أكد معالي سلطان المنصوري وزير الاقتصاد أن الإنجازات التي حققتها هيئة الطرق والمواصلات في تنفيذ شبكات الطرق ومنظومة النقل الجماعي وعلى رأسها مترو دبي، ساهمت في حصول دولة الإمارات العربية المتحدة على المركز السادس على مستوى العالم في مؤشر التنافسية العالمي الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي في تصنيف جودة البنية التحتية من بين 133 دولة، مشيراً إلى أن ما تحقق من إنجازات لم يأت من فراغ.

بل كان بفضل الرؤية الثاقبة والتوجيهات والمتابعة المستمرة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ،رعاه الله، إلى جانب وجود قيادة واعية وفريق عمل مؤهل، وخطة واضحة المعالم لهيئة الطرق والمواصلات، جاء ذلك خلال (معرض المعرفة) الذي نظمته هيئة الطرق والمواصلات تحت شعار (المعرفة للجميع)، واستضافت فيه معالي المهندس سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد.

ومعالي الفريق ضاحي خلفان تميم القائد العام لشرطة دبي، تحدثا خلاله عن تجاربهما القيادية في إدارة المؤسسات، بحضور مطر الطاير رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي للهيئة، وعدد من المديرين التنفيذيين ومديري الإدارات والموظفين، كما تم خلال فعاليات المعرض استعراض أفضل الممارسات الإدارية لعدد من الهيئات والدوائر الحكومية، إلى جانب تنظيم معرض للكتاب، ومسابقات ثقافية وتعليمية.

قيادة وطنية

وحول مفهوم القيادة من منظور إماراتي، قال معاليه: (برز عند تأسيس اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، بقيادة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مفهوم آخر للقيادة الوطنية، استطاع خلالها الشيخ زايد ،رحمه الله، أن يبرز قائدا للإمارات السبع، بفضل قدرته على التواصل مع بقية حكام الإمارات وقدرته على الاستماع حيث كان مستمعاً جيداً للجميع، ما اكسبه حب حكام الإمارات والشعب)، مشيراً إلى أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان له مقوله مشهورة تتمثل في: (إن القائد الحقيقي هو الذي ينظر إلى شعبه نظرته إلى أفراد أسرته يلاحظها دائما ويتابعها ويسأل عنها)، حيث لم يكن بين الشيخ زايد ،رحمه الله، وبين شعبه حاجب، والجميع يستطيع الوصول إليه، يشاركهم مأكلهم ومشربهم.

وتطرق معالي سلطان المنصوري إلى التجربة القيادية لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ،رعاه الله، وقال: إن سموه نجح في تحويل مبدأ القيادة وترجمتها على المستويين الاتحادي والمحلي، وتمثل ذلك في تعزيز نظرية الفريق الواحد، والعمل الوطني المشترك لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للدولة، مؤكداً أن العمل في الحكومة الاتحادية حقق نقلة نوعية سواء في برمجة الأهداف أو توافقها بين الاتحادي والمحلي في الكثير من المواضيع المشتركة، كالربط الإلكتروني، وتحديث التشريعات والقوانين.

وأضاف معاليه: (نحن محظوظون بالعمل في مجلس وزراء برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بما لديه من خبرة مميزة في القيادة، وفي توزيع الصلاحيات والمسؤوليات على الوزراء كلا حسب اختصاصه، حيث قام سموه في المرحلة الأولى بإعادة هيكلة الحكومة واستحداث الإدارات التي تخدم التواصل والتنسيق بين مكتب رئيس مجلس الوزراء والوزراء لضمان الشفافية وسرعة الإجراءات، وحرص سموه على التواصل المباشر مع الوزراء، سواء كان بالزيارات الميدانية للاطلاع على منهجيات العمل في الوزارات، ومتابعة تنفيذ الخطط الاستراتيجية.

أو عبر الخلوات الوزارية التي تم تنظيمها بين سموه وبين الوزراء في مواقع مختلفة في دولة الإمارات وذلك لبناء استراتيجية مشتركة مع الوزراء والتشاور حول محاورها إلى جانب تقييم ما تم إنجازه في السنوات السابقة والتحضير للمراحل المقبلة)، مؤكدا أن مبادرة الخلوات الوزارية التي استحدثها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد ساهمت في التعرف عن قرب بدون حواجز إلى رؤية سموه للحكومة وتطلعاته والتشاور معه حول بعض التحديات التي تواجهها الحكومة الاتحادية في بعض المجالات واتخاذ القرارات المناسبة حولها.

واستعرض معالي سلطان المنصوري تجربته الشخصية في القيادة، التي بدأها بالعمل في القطاع الحكومي في دائرة الطيران المدني، ثم في قرية الشحن، مرورا بغرفة تجارة وصناعة دبي، ثم الانتقال إلى العمل في القطاع الخاص، وصولاً إلى العمل وزيراً في الحكومة الاتحادية.

