قالت معالي الشيخة لبنى القاسمي وزيرة التجارة الخارجية إن القيادة الحكيمة في الحكومة الاتحادية ساهمت بشكل كبير في تطوير النظام الإداري في الدولة، وذلك في ندوة خاصة نظمتها دائرة البلدية والتخطيط بعجمان، بعنوان "قصة نجاح" عقدت في القاعة المتعددة الأغراض في متحف عجمان تحت رعاية وحضور الشيخ راشد بن حميد النعيمي رئيس الدائرة ويحيى إبراهيم الريايسة مدير عام الدائرة والشيخ عبدالعزيز بن علي النعيمي ،الأمين العام لجمعية الإحسان الخيرية ،عضو مجلس القيادات بالدائرة ، وعبدالله أحمد آل صالح وكيل وزارة التجارة الخارجية وجمعة الكيت الوكيل المساعد لشؤون التجارة الخارجية وحمد بن راشد النعيمي مدير الديوان الأميري وعدد من كبار المسؤولين من الوزارة وأعضاء مجلس القيادات ومدراء الإدارات والموظفين في الدائرة.
وأضافت معالي الشيخة لبنى القاسمي: (إن مكونات النجاح والتفوق والتميز لا تأتي مصادفة بل تكون نتاج عمل وجهد ومثابرة ، يضاف إليها المهارات الاستثنائية، وتلك المهارات تكون عديمة النفع في حال لم نمتلك الشخصية المناسبة والدافع لتحقيق كامل أهدافنا. كما أن الإنسان يتعلم من أخطائه أكثر من تعلمه من نجاحه، فجوهر الموضوع التعلم من الأخطاء لتفاديها في المستقبل. وقد تعلمت هذا الدرس جيداً من والدي وإخوتي، الذين علموني قيم المثابرة والاجتهاد والتخطيط للمستقبل. فوالدتي (حفظها الله) كانت تحثني دائما على السعي نحو تحقيق أحلامي وطموحاتي دون المساس بهويتي وتراثي، أما والدي (رحمه الله) فقد شجعني على اكتشاف العالم والتعلم المستمر، وكان كثير الاهتمام لتعليم بناته. فحقاً إنني فخورة بما تعلمته منهم والذي كان له عظيم الأثر في حياتي العلمية والعملية.
موضحة بقولها: "ولعل استعراض شريط تجربتي منذ مراحل التعليم الأولى وحتى الآن يسلط الضوء عليها حيث نرى أنها مليئة بالدروس والعبر، وبالمثابرة والإنجازات، لكنها في الوقت ذاته لا تخلو من التحديات والصعاب، التي تحطمت أمام دعم القيادة وتشجيعهم لي، وأمام الإصرار والعزيمة على تحقيق الأهداف والوصول إلى الغايات التي تساهم في بناء الوطن وترفع شأنه في المحافل الدولية والعالمية).
المرحلة الأولى
وفي عرضها للمرحلة الأولى من مسيرة حياتها قالت معالي الشيخة لبنى القاسمي: "في مراحل التعليم الأولى التي ما كانت لتتحقق بكل ما فيها من نجاح، لولا وجود نخبة من المعلمات والناظرات المخلصات اللاتي كن دافعا قويا لي للتفوق في التعليم. فمنذ المراحل الدراسية الأولى وحتى التخرج من الثانوية في القسم العلمي كان هدفي الأول هو النجاح والتفوق، إذ كنت لا أقبل بأقل من المراكز الأولى، وبدعم كامل من والدي ووالدتي. وكان التراجع الدراسي وانتقاص درجة في الامتحان يعد بالنسبة لي من الكوارث التي كنت أقيم الدنيا عليها ولا أقعدها).
ونوهت بأن هذه المرحلة من حياتها كان لها تأثير كبير في بناء شخصيتها، حيث تعلمت القيم والأخلاق والحرص على كسب احترام الآخرين، ليس من والديها فقط، وإنما من مدرساتها وناظراتها، اللاتي كان لهن الفضل الكبير لما وصلت إليه اليوم. لافتة الى أنها تعلمت أيضا بأن الإنسان أولا وأخيرا مجموعة من القيم والمبادئ ، وأهم مبدأ هو الاحترام والتقدير لكل من علمني حرفا. كما تعلمت أن المدرسة هي تربية قبل التعليم.
المرحلة الثانية
وحول المرحلة الثانية أوضحت معالي الشيخة لبنى القاسمي مسيرة حياتها، مشيرة إلى أنها بعد استكمالها مرحلة الثانوية في القسم العلمي، والتي تخرجت منها والحمد لله بتفوق ، أتت مرحلة أصعب في حياتها ، هي لحظة الاختيار التي سيبنى عليها المستقبل الوظيفي والحياتي. مستقبلها الذي لا يقبل التفاوض أو التنازل حول الهدف والتخصص المخطط الذي سأبني عليه فيما بعد مستقبلي المهني.
وأكدت بأن في هذه المرحلة علمتها الجهاد والمثابرة والقناعة والاحترام والتواضع، وعلمتها بأن لا يصيبها الغرور، وأن الإنسان الذي لا يحترم ماضيه، لا يحترم مستقبله.
المرحلة الجامعية
ثم توقفت عند المرحلة الجامعية وقالت :"وقد اخترت دراسة تقنية المعلومات التي لا وجود لها في دولة الإمارات في تلك الأيام. ولا أدري قد يكون هذا التخصص في ذلك الوقت بالنسبة لبلدي ضربا من الخيال. لكني لم أتردد ، إذ سنحت لي الفرصة أن أبتعث إلى هذه الدولة وفي هذا التخصص بمكرمة من الدولة وقائدها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله.
مضيفة بقولها :"لكن انطلاقا من إصرار أخواني الشيخ سلطان والشيخ سعود والشيخ فيصل، الذين كان لهم فضل كبير في دعمي ودفعي للتميز في جميع المجالات، فقد وافقت على استكمال الدراسة في الولايات المتحدة الأميركية، التي تعد في ذلك الوقت من الدول السباقة في علوم وصناعات التكنولوجيا".
ونوهت معاليها أن هذه المرحلة كان لها أثر كبير في حياتها، قائلة: "فقد تعلمت من أساتذتي الحرص على التحصيل العلمي المميز، حيث كانوا يكنون لي كل الاحترام والتقدير، ويشجعونني على دراستي، بعدما لمسوا تفوقي العلمي المتميز".
تطوير
مرحلة تأسيس «تجاري دوت كوم»
قالت معالي الشيخة لبنى القاسمي: (بمكرمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وتأكيداً لحرصه الدائم على إبراز التفوق والطموح لكل إماراتي، قام سموه بتعييني بمنصب مدير عام لشركة تجاري دوت كوم. وكانت هذه السابقة الأولى في تولي امرأة منصب تأسيس شركة. وقد كان هدف سموه أن يبرز دور المرأة وقيادتها في القطاع الخاص والحكومي وأن يعطيها الثقة الكاملة والدعم الشامل لتