تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، اختتمت جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للسلام العالمي، مساء أمس، مؤتمر دبي للسلام العالمي 2012م، حيث شهد المؤتمر 11 فعالية ومحاضرة في الفترتين الصباحية والمسائية، وضمت ندوة عامة للدكتور زاكر نايق حضرها أكثر من 30 ألف من جنسيات مختلفة، وشهدت إشهار إسلام 13 شخصاً.

وصرح الدكتور حمد الشيباني رئيس مجلس أمناء جائزة محمد بن راشد للسلام العالمي، أن احتضان دبي لهذا المؤتمر يأتي تكريساً لرؤاها حول مفاهيم السلام وفتح آفاق الحوار بين الشعوب والانفتاح على الآخر، بما يتيح المزيد من التقارب الإنساني المبني على أسس العدل والمساواة.

وقال: إن المؤتمر يستكمل المسيرة التي رسم أهدافها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لأنه يدل دلالة واضحة أن السلام لا يتحقق إلا في ظل العدل والمساواة، وهي القيم السامية المطبقة على أرض دولتنا بكل مكتسباتها المحلية والإقليمية والعالمية من احترامٍ وتقدير.

 

أنشطة وفعاليات

وأشار الدكتور الشيباني إلى أن اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة يعد من أهم التجارب التي أسست على قيم السلام والعدل والمساواة في عصرنا الحديث، من خلال مسيرة سلامٍ حافلة امتدت على مدار 40 عاماً هي عمر الاتحاد المجيد لدولة الإمارات، إذ غدا هذا الاسم رديفاً لكلمة السلام وواحة استقرار ينشدها القاصي والداني ليستفيء في ظلها.

وقال: إن إمارة دبي تضطلع اليوم بدورٍ رئيس في نشر مفاهيم السلام وتجذيرها في أذهان العامة، وذلك بإعطاء المثال الحي على الأرض وتخطي الشعارات والأقوال إلى الأفعال، وقال: إن هذه الإمارة الصغيرة احتضنت بمساحتها الكبيرة وبقامة حكامها ورحابة صدر أهلها أكثر من 200 جنسية على أرضها المعطاءة، وهي بذلك تجسد قيم السلام واقعاً عملياً مُعاشاً.

ولفت الشيباني إلى أن المؤتمر سبقه العديد من الأنشطة والفعاليات شملت نزول مظليين، ومشاركة عدد من الخيالة الذين رفعوا علم الدولة، والدخول إلى منطقة أبراج الإمارات، إضافة إلى القيام بعيادة المرضى في عدد من مستشفيات إمارة دبي، ومشاركة من بعض المظليين والطائرات العمودية ومناطيد عليها علم الإمارات وشعار مؤتمر دبي للسلام العالمي.

وأضاف الدكتور حمد الشيباني أن مؤتمر دبي للسلام العالمي شهد عدداً من الفعاليات والأنشطة منها فعالية ركن الأطفال والسوق، حيث أتاحت الجائزة الفرصة للأطفال لممارسة الألعاب المسلية والترفيهية كالرسم والمسابقات المختلفة بهدف صقل عقولهم وإنارة قلوبهم، ويستقبل المؤتمر الأطفال القادمين مع ذويهم من سن 5 إلى 14 سنة، لإتاحة الفرصة أمام الآباء لحضور الندوات والمحاضرات.

 

مزايا الإسلام

وقال: إن المؤتمر يهدف من تنظيم فعالية السوق الى خلق بيئة أعمال بين التجار والمستثمرين تستند الى النزاهة والصدق في كافة التعاملات التجارية، ويعزز المؤتمر من خلالها شبكة التبادلات التجارية بين المستثمرين بالاعتماد على الخدمات والمنتجات.