منظور أمني

من جانبه، قال معالي الفريق ضاحي خلفان تميم القائد العام لشرطة دبي: إن المرحلة المقبلة من عمل الهيئات والمؤسسات الحكومية، تتطلب بذل المزيد من الجهد في تطوير الخدمات المقدمة للمتعاملين، والتوسع في تقديم الخدمات الإلكترونية، إلى جانب خلق ثقافة الموظف في خدمة الجمهور.

مشيراً إلى أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ، رعاه الله، وضع تعريفا بسيطا لمعنى كلمة تنظيم وهي تسريع عملية إنجاز المعاملات، وتبسيط الإجراءات، والحرص على راحة المتعاملين.

وتطرق الفريق ضاحي إلى تجربته الشخصية في العمل الأمني، وقال: (استحدثنا في العام 1980 برنامج البحث عن الأذكياء بهدف تطوير شرطة دبي، وجندنا الشباب الذين أنهوا سنتهم الدراسية الثانية في الجامعات البريطانية والأمريكية في تخصصات العلوم والهندسة الإلكترونية والأحياء والكيمياء، وساهم هذا التوجه في إحداث نقلة نوعية في شرطة دبي، فاليوم لدينا بين كل 36 مواطنا في شرطة دبي مواطن يحمل شهادة الدكتوراه أو الماجستير، وبين كل 6 مواطنين مواطن جامعي متخصص، ولدينا حاليا قرابة 300 مبتعث، 60 شخصا منهم على مشارف التخرج، سيلتحقون بالعمل في المختبر الجنائي الجديد).

وأضاف: (في العام 1983 رفعنا شعار حسن التعامل مع الجمهور لتغيير ثقافة العاملين في الشرطة، وإكسابهم مهارات فن التعامل مع الجمهور، كما رفعنا شعار لا للمركزية، وبنينا جسور التواصل مع المجتمع، وانتهجنا سياسة الشفافية في التعامل مع وسائل الإعلام، وبدأت النقلة النوعية في شرطة دبي في عام 1984 عندما أدخلنا الحاسب الآلي إلى شرطة دبي، وفي عام 1986 أسسنا إدارة التخطيط الاستراتيجي، وطورنا نظام تحديد مواقع الدوريات عبر الأقمار الصناعية، وشهدت شرطة دبي تحولاً جديداً في عام 1989 عبر إطلاق مشروع إمارات التقدم.

ورفعنا شعار (أنت تذهب إليهم ونحن نأتي إليك)، وذلك عبر الوصول إلى المتعاملين في مواقعهم، من خلال افتتاح منافذ لتقديم خدمات شرطة دبي في المراكز التجارية والجمعيات التعاونية، ومحطات الوقود، إلى جانب تقديم الخدمات الإلكترونية، كما تبنت شرطة دبي فكرة تأسيس إدارة لحقوق الإنسان لحفظ حقوق نزلاء المؤسسات العقابية، مشيرا إلى أن هذه المبادرة حظيت بإشادة نائب الأمين العام للأمم المتحدة).

واستعرض معالي الفريق ضاحي خلفان تميم جهود شرطة دبي في إطلاق الحملات المرورية منذ عام 1983، وكانت الحملة الأولى عن شروط الأمن والمتانة في المركبات، تبعتها حملة حزام الأمان، مرورا بحملة خطورة عبور المشاة، وتم في هذه الحملة بالتنسيق مع بلدية دبي تركيب أول إشارة ضوئية لعبور المشاة في شارع الضيافة في عام 1987، بعد ذلك أطلقت حملة سلامة الطفل، التي ساهمت بخفض عدد إصابات الأطفال بمعدل 30%، ثم حملات (لا تسرع)، و(التقدير لمستعملي الطريق)، و (الحد من الحوادث المرورية في عام 1990)، مؤكداً أن هذه الحملات ساهمت في خفض وفيات الحوادث من 103 وفيات في 1983 إلى 99 وفاة في 1990، على الرغم من زيادة عدد السكان وزيادة عدد المركبات.

نجاح معرض المعرفة

من جانبه، أعرب مطر الطاير رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لهيئة الطرق والمواصلات عن سروره بنجاح فعاليات (معرض المعرفة)، في تحقيق الأهداف المرجوة منه، والمتمثلة في نشر وتعزيز مفهوم إدارة المعرفة لدى موظفي الهيئة والمساهمة في خلق ثقافة مؤسسية داعمة للمشاركة المعرفية، وصولا إلى مفهوم المؤسسة المتعلمة، مشيرا إلى أن تنظيم هذا الأسبوع يأتي في إطار الجهود التي تبذلها الهيئة لنشر ثقافة المعرفة .

وحصر وتعظيم الاستفادة من تجارب القيادات الحكومية والخبراء العالميين في تطوير كفاءات الموظفين وتحسين مستوى جودة الإنتاجية، والمساهمة في الوصول إلى مفهوم المؤسسة المتعلمة، وذلك ترجمةً لاستراتيجية إدارة المعرفة في الهيئة 2011 ـ 2014، التي تتضمن توفير بنية تحتية داعمة لإدارة المعرفة، وتحديد الاحتياجات والمصادر المعرفية، وتوفير الآليات والمنهجيات للاستفادة من الموارد المعرفية، ورفع الوعي المعرفي لدى موظفي الهيئة.