أكد سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة الطيران المدني بدبي، الرئيس الأعلى لطيران الإمارات، أن القطاع الطبي في الإمارات في تطور مستمر، لافتاً إلى أن صناعة المعارض والمؤتمرات في دبي تزدهر وتنمو برعاية ودعم سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية رئيس هيئة الصحة في دبي، منوهاً في الوقت ذاته إلى أن أهمية المؤتمر العالمي لأمراض القلب الذي تستضيفه دبي كأول مدينة على مستوى الشرق الأوسط، حيث يعتبر حدثاً مهماً على صعيد المنطقة يشارك فيه نخبة من أشهر أطباء ومتخصصي القلب على مستوى العالم.

واشاد سموه بالتطور الذي تشهده الخدمات الطبية في مختلف المجالات، مثمناً جهود المنظمين للمؤتمر الذي يناقش أمراض القلب وتشخيصها وكيفية علاجها.

جاء ذلك في تصريحات على هامش افتتاح فعاليات المؤتمر العالمي لأمراض القلب والمعرض الطبي المصاحب له والذي تستضيفه دبي كأول مدينة على مستوى الشرق الأوسط امس بمركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض بحضور قاضي سعيد المروشد مدير عام هيئة الصحة بدبي، والبروفيسور سيدني سميث رئيس الاتحاد العالمي لأمراض القلب.

وعدد من المسؤولين والمعنيين في القطاع الصحي، وأكثر من 12 ألف مشارك، وممثلون عن الشبكة الأفريقية للقلب، والجمعية المصرية لأمراض القلب، والجمعية الأوروبية لأمراض القلب، وجمعية القلب الأميركية، والجمعية السعودية للقلب، وجامعة أكسفورد، وجمعية أمراض القلب للاتحاد الروسي، والجمعية التركية لأمراض القلب ويستمر أربعة أيام.

وألقى قاضي سعيد المروشد مدير عام هيئة الصحة بدبي، كلمة أكد خلالها أهمية هذا المؤتمر الذي تنظمه هيئة الصحة بدبي بالتعاون مع الاتحاد العالمي لأمراض القلب وجمعية القلب الإماراتية، ضمن الجهود المستمرة لنقل الخبرات والتجارب العالمية وتسخيرها لتحسين حياة المرضى.

وقال المروشد إن استضافة دولة الإمارات لهذا المؤتمر تؤكد التزامها في تحقيق التواصل بين أطباء القلب وبما يساهم في تطوير وتعزيز المعرفة العلمية والوصول إلى أفضل البروتوكولات الخاصة برعاية المرضى وفقاً للمعايير العالمية في هذا المجال.

وأوضح مدير عام هيئة الصحة بدبي أن اختيار مدينة دبي لاستضافة هذا المؤتمر، إنما يعكس الثقة العالمية بقدرة الدولة وبنجاحاتها المستمرة على استضافة الملتقيات العالمية، كما يؤكد السمعة المتميزة والمكانة المرموقـة التي وصلت إليها دولـة الإمارات، بفضل توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.

وأكد المروشد أهمية هذا المؤتمر الذي يعد منصة مهمة ومنبراً لأطباء أمراض القلب المتخصصين في الرعاية الصحية والجمعيات الطبية، والمؤسسات الخاصة بأمراض القلب وطلاب الطب في هذا التخصص، لافتاً إلى أن انعقاد هذا المؤتمر بهذا الحجم يساعد في خلق الوعي المطلوب بين كافة شرائح المجتمع باعتباره منبراً لمناقشة أحدث التقنيات والإجراءات المستخدمة في علاج الأمراض القلبية.

وقال المروشد إن فعاليات المؤتمر ستتضمن بثاً مباشراً لعلاج حالتين مرضيتين معقدتين من غرف القسطرة القلبية بمستشفيات الهيئة إلى قاعات المؤتمر بمركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض، إحداهما لتغيير الصمام الأبهر عن طريق القسطرة والثانية لزراعة دعامة للقلب قابلة للذوبان بعد تسعة أشهر، وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها بث مثل هذه العمليات إلى قاعات المؤتمر.

 

خطة استراتيجية

واستعرض البروفيسور سيدني سميث جونيور جيم، رئيس الاتحاد العالمي لأمراض القلب، الخطة الاستراتيجية للاتحاد ودعم الجهود العالمية في مجال الوقاية والحد من تزايد الإصابة بأمراض القلب والشرايين، وقال نريد تقليص نسبة المعرضين للإصابة في أمراض القلب في عام 2020 بنسبة 25 % على مستوى العالم، لافتاً إلى أن أعداد المعرضين للإصابة بأمراض القلب في الدولة المتقدمة سوف تزيد بنسبة 10 % في 2020، وفي الدولة النامية بنسبة 20 %، حيث سيزيد الرقم في هذه الدول النامية بنحو 55 % عما هو عليه في الوقت الحالي وذلك بسبب النمط السريع للحياة.

وأوضح البروفسور سميث أن المؤتمر العالمي لأمراض القلب الذي ينعقد على مدار أربعة أيام يجتمع الخبراء في العالم في مجال صحة القلب، والأمراض القلبية الوعائية والسكتة الدماغية حيث سيناقش آخر التطورات العلمية في مجال أمراض القلب.

وقال إن المؤتمر سيناقش 1176 ورقة عمل من 95 دولة يقدمها 570 متحدثاً ورؤساء منظمات القلب من 79 دولة، مشيراً إلى أهمية المؤتمر الذي سيلعب دوراً حيوياً في مساعدة ممثلي البلدان المتقدمة والنامية لتبادل العلم وبناء القدرات وتنمية الشراكات التي تساعد في مكافحة أمراض القلب والأوعية الدموية التي تعد القاتل الأول في العالم.

 

ريادة دبي

من جانبه، ألقى الدكتور فهد باصليب استشاري ورئيس قسم القلب بمستشفى راشد ورئيس جمعية الإمارات للقلب كلمة عبر خلالها عن فخره وزملائه بجمعية القلب الإماراتية باستضافة دبي لهذا الحدث العالمي، الذي يؤكد ريادة دبي ويرسخ مكانتها كوجهة مثالية لكبرى المؤتمرات العالمية.

وقال الدكتور باصليب إن أمراض القلب والأوعية الدموية أصبحت تعد العامل الرئيسي للوفاة في العالم بشكل عام، وفي دولة الإمارات بشكل خاص، مشيراً إلى وجود حالة وفاة من بين كل 4 حالات في الإمارات سببها أمراض القلب والأوعية الدموية، ومن المرجح أن تزيد هذه الأرقام نتيجة ارتفاع معدل انتشار عوامل الخطر في مجتمعنا مثل كمرض السكري، ارتفاع ضغط الدم، التدخين، ارتفاع الكولسترول، وأنماط الحياة غير الصحية.

واستعرض الدكتور باصليب الجهود التي تقوم بها جمعية القلب الإماراتية للتوعية بأمراض القلب والشرايين وتعزيز الجانب الوقائي بين مختلف شرائح المجتمع.

وقال الدكتور باصليب إن المؤتمر الذي يعد أكبر تجمع لمتخصصي أمراض القلب سيشكل فرصة ثمينة أمام الأطباء والمتخصصين لبحث آخر التطورات العلمية في مجال طب القلب واستراتيجيات الوقاية والتشخيص والعلاج، خاصة وان أمراض القلب والشرايين باتت تعد المسبب الأول للوفيات.

 

جلسات المؤتمر

قال الدكتور باصليب إن المؤتمر سيتضمن أكثر من 1000 جلسة علمية وورشة عمل يقدمها متحدثون من مختلف دول العالم تتناول كافة الجوانب المتعلقة بأمراض القلب والشرايين من حيث الوقاية والتشخيص والعلاج حيث سيناقش خلال جلساته العلمية عدداً من المحاور المتعلقة بأمراض صمامات القلب، وأمراض الشرايين التاجية، والأساليب الحديثة لعلاجها عن طريق الجراحة أو بواسطة البالونات والشبكات التي تزرع داخل شرايين القلب، وطرق تشخيص أمراض القلب بواسطة الأشعة أو الموجات الصوتية، كما سيتم مناقشة الأساليب العلاجية الحديثة لبعض الحالات المرضية الصعبة.

وأضاف أن المؤتمر سيناقش قصور عضلة القلب المزمن وأحدث طرق العلاج المتوافرة مع التركيز على آخر ما توصلت إليه الصناعات الدوائية لمعالجة أمراض شرايين القلب مثل مضادات الصفائح الدموية التي تعتبر من الأدوية الرئيسة في وقاية ومعالجة أمراض القلب الشريانية بما فيها الجلطة القلبية الحادة.