ومن جهته، قال الدكتور عمر الخطيب المنسق العام للجائزة، إن الجائزة هدفها إبراز خصائص الإسلام ومزاياه باعتباره عقيدة سمحة تتجلى فيه قيم التسامح والاعتدال والوسطية، ومد جسور التعاون مع الحضارات الأخرى والتواصل معها، وتعزيز العلاقات الدولية تحقيقاً للسلام العالمي، وتكريم الفئات والجهات التي لها إسهامات متميزة في قضية حفظ السلام في العالم، باعتباره وسيلة للتفاعل الحضاري بين الشعوب، وتنمية السلام والاستقرار في العالم، وتشجيع روح المبادرة والتميز في حفظ السلام العالمي، وتشجيع الحوار بين الأديان.

وقال: إن العلماء الضيوف ناقشوا القضايا المرتبطة بالسلام الدولي وإبراز تعاليم الدين الإسلامي التي تحض على النجاح والتصدي للرواسب الفكرية الخاطئة حول انحصار دور الدين في العبادات.

وتضمن يوم أمس محاضرة للشيخ محمد صالح بعنوان "دور الأم في نشأة أجيال السلام"، ومحاضرة للشيخ سعيد راجح بعنوان "كيف تبني أسرة سعيدة"، ومحاضرة بعنوان "الصحابة رضوان الله عليهم سفراء السلام" للشيخ عبدالباري يحي، ومحاضرة بعنوان "الحل لأزمات العالم" للشيخ محمد الشريف، ومحاضرة بعنوان "السلام في ضوء القرآن الكريم" للشيخ مايان كوتي، ثم محاضرة للشيخ يوسف استس عن "التعايش السلمي بين الحقيقة والخيال"، ومحاضرة للشيخ توفيق شودري بعنوان "ماذا بعد الموت؟"، ثم مناقشة عامة للشيخ زاكر نايق.

 

البعد عن التعصب

وقد احتشد العديد من الزوار والجمهور في أروقة مركز دبي التجاري العالمي للاستماع إلى الدكتور زاكر خلال ندوة حوارية مفتوحة لعموم الجمهور، طرح خلالها الحضور أسئلة حرجة وتلقوا أجوبة صريحة من الداعية الدكتور زاكر، وذلك في إطار فعاليات اليوم الثالث من المؤتمر.

واستهل نايق لقاءه مع الحشود التي حضرت للاستماع إليه بأنه يرغب في سماع الأصوات غير المسلمة تأكيداً منه على الانفتاح على الآخر، ليكون واقعاً ممارساً على الأرض، والبعد عن التعصب وتكريس الذهنية المتفتحة لاستيعاب ما يجول في أذهان شركائنا في الإنسانية عنا كمسلمين.

وجاء السؤال الأول من أحد معتنقي الديانة المسيحية، مستفسراً عن جزئية هل المسيح عليه السلام أفضل منزلة من النبي محمد صلى الله عليه وسلم، نظراً لأن ولادته كانت مختلفة من غير أب ووفاته أيضاً مختلفة. فرّد الدكتور زاكر بكل هدوء وروية عكست فهماً جلياً للسؤال والطبيعة التي ينبغي أن تكون عليها الإجابة، فقال: "لقد ولد سيدنا آدم عليه السلام أيضاً بطريقة أكثر غرابةً، إذ جاءت ولادته من غير أب وأم، ومع هذا فإن ذلك لا يعني أنه مقدم على المسيح عليه السلام في المنزلة".

وعلّق الدكتور حمد الشيباني رئيس مجلس أمناء جائزة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للسلام على محاضرة الدكتور زاكر بقوله: لقد أنار الدكتور زاكر القلوب والعقول بإجابته المفحمة والمقنعة لمن أراد أن يتبع طريق الرشاد والحق، وأعتقد أن مشاركته في هذا المؤتمر كانت تكريساً لأهدافنا في خلق فضاء تفاعلي يتبادل فيه المشاركون أفكارهم بكل حرية وانفتاح بما يخدم توجهات السلام المنشودة".