قام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بالتوقيع على النسخة الفرنسية من كتابه «سرد الذات»، وذلك في حفل أقيم مساء أمس بالعاصمة الفرنسية باريس بهذه المناسبة وسط حفاوة كبيرة من قِبَل كبار المسؤولين الفرنسيين وأصحاب ومُلاك دور النشر الفرنسية. وتُعد هذه النسخة الرابعة لترجمة كتاب سرد الذات، بعد ترجمته إلى اللغات الإنجليزية والإسبانية والألمانية .
وتأتي هذه المبادرة من صاحب السمو حاكم الشارقة فى إطار الاهتمام الكبير الذي يوليه سموه لحركة الترجمة من اللغة العربية إلى اللغات الأجنبية، وحرصه على ذلك حتى يتمكن من تحقيق التقارب مع الآخر في نشر الثقافة العربية وتعريف الآخر بها، ومن أجل الوصول إلى أفضل مستويات من المعرفة، ومن أجل تبيان الحقائق ودحض كل ما من شأنه التشويه والتدليس والإساءة أو الشك في الثقافة العربية.
وكان حفل التوقيع على النسخة الفرنسية من كتاب «سرد الذات» قد بدأ بوصول راعي الحفل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، إلى موقع الفعالية، حيث كان في استقباله الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للإعلام، والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق» رئيس جمعية الناشرين الإماراتيين، والسفير محمد مير عبد الله الرئيسي سفير الدولة لدى الجمهورية الفرنسية.
كما كان فى استقبال سموه آرنولد ميونيك مستشار الرئيس الفرنسي للشؤون الصحية، وفريدريك ميتران وزير الثقافة الفرنسي، وعبدالله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام، والدكتور عمرو عبد الحميد مستشار صاحب السمو حاكم الشارقة لشؤون التعليم العالي، وأحمد بن ركاض العامري مدير معرض الشارقة الدولي للكتاب، والدكتور سامي محمود مدير جامعة الشارقة، ومروان السركال المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير، وراشد الكوس مدير مشروع ثقافة بلا حدود، وأسامة سمرة مدير مركز الشارقة الإعلامي، وعدد من السفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي العرب العاملين في فرنسا، وممثلي اليونيسكو ومديري الجامعات والأكاديميين والساسة والمثقفين.
وألقى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، كلمة أعرب فيها سموه عن بالغ إعجابه بفرنسا بشكل عام، وباريس بشكل خاص، لما لها من دور في ترسيخ الثقافات الإنسانية واحترام الحريات الفكرية والنهوض بالآداب والفنون والتراث وتشجيعها للإبداع بمختلف أنواعه وأشكاله.
وقال سموه في كلمته « أرحب بكم في هذا اللقاء وإنني لسعيد بأن أكون في فرنسا، وريثة قرن الأنوار قرن حرية التعبير مع فولتير وكلماته «أنا أخالفك الرأي، لكنني على استعداد بأن أدفع حياتي ثمناً لتعبِّر عن رأيك».. قرن ميلاد الموسوعة والموسوعيين مع الفيلسوف ديدروقرن العقد الاجتماعي وكتاب «أميل لتربية الأطفال» مع جان جاك روسو قرن روح القوانين والشرائع مع مونتسكيو قرن نشأة العلوم الطبيعية، إن تلك الأنوار لا تزال تشع في هذه المدينة، باريس، بلد الثقافة والإنسانية، عندما أتجول فيها أتخيل وكأنني في قمة الدنيا، إن مبانيها ليست من الحجر وإنما من لحم ودم وإحساس .. سلِمت يا باريس ولتستمري في عطائك من حرية وثقافة وفنون».
وتخلل الحفل عرض فيلم تسجيل تعريفي بكتاب «سرد الذات» لصاحب السمو حاكم الشارقة وفصوله ومحتوياته، بالإضافة إلى عرض للرسم على الرمال، تم من خلاله تجسيد بعض أبرز المحطات والأحداث التي تم سردها في الكتاب بأسلوب شيق نال إعجاب الحضور.
ثم دُعي الحضور لتناول مأدبة العشاء التي أقامها صاحب السمو حاكم الشارقة على شرف إصدار النسخة الفرنسية من كتابه «سرد الذات» وتكريماً لحضور الحفل.
وكان الحفل قد استُهل بكلمة للتعريف بصاحب السمو حاكم الشارقة وأهم إنجازاته الفكرية والأدبية والثقافية، وللتعريف بالكتاب المحتفى به في هذا اليوم، قدمها البروفيسور فريدريك أوزسيل، وبدأها باقتباسة من أحد مؤلفات سموه .. والتي قال فيها: «عند رؤيتي مشهد الجنود المسلحين لم يكن أمام روح المسرح التي تسكنني سوى أن تلتجىء إلى ضميري وتترسخ فيه.. عندها فهمت قوة المسرح العظمى، خاصة في وجه من لايحتمل رأي الآخر، وفهمت بما لا يقبل الشك الدور الخطير والمهم الذي يمكن أن يلعبه المسرح في حياة الشعوب».
وعلق فريدريك على هذه الاقتباسة قائلًا «هذه العبارات المتوهجة هي عبارات رجل لديه وعي عميق بالثقافة والإنسانية .. هي عبارات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة .. والليلة تقع على عاتقي مسؤولية جسيمة في تقديمه».
3 مراحل في مسيرة سموه
وأضاف «خلال الأيام القليلة الماضية اكتشفت شخصية استثنائية، وبالطبع كمثل كل واحد منكم كنت أعرف صاحب السمو حاكم الشارقة ذي الاسم والصيت، ولكنني أقر وبكل تواضع أنني فوجئت لحجم أعماله وعمقها ومدى التزامه.. وسأتناول الحديث عنه في هذه الليلة من خلال 3 مجالات ومراحل، هى مرحلة الحائز على الشهادات، والأديب، ومرحلة الداعم والراعي والخيّر، ومرحلة الشاهد والكاتب.
وقال البروفيسور فريدريك إنه فى المرحلة الأولى مرحلة الحائز على الشهادات والأديب «فإن الشهادات الجامعية لصاحب السمو حاكم الشارقة هى شهادات مثيرة للإعجاب.. أطروحات دكتوراه في الفلسفة مع تخصص في التاريخ والجغرافيا في جامعات مرموقة، وشهادة جامعية في الهندسة الزراعية..
وعندما يفرغ من أطروحاته ينصرف للكتابة والنشر، وبالفعل فقد سبق له أن مثّل وكتب وأخرج عدداً من المسرحيات، وكثير منها ترجِم إلى الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والفارسية والألمانية والروسية والأوردو، وعندما يأخذ قسطاً من الراحة عن الكتابة، فإن صاحب السمو حاكم الشارقة يشجع الدراسات والنشر والبحوث العلمية.. ولا يفوتني أن أذكِّر بأنه قد نُصِّب وزيراً للتربية والتعليم بدولة الإمارات العربية المتحدة في بداية قيام اتحادها».
وأضاف البروفيسور فريدريك أوزسيل أنه فى المرحلة الثانية مرحلة الداعم والراعي والخيّر، فإن صاحب السمو حاكم الشارقة الذي يجلس بيننا اليوم كان بإمكانه أن يكتفي بإدارة زمام أمور إمارته وأن يشارك في إدارة اتحاد دولته، وهذه بحد ذاتها مسؤولية جسيمة بالطبع..
وكان من الممكن له أن يكتفي بالانشغال بشخصه وأن يكرس وقته لأسرته زوجته وأبنائه إلا أن الواقع والحقيقة، إنه يكرس جُلّ وقته للمؤسسات الخيرية والمشروعات الأكاديمية والتربوية، وله ولع كبير بالثقافة، ولا يقتصر همّه على الدعم فحسب، بل كان يعمل على نقل كل تلك الأعمال لكل من تصل إليه يده..
وقد تم منح سموه 15 دكتوراه فخرية من 13 دولة في 5 قارات، وكان قد شغل رئاسة شرف 6 اتحادات ومراكز ومعاهد أكاديمية وهو مؤسس لمراكز جامعية إسلامية في كندا والمملكة المتحدة.. كل هذا يدل على مدى تفاني هذه الشخصية وإيمانها بما تقوم به.