بدوره قال الدكتور عبيد الجاسم استشاري جراحة القلب والصدر رئيس قسم جراحة القلب والصدر في هيئة الصحة بدبي إن 25 % من المقيمين في دولة الإمارات معرضون للإصابة بأمراض القلب و50 % يحتاجون إلى تدخل عن طريق القسطرة والجراحة، وذلك بسبب نمط الحياة، لافتاً إلى أن معدل العمر للإصابة بأمراض القلب في الإمارات 50 إلى 55 سنة بينما المعدل في اوروبا واميركا من 65 إلى 70 سنة، وأن أكثر مرض شائع في أمراض القلب لدى الكبار هو انسداد شرايين القلب.

 

المعرض المصاحب

بعد ذلك افتتح سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة الطيران المدني بدبي، الرئيس الأعلى، الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات، رئيس مطارات دبي، يرافقه قاضي سعيد المروشد مدير عام هيئة الصحة، والبروفيسور سيدني سميث رئيس الاتحاد العالمي للقلب، المعرض المصاحب للمؤتمر، والذي تشارك به كبرى الشركات العالمية من 130 دولة، حيث استمع سموه من العارضين حول احدث الأجهزة والتقنيات والمعدات الطبية المتعلقة بتشخيص وعلاج أمراض القلب والشرايين.

 

تفقد

وتفقد سموه خلال الزيارة جناح هيئة الصحة بدبي حيث استمع من أطباء الهيئة إلى شرح تفصيلي حول حملات التوعية المستمرة التي تنظمها الهيئة ضمن استراتيجيتها التي تركز على الوقاية من مختلف الأمراض والحد من انتشارها كحملة «دبي بلا تبغ» و«حملة الوقاية من مرض السكري وكيفية التعايش مع المرض» والجهود التي تقوم بها الهيئة لتعزيز أنماط الحياة الصحية لدى فئات المجتمع.

 

حملة للتوعية بصحة القلب

كما شارك سمو الشيخ احمد بن سعيد رئيس هيئة الطيران المدني بدبي، الرئيس الأعلى لطيران الإمارات، في الحملة التي تنظمها هيئة الصحة بدبي بالتعاون مع جمعية القلب الإماراتية والاتحاد العالمي لأمراض القلب للتوعية بأهمية صحة القلب تحت شعار: «سلامة قلبك» من خلال مشاركته ببناء نموذج اكبر قلب مصنوع من الورق القابل لإعادة التدوير والتي استمرت على ثلاث مراحل واعتمدت استخدام أساليب التوعية البيئية.. حيث كانت المرحلة الأولى للحملة في فبراير الماضي.

وركزت على توعية 500 من أطفال المدارس في حديقة زعبيل وشملت محاضرات بلغة بسيطة لتعريف الأطفال بأهمية الغذاء الصحي وممارسة الرياضة.. وتلا ذلك المرحلة الثانية في مارس الماضي وكانت مخصصة للمراهقين من سن 14 إلى 17 سنة وتم التركيز خلالها على أهمية تجنب التدخين، بالإضافة إلى الطعام الصحي والرياضة للوقاية من أمراض القلب.. بينما تركز المرحلة الثالثة على توعية أفراد المجتمع المحلي بشكل عام بأهمية الوقاية من أمراض القلب والشرايين.

يذكر أن الاتحاد العالمي لجمعيات مرضى القلب يعد منظمة غير حكومية تهدف إلى نشر الوعي الصحي والحد من انتشار أمراض القلب والشرايين وإيجاد التزام عالمي للتعامل مع مشاكل الصحة القلبية والأوعية الدموية على مستوى السياسة العامة، وذلك من خلال ابتكار وتبادل الآراء والأفكار، والمشاركة بالممارسات الأفضل، فضلاً عن الدفع بعجلة المعرفة العلمية، والتشجيع على نقل المعرفة في مجال معالجة والتعامل مع مرض القلب والأوعية الدموية، المصنف باعتباره القاتل الأول الأشد فتكاً على مستوى العالم.

وهو اتحاد معترف به من قبل منظمة الصحة العالمية كشريك غير حكومي يعمل على تنظيم المبادرات المتعددة حول أمراض القلب والجلطات الدماغية وكيفية التعامل معها والسيطرة عليها، وهو منظمة ذات عضوية تتكون من 200 جمعية طبية لمرضى القلب من أكثر من 100 دولة في العالم.