أكد معالي حميد القطامي وزير التربية والتعليم رئيس مجلس إدارة الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية أن تعزيز قدرات الموظفين وتطوير مهاراتهم أحد أبرز الأولويات لدى الحكومة الاتحادية، وذلك عبر استقطاب الكفاءات البشرية المؤهلة وتحفيزها والمحافظة عليها في الوظائف المستهدفة، ضمن السياسات والبرامج والأنظمة الخاصة بالموارد البشرية، ووفق معايير الجودة والكفاءة والشفافية.
جاء ذلك خلال افتتاحه المؤتمر العربي الأول لإدارة الموارد البشرية وتنميتها، بحضور ستة وزراء عرب من وزراء التنمية الإدارية والتطوير الإداري، ورؤساء الأجهزة المركزية المسؤولة عن الخدمة المدنية، والوكلاء والأمناء العاملين في الوزارات والهيئات المركزية، اضافة إلى أكثر من 400 خبير ومتخصص، والذي تنظمه الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية والمنظمة العربية للتنمية الإدارية، تحت عنوان «توفر الموارد وتحديات الإدارة في بيئة متغيرة».
وأكد القطامي أهمية تنظيم هذا المؤتمر، الذي يأتي التزاماً بتوجهات الحكومة الرشيدة لدولة الإمارات، الرامية إلى الاستثمار في تطوير الموارد البشرية وتنميتها، وتجسيداً لرؤية الإمارات 2021، التي تؤكد في مجمل توجهاتها على رغبة الدولة في أن تكون واحدة من أفضل دول العالم بحلول العام 2021، من خلال الوصول إلى مكانة تتميز فيها الموارد البشرية وتتمتع بالكفاءة والفاعلية، وتضطلع بدور محوري في تحقيق رؤية حكومة الدولة.
وبدوره أشار الدكتور عبد الرحمن العور، مدير عام الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية، إلى أهمية المؤتمر الذي يجمع خبراء ومختصين ومهتمين في تنمية وتطوير الموارد البشرية من مختلف الدول العربية، لتبادل وجهات النظر، وتسليط الضوء على أبرز التجارب محلياً وعربياً ودولياً، فيما يتعلق بالنهوض بهذا القطاع، في وقت بات التركيز منصباً عليه أكثر من أي وقت مضى، في ظل التغيرات المتسارعة، والتي تحتاج إلى مواكبة بشكل دائم.
وقال العور: «لقد أخذت الهيئة على عاتقها عقد مؤتمر سنوي متخصص في مجال الموارد البشرية، ليأتي هذا العام بالشراكة مع المنظمة العربية للتنمية الإدارية، لتسليط الضوء على قضية توفر الموارد وتحديات الإدارة في بيئة متغيرة، نظراً لالتقاء الأهداف والتوجهات الرامية إلى تعزيز قدرات الموظفين وتطوير مهاراتهم، كأحد أبرز الأولويات التي تسعى مختلف بلدان العالم إلى تحقيقها».
أهمية رأس المال
وقال الدكتور رفعت الفاعوري مدير عام المنظمة العربية للتنمية الإدارية إن المؤتمر يركز على إبراز أهمية رأس المال البشري باعتباره المحرك للموارد الأخرى، والقادر على تعظيم الفائدة منها لخدمة الإنسان العربي، معبراً عن أهمية الشراكة التي تحققت مع الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية لعقد هذا المؤتمر، حيث توافقت الأهداف والتقت التوجهات والاهتمامات في كل ما يخص الموارد البشرية، لما لها من دور فاعل، باعتبارها معول التغيير ورأس المال الحقيقي لأي مجتمع يسعى لتحقيق التنمية المستدامة.
وأضاف الفاعوري: «تزخر المنطقة العربية بموارد استراتيجية متنوعة أهلتها لتكون مركز العالم وبؤرة اهتمام الدول المتقدمة والنامية على حد سواء، ومع أهمية الموارد المادية، يظل المورد البشري والإنسان العربي هو المورد الأعلى والأسمى والدائم». وأشار إلى الإحصائيات التي تبين أن نحو 60 % من سكان الوطن العربي الذين يزيد عددهم على 225 مليون نسمة هم من فئة الشباب، الأمر الذي يخلق تحدياً ملحاً في حسن إدارة هذا المورد والاستغلال الأمثل له.
وقدمت آمنة السويدي من إدارة تخطيط الموارد البشرية في الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية ورقة بعنوان «رفع مستوى الإنتاجية من خلال أنظمة قياس الأداء وسياسات التدريب»، تطرقت من خلالها إلى مبادئ نظام إدارة الأداء وركائزها، ودورة نظام إدارة أداء الموظفين، إضافة إلى أهمية نظام التدريب والتطوير والعلاقة التكاملية الخاصة ومبادئه وأهدافه ومراحله وأشكال التدريب المعتمد في النظام الأمثل.
دعم الاستراتيجية الشاملة
وأشارت ليلى السويدي مدير إدارة نظام تقييم الأداء والمتابعة في الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية في الورقة الثانية إلى أهمية استراتيجية الموارد البشرية وتفعيل دور الموارد البشرية في تحقيق أهداف الحكومة الاتحادية، المتوسطة وطويلة الأمد، ودعم الاستراتيجية الشاملة للحكومة الاتحادية لدولة الإمارات العربية المتحدة، ونظام حوكمة تطبيق الخطة الاستراتيجية لضمان التطبيق الفاعل، ثم تحديد مهام ومسؤوليات لكل المعنيين بالاستراتيجية.
وقالت «إن أهمية استراتيجية الموارد البشرية تقوم على تفعيل دور الموارد البشرية في تحقيق أهداف الحكومة الاتحادية المتوسطة وطويلة الأمد، وذلك في 19 وزارة و39 هيئة ومؤسسة اتحادية، ودعم الاستراتيجية الشاملة للحكومة الاتحادية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وبيان كيف أن المبادرات المرتبطة بإدارة الموارد البشرية تمكن الحكومة من تحقيق استراتيجيتها بفاعلية، وتقديم منهجية مترابطة ومتكاملة لإدارة الأفراد، والتي تدعم التوجيهات الاستراتيجية للحكومة الاتحادية، وتسليط الضوء على أفضل الممارسات التي تحقق أهداف الحكومة الاستراتيجية في مجال الموارد البشرية والاستثمار الأمثل».
أوراق عمل
وقدم الدكتور علي السلمي نائب رئيس الوزراء للتنمية السياسية والتحول الديمقراطي ووزير قطاع الأعمال العام في جمهورية مصر العربية عمل تحت عنوان «التطورات الجارية في الوطن العربي ودورها في تطوير إدارة الموارد البشرية»، ناقش من خلالها عدداً من أهم المواضيع الحيوية في الموارد البشرية في الوقت الراهن، وكان أبرزها دور المورد البشري في إحداث التغيير المجتمعي، وأهمية إدارة السلوك المجتمعي.
حيث تطرق إلى التطورات التاريخية التي يشهدها العالم العربي والواقع العربي الجديد، حيث صنف مصادر التغيير في ورقته بثلاثة مصادر ذاتية وإقليمية، وأخرى عالمية، حيث أكد على أن دورة التغيير المجتمعي تأتي من اختلال التوازن، وتسعى إلى تحقيق التوازن، مبيناً الاستراتيجيات الواجب اتباعها لاستعادة التوازن والعوامل المؤثرة ومتطلباتها المعرفية وكيفية إدارة الموارد البشرية في تطبيق التغير الجديد.
وقدم الدكتور مارك باتي من المملكة المتحدة ـ الرئيس المشارك لمجموعة أبحاث القياس في كلية مانشستر لإدارة الأعمال بعنوان «اكتشاف التميز ورعاية المبدعين»، مستشهداً بنماذج من شركات عالمية ركزت على رعاية الموظفين أصحاب الأفكار المبتكرة والمتجددة، وعلى حرص هذه الشركات على تقديم الدعم المطلوب لهم بما يسهم في تطوير المنشآت العاملين بها، وتحسين خدماتها والارتقاء بمنتجاتها. كما بين الدكتور باتي أهمية العمل على خلق بيئة تحفيزية للموظفين تمكنهم من استغلال مواهبهم ومهاراتهم الفكرية في تقديم الخطط والأفكار المبتكرة والمهمة.
