أعرب ميخائيل ماسنيكوفيتش رئيس وزراء بيلاروس عن تقدير بلاده للسياسة الحكيمة لدولة الامارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله.
وقال ماسنيكوفيتش في حديث خاص لـ (وام)، إن سياسة سموه الحكيمة قادت الامارات الى مزيد من التطور والازدهار العمراني والسياحي والبنى التحتية والنمو الاقتصادي ووفرت الأمن والاستقرار للدولة.
وأشار الى ان بيلاروس تحرص على تطوير علاقات الصداقة والتعاون مع دولة الامارات في شتى المجالات الاقتصادية والعلمية والتكنولوجيا والاستثمارية .
وعبر عن سعادته بلقاء صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في قصر سموه بزعبيل خلال الاسبوع الجاري والذي تم خلاله بحث إمكانية فتح قنوات جديدة للاتصال بين دولة الامارات وجمهورية بيلاروس وبناء جسور للتعاون بين شعبي البلدين.
رغبة
وأبدى رغبة بلاده في إقامة مشروعات مشتركة مع دولة الامارات في مجالات الصناعة والاختراعات العلمية والطبية والتقنية، مشيراً الى أن تحول الإمارات الى اقتصاد المعرفة يفتح باباً جديداً أمام بيلاروس لتصبح شريكاً للامارات في هذا المجال.
ونوه في هذا الصدد الى ان بيلاورس اصبحت اليوم ملاذاً للشركات التقنية الاوروبية التي تستمر في مشروعات التقنية والصناعات الدقيقة للانطلاق الى الأسواق الأوروبية والعالمية.
وقدر حجم الاستثمارات الأجنبية في بلاده العام الماضي بحوالي 19 مليار دولار اميركي من بينها استثمارات قطرية وعمانية وهي ضعف حجم الاستثمارات الاجنبية في عام 2010.
وردا على سؤال حول زيارته لدولة الإمارات .. قال " إنها الاولى التي يقوم بها الى الدولة وأتاحت له التعرف على قيادة الامارات الرشيدة " . . وأعرب عن امتنانه لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة .
وأضاف " لقد أدهشني التطور المذهل في دولة الامارات والخدمات والبنى التحتية الراقية والمدن العمرانية الجديدة والمنتجعات والمرافق السياحية ومراكز التسوق الحديثة والتي قلما يوجد لها مثيل في العالم " .
وحول تطور العلاقات بين البلدين أوضح رئيس وزراء بيلاروس أنه سيتم الاحتفال في أكتوبر المقبل بالذكرى العشرين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية بيلاروس ودولة الإمارات العربية المتحدة .
وقال " رغم انها فترة قصيرة نسيباً الا أنها كانت كافية للتعرف على بعضنا البعض وترسيخ أسس التعاون المستقبلي من خلال اللجنة المشتركة بين البلدين الصديقين " .. مشيراً إلى أنه تم خلال هذه الفترة بناء نظرة مشتركة ازاء العديد من القضايا الاقليمية والدولية في كثير من المسائل .. ولدينا موقف مشترك إزاء القضايا الدولية الاساسية .
مجالات التعاون
وأكد أن هناك مجالات عدة للتعاون بين البلدين، خاصة في المشروعات الصناعية مشيرا إلى وجود أسس وطيدة لبناء علاقات الشراكة بين الامارات وبيلاروس مستندة على الاحترام والمصلحة المتبادلة خاصة بعد الزيارات التي قام بها رئيس جمهورية بيلاروس إلى دولة الإمارات العربية المتحدة عامي 2000 و 2007 .. لافتا الى أن تلك الزيارتين وضعتا الاسس لعلاقات الصداقة والثقة بين بلدينا.
وقال " اننا ندعم هذه العلاقات باهتمام كبير ونحرص على تطويرها ونقدر الاتصالات القوية بين قيادتي جمهورية بيلاروس ودولة الامارات العربية المتحدة ولهذا السبب نسير على أسس السياسة المفتوحة التي تحكم النظرة المشتركة لعلاقات البلدين ".
وحول ما اذا كانت هناك اتفاقيات مشتركة سيتم التوصل اليها قريباً أوضح رئيس وزراء بيلاروس ان اقتصاداتنا تكمل بعضها البعض وهناك إمكانيات واسعة للتعاون في مجال الاقتصاد والتجارة .. مشيراً الى أن الموضوع الرئيسي للمحادثات التي اجراها في ابوظبي ودبي وهو تطوير التعاون في المجال الاقتصادي.
واعتبر أن الحوار المباشر بين الشركات المعنية في البلدين مع المساعدة النشيطة من جانب الدولة أمر ضروري لتنشيط المبادرات الاقتصادية لإقامة المشروعات المشتركة وتشجيع الأعمال الخاصة .. لافتاً الى ان الدولة تلعب دوراً مهماً في حماية وضمان الاستثمارات من خلال القوانين الحكومية الصارمة.
ونوه رئيس وزراء بيلاروس الى أنه تم اعداد اتفاقية لإنشاء اللجنة الاماراتية البيلاروسية المشتركة لتحقيق التعاون الاقتصادي وتوفير المعلومات حول شروط الاعمال في لدي البلدين وبحث طرق تطوير التجارة المتبادلة وتوسيع التدفق الاستثماري.
