أشاد صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة بالصرح القضائي الحديث في الإمارة الذي يعد مكملاً لقصور العدالة في الدولة. وقال إن: "إنجازه أتى تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في دعم القضاء وتوفير كل المستلزمات الضرورية والحديثة له وصولاً لتحقيق أفضل الممارسات العالمية في تحقيق عدالة سريعة في خدمة الوطن والمواطن.
جاء ذلك خلال إزاحة سموه الستار عن اللوحة التذكارية إيذانا بالافتتاح الرسمي لمبنى دار القضاء صباح أمس بمنطقة الحيل على شارع الشيخ خليفة بن زايد الجديد، يرافقه سمو الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي ولي عهد الفجيرة والشيخ راشد بن حمد الشرقي رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام والشيخ عبدالله بن حمد بن سيف الشرقي وكبار المسؤولين في الإمارة. وكان في مقدمة مستقبليه عند مدخل المبنى معالي الدكتور هادف بن جوعان الظاهري وزير العدل وأعضاء السلطة القضائية الاتحادية.
وأكد صاحب السمو حاكم الفجيرة في ذات السياق، بأن الخطوات القضائية المتسارعة التي تدشنها وزارة العدل بالدولة تدعو إلى المفخرة وتهدف جميعها إلى إنشاء جيل من أبناء هذا الوطن ممن يمتازون بالخبرة في المجالات القضائية والقانونية المتطورة التي تضاهي الدول المتقدمة في مجال القضاء وتطوره، وبما يتماشى مع متطلبات الجودة الشاملة للارتقاء بنوعية القضاء والعدل وفاعليته وفق المستويات العالمية ومتماشيا مع الرؤية الوطنية للإمارات 2021.
نقلة نوعية مهمة
وأشار سموه أن تنفيذ المشاريع القضائية والعدلية يعد نقلة نوعية مهمة في تاريخ القضاء في دولة الإمارات، حيث يجعل منها اسما يلمع في المحافل الدولية والمنظمات العالمية في هذا المجال المهم في المجتمع.
وفي بداية الحفل ألقى كلمة معالي وزير العدل كلمة رحب فيها بصاحب السمو حاكم الفجيرة لرعاية افتتاح المبنى الجديد وكذلك الحضور. منوها بقوله: "إنه يأتي تتويجاً لتوجيهاته السامية بالتأكيد على استقلالية القضاء، وتوفير كل ما يدعم وزارة العدل والدور المنوط به.
ودعما لجهود منسوبي وزارة العدل وعملهم المستمر للخروج بهذا المشروع الذي يعد نموذجاً لفن العمارة الإسلامية، من خلال تجسيده بأحدث الطرز المعمارية التي تؤكد هوية الإمارات الوطنية، وتجمع بين الأصالة والمعاصرة في أرقي صورها وأحدث النظم التقنية والتكنولوجية والكفاءات البشرية.
وأكد معاليه أن هذه الرعاية تعد تواصلاً وامتداداً لما يحظى به القضاء والعاملون فيه من دعم واهتمام من ولاة الأمر بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وأصحاب السمو حكام الإمارات، حفظهم الله، ودعمهم المستمر لكل ما من شأنه خدمة المواطن في كافة نواحي الحياة، وبما يسهم في تعزيز آليات العمل لتحقيق أعلى مستويات الأداء والمنافسة والريادة عالميا.
وأكد معاليه بهذه المناسبة أن وزارة العدل لم تأل جهدا في سبيل تنفيذ تطلعات ولاة الأمر للرقي بمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين من خلال خطتها الإستراتيجية التي ترجمت إلى مشاريع ومبادرات وأهداف محددة يتم متابعتها بشكل دائم. وتضمن حفل الافتتاح عرضا لفيلم وثائقي يوضح نبذة مختصرة عن مسيرة القضاء في الدولة وفي إمارة الفجيرة تحديدا، وكذلك تفاصيل عن المبنى ودوائر المحاكم والنيابات فيه وأعمالها، وتكريم الرعيل الأول من العاملين في مجال القضاء بالإمارة.
وقائع وإشادات
عقب حفل الافتتاح قام صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة بجولة في أروقة المبنى رافقه فيها وزير العدل وكبار المسؤولين في الوزارة ورؤساء المحاكم الاتحادية تفقد خلالها قاعات المحاكم الاتحادية الابتدائية والاستئنافية والمحاكم الشرعية ومكاتب النيابة العامة ومراكز خدمة العملاء. كما افتتح سموه المتحف القضائي وهو أول متحف قضائي وقانوني على مستوى المحاكم الاتحادي يلخص مسيرة القضاء في إمارة الفجيرة. حيث يضم المراسيم الأميرية التي أصدرها المغفور له الشيخ محمد بن حمد الشرقي، رحمه الله، بتشكيل محكمة الفجيرة .
والتي تعود إلى العام 1969 وقانون تشكيل المحكمة وتعديلاته، وكذلك بعض الصور القديمة للمحكمة في بداية إنشائها وبعض سجلات المحكمة الشرعية وسجل الصكوك الشرعية، وملفات عدد من الدعاوى القديمة وسجل المخالفات الخاص بالنيابة وأدوات وأختام كانت تستخدم في المحكمة في بداية إنشائها.
وفي ختام حفل الافتتاح تلقى صاحب السمو حاكم الفجيرة هدية تذكارية عبارة عن مجسم كرستالي لمبنى دار القضاء قدمها له وزير العدل باسمه وباسم جميع العاملين في الوزارة تقديراً لسموه وعرفاناً بالجميل.
وبهذه المناسبة، قال القاضي عبدالله سليمان السلامي رئيس محكمة الفجيرة الاتحادية الاستئنافية: "يعد هذا المبنى مفخرة لنا وحلماً تحقق لأبناء المنطقة والذين كانوا يعانون من صعوبات كثيرة في المبنى القديم".
وأضاف السلامي في حديثه: "أن من أهم ايجابيات المبنى الجديد، انه سهل على المراجعين وخفف عنهم العبء، كما أن هذا المبنى أعطى هيبة للقضاء ستنعكس على زيادة ثقة المراجعين به واللجوء إليه، ووفر لهم الطمأنينة والهدوء والاستقرار وبنفس الوقت وفر الراحة النفسية للموظفين والقضاة الذين يعملون فيه.
وأشار القاضي الدكتور محمد عبيد الكعبي رئيس محكمة الفجيرة الاتحادية الابتدائية إلى أن دار القضاء الجديدة تضم جميع المحاكم الاتحادية والشرعية على اختلاف درجاتها (الابتدائية والاستئنافية) والنيابة العامة بجميع فروعها وتخصصاتها في إمارة الفجيرة وما تحتاجه من مكاتب وقاعات للجلسات وللاجتماعات واستراحات لانتظار المتقاضين والمراجعين وأماكن خاصة بالموقوفين وغيرها.
وعبر المستشار سعيد خلفان الذباحي رئيس نيابة الفجيرة الكلية عن سعادته بافتتاح المبنى. وأوضح إلى أن دار القضاء في الفجيرة قصر آخر من قصور العدل في الدولة، وأنه سيقدم خدمة كبيرة للمراجعين من خلال تسهيل وتخفيف العناء عنهم.


