أشادت لين هيستيغس مديرة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اسلام اباد بمبادرات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" الانسانية الكبيرة من خلال اطلاق المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان في شهر يناير 2011 للعمل على تخفيف معاناة الشعب الباكستاني وتحسين ظروفهم الإنسانية خاصة في الأقاليم والقرى الباكستانية التي تعرضت للفيضانات.

وقالت إن تجربة الإمارات في هذا الصدد تعتبر رائدة ومتميزة، مشيرة إلى المبادرات النبيلة والجريئة التي يضطلع بها المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان الذي نجح في فترة قصيرة في تسليم عدد من المشاريع التنموية والمدارس ومشاريع المياه وتشييد جسر الشيخ خليفة بن زايد بإقليم خيبر بختون اخوا على نهر سوات بتكلفة اجمالية بلغت 110 ملايين دولار.

وأكدت مديرة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اسلام اباد أثر المواقف النبيلة لدولة الإمارات تجاه مؤازرة مختلف الشرائح المنكوبة والمتضررة من تداعيات وطأة الظروف والفئات الضعيفة، مثمنة المبادرات التي تقدمها الدولة في مختلف المجالات الإنسانية بما يعمق أواصر التعاون ويعزز الجهود لتحسين أحوال المستهدفين بتلك الجهود والمبادرات الكريمة.

وقالت إن تلك الجهود ساهمت في بث روح الاستقرار بعدد الدول الشقيقة والصديقة واستفاد منها المنكوبون والشرائح الهشة والمتأثرين بتداعيات المتغيرات على المستوى الإقليمي والدولي في صورة عكست البعد الإنساني النبيل والتضامن مع معاناة البسطاء والسعي لتحسين أحوال الشرائح الضعيفة ومد يد العون للمحتاجين.

ونوهت بتضافر الجهود بين مختلف المؤسسات والجمعيات والمنظمات الدولية الداعمة للمشروعات الخيرية والإنسانية بما يخدم أفراد الشعب الباكستاني خاصة فئة الأسر المحتاجة والفقيرة والأيتام.

وأكدت مديرة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اسلام اباد أن دولة الإمارات العربية المتحدة لعبت دورا كبيرا في باكستان ودائما ما كانت تقدم مساعدات جليلة إلى الشعب الباكستاني وحكومتها حيث ساهمت هذه المساعدات للشعب الباكستاني في تحسين مستوى معيشتهم وامتدت لتشمل البنية التحتية والطرق والجسور والمدارس والخدمات الصحية.

أوائل الدول

وأكدت أن دولة الإمارات كانت من أوائل الدول التي أوفت بالالتزامات التي قطعتها على نفسها للمساهمة في إعادة اعمار المناطق المتضررة من الزلزال والفيضانات.

وأوضحت أن مشاريع الإمارات التي يتم تنفيذها من خلال المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان التنموية جاءت ملبية لاحتياجات الأقاليم والمناطق التي تأثرت ومواكبة لحجم الكارثة التي أدت إلى تدهور أوضاع المتضررين وتفاقم مأساتهم.

وقالت إن الإمارات قدمت نموذجا فريدا في التعاطي مع الأوضاع الإنسانية الناجمة عن الزلزال، مؤكدة أنها كانت على قدر التحدي والمسؤولية وأفردت حيزا كبيرا من أنشطتها لصالح الضحايا والمنكوبين نوهت الى إن الإمارات من أكثر الدول فاعلية في تقديمها للمساعدات الإنسانية على مستوى العالم وإن جهودها في هذا المجال تحظى بتقدير العالم الكبير.

ودعت الى ضرورة التعاون والتنسيق وتعزيز الشراكة لتقديم المزيد من الدعم والمساندة للمتضررين، مؤكدة ضرورة توحيد الجهود من أجل حياة كريمة ومستقبل أفضل لضحايا الزلازل والفيضانات في باكستان.

وقالت ان باكستان من الدول التي تتعرض دائما للكوارث الطبيعية من زلازل وفيضانات ولهذا حرصت العديد من المنظمات الإنسانية الدولية على اتخاذ مكاتب لها في اسلام لتقديم الخدمات والمساعدات الإنسانية لها من خلال توفير مستوى العيش الكريم والذي سيؤدي إلى تحسين الاقتصاد إضافة إلى أن مشاريع البنية التحتية هذه ستمكن السكان من الوصول إلى أماكن العمل والطلاب إلى مدارسهم وإعادة بناء حياتهم وعودة الحياة إلى مجاريها في هذه المناطق الباكستانية.

وأوضحت ان مكتب تنسيق المساعدات الإنسانية بالأمم المتحدة بجمهورية باكستان هو جهاز تنسيق للمساعدات الإنسانية للأمم المتحدة وما نقوم به في الأساس هو التنسيق مع كافة الجهات المانحه سواء كانت أجهزة الأمم المتحدة مثل اليونيسيف أو منظمة الصحة العالمية أو منظمة الغذاء العالمي وغيرها كما نتعاون مع المنظمات غير الحكومية المحلية منها والعالمية لنساعد الدول التي تتعرض للكوارث في مختلف دول العالم.

وأشارت الى دور المكتب في الاستجابة السريعة في الكوارث والفيضانات وقالت إنه عندما تحدث كارثة ما يكون من الصعب جدا الاستجابة السريعة خاصة اذا كان زلزالا فالزلازل والفيضانات تؤثر على ملايين الأفراد وخاصة عندما تكون الطرق مدمرة الاستجابة تكون صعبة ولذا نجبر على توصيلها جوا مع ضرورة توفر المصادر والتمويل وهذا هو التحدي الأكبر المتمثل في التمويل والتوصيل.

وقالت ان مكتب تنسيق المساعدات الإنسانية بالأمم المتحدة بباكستان يقوم بتنسيق المساعدات بين الجهات المانحة والمنظمات غير الحكومية التي تنفذ مشاريع مختلفة وهذه المشاريع تشمل عدة مجالات منها توفير الغذاء والملاذ والمواد الإغاثية الطارئة والخدمات الصحية ومساعدات لبناء المدارس وإعاد بناء المنازل للسكان والمياه والمجاري حيث ان المجال واسع والذي يعتبر مفتوحا ليختار منه المجتمع الإنساني ما يشاء، وأما عن بقائنا هنا فنحن سنكون هنا طالما بقيت أجهزة الأمم المتحدة وطالما رغبت في عملنا الحكومة الباكستانية.