سلمها صاحب السمو حاكم الشارقة للخريجين.

كلمة الخريجين

ألقت الخريجة عبير بنت عبد الله الجابري، كلمة الخريجين والخريجات، أشادت فيها بدعم صاحب السمو حاكم الشارقة للجامعة التي أصبحت تنافس الجامعات النظيرة بل وتتقدم على الكثير منها على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.

وقالت إن صرح جامعة الشارقة ما كان له أن يكون بهذا القدر من الشموخ لولا الرعاية والعناية والدعم اللامحدود الذي أولاه له صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي بتناغم مع جهودِ القائمينَ على هذا الصرح من أعضاء القيادات الإدارية والأكاديمية والهيئات التدريسية والإدارية والفنية والتي عملت دونَ كللٍ أو ملل لتحقيق التميز والإنجازاتِ المتتابعةِ.

برنامج التقنية الحيوية

 

قبل أن يتم تسليم خريجي برنامج التقنية الحيوية التابع لقسم البايولوجيا التطبيقية بكلية العلوم، أعلن الدكتور سامي محمود، أنه ومنذ نحو أربع سنوات اقتضت رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، العمل على طرح برنامج التقنية الحيوية بجامعة الشارقة، نظراً لأهمية علوم هذا البرنامج الحيوية في مختلف مناحي الحياة العصرية.

سواء كان ذلك في الصناعة أم في الزراعة أم في الصحة أم في خدمة البيئة أو غير ذلك، لهذا، واعتماداً على هذه الرؤية السامية اختار سموه أفضل المؤسسات التعليمية العالمية التي تقدم هذا البرنامج الأكاديمي جامعة شيفيلد البريطانية ووقع معها عقداً للتعاون مع جامعة الشارقة في طرح هذا البرنامج.

وقال إنه منذ ذلك الوقت وحتى الآن تم تقديم برنامج التقنية الحيوية في جامعة الشارقة على أعلى المستويات العالمية الأمر الذي جعله يحصل حديثاً على الاعتراف الدولي من جمعية البيولوجيين البريطانية.. مشيراً إلى أنه أول اعتراف لجمعية البيولوجيين خارج بريطانيا.

وأن البروفيسور مايكل فاولر من هذه الجمعية الدولية جاء اليوم ليكرس هذا النجاح بنفسه من خلال تقديمه لشهادة اعتراف الجمعية بالبرنامج إلى صاحب السمو مؤسس ورئيس الجامعة، وتسليم خريجي الفصل الأول من هذا البرنامج شهادات اعتراف جمعية البيولوجيين البريطانية بشهاداتهم العلمية.

وقدم البروفيسور فاولر، في كلمة له، التهنئة لصاحب السمو حاكم الشارقة والجامعة، ولإدارتها والهيئتين التدريسية والإدارية على الإنجازات العظيمة التي قدموها في المجال العلمي حتى ارتفعت راية جامعة الشارقة خفاقة في الأوساط العلمية الدولية والإقليمية.

وقال: «إننا نطمح دائماً إلى مزيد من التعاون المشترك بين الجامعتين في المستقبل ومزيد من المشاريع المشتركة البناءة».