وقال إن عمل اللجنة المشتركة سيسمح لنا أن ننتج الحلول الجديدة في شأن تشجيع التعاون الاقتصادي ونحدد المشاريع الواعدة لتنفيذها المشترك في المستقبل القريب .. معرباً عن امله في انعقاد الدورة الاولى للجنة المشتركة في ربيع هذا العام.
وأشار الى ان بيلاروس تسعى لبناء التعاون الشامل مع دولة الإمارات العربية المتحدة ليس في مجال المصالح الاقتصادية فقط بل كذلك في مجال العلوم والرياضة والسياحة والثقافة.
الشراكة
وعن احتمالات التوصل الى الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية مع دولة الإمارات قال " اذا اخذنا بعين الاعتبار علاقات الصداقة التي تربط بين البلدين وكذلك الاستقرار السياسي ووتائر النمو الاقتصادي والاجتماعي للإمارات فإنها تعتبر شريكاً اقتصادياً مهماً لجمهورية بيلاروس في منطقة الشرق الأوسط. وأضاف " لقد انتهت بشكل عام صياغة أطر قانونية تنظم التعاون في مجال الاقتصاد ووقع الطرفان على اتفاقية التعاون الاقتصادي والتجاري اضافة الى اتفاقية بشأن الحماية المتبادلة للاستثمارات واتفاقية تجنب الازدواج الضريبي ".
وأكد أن اقتصاد دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية بيلاروس يتسمان بالانفتاح ولا تطبقان أية إجراءات مسبقة في التجارة المتبادلة وتم خلق ظروف ملائمة للأعمال في كلا البلدين وتوجد بنية تحتية متطورة للتجارة الخارجية..كما أن هناك طلبا كبيرا في السوق الإماراتي وأسواق دول مجلس التعاون الخليجي على مجموعة واسعة من منتجات قطاع البناء والبتروكيماويات وصناعة الأدوية والأغذية البيلاروسية.
وأشاد بالمشروعات الضخمة التي تجري في دولة الإمارات العربية المتحدة وباقي دول الخليج في مجال البنية التحتية الى جانب تطوير سريع لقطاع البناء " .. مؤكدا ان جمهورية بيلاروس بدورها مستعدة للمشاركة في إنجاز هذه المشاريع عن طريق توفير المعدات اللازمة وأدوات بناء الطرق والانضمام الى المشاريع المشتركة في دول ثالثة.
وأشار الى انه نظراً للموقع الجغرافي المميز لدولة الإمارات العربية المتحدة فإنه يفتح امامنا منفذاً الى أسواق دول الخليج وأسواق سائر بلدان آسيا وإفريقيا وبفضل البنية التحتية المتقدمة في مجال النقل والمواصلات فإن هناك ثمة إمكانيات جيدة لإعادة تصدير بضائع بيلاروسية عبر دولة الامارات.
ولفت الى ان هناك آفاقا واسعة للتعاون بين البلدين عبر إنشاء مصانع التجميع في مجال بناء المعدات في الامارات على أساس التكنولوجيا البيلاروسية لتغطية إحتياجيات اقتصاد دولة الإمارات العربية المتحدة وكذلك لإعادة تصدير منتجات مشتركة الى بلاد أخرى.
وذكر أنه توجد إمكانيات كبيرة لتوريد منتجات صناعة الآلات وكذلك معدات خاصة للعمل في حقول النفط والغاز وصناعة التعدين وبناء منشآت هيدروتيكنيكية الى جانب توريد منتجات صب المعادن وصناعة الأدوات والأجهزة ومنتجات قطاع البيتروكيماويات.
وأوضح انه يوجد في جمهورية بيلاروس قطاع الزراعة المتطورة إلى جانب طاقات التصنيع وبوسع بلدنا أن يغطي الطلب على المواد الغذائية الطبيعية العالية الجودة التي تستوردها دولة الإمارات.
جذب المستثمرين الإماراتيين
أكد ماسنيكوفيتش أن جمهورية بيلاروس مهتمة ومستعدة لجذب المستثمرين الإماراتيين .. لافتاً إلى أنه مع التشكيل والشروع في التنفيذ في الفترة القادمة للفضاء الاقتصادي الموحد الذي يضم جمهورية بيلاروس وروسيا الاتحادية وكازاخستان ونظراً لخطط إنشاء الاتحاد الاقتصادي اليوروآسيوي تتسع إمكانيات العمل في جمهورية بيلاروس لمستثمرين محتملين بمرات عديدة.
وشدد على انه يجب علينا أن نركز في المرحلة الحالية على تحقيق المشاريع الاقتصادية المعينة " أو البضائع " وسيكون إنجازها الناجح حافزا لتوسيع الروابط الثنائية عامةً مما سيتيح الفرصة للتوصل في المستقبل الى مرحلة الشراكة الاستراتيجية في مجال الاقتصاد.
وأضاف إن الإمارات تعد شريكنا التجاري الأساسي في المنطقة .. وأكد أن جمهورية بيلاروس مهتمة بخلق ظروف أكثر ملاءمة للتبادل التجاري وإزالة كل الجواجز التعريفية .. وأضاف " نحن على ثقة بأن عقد مثل هذه الاتفاقية للتجارة الحرة يمكن أن يصبح حافزاً لتطوير التعاون الاقتصادي بشكل عام "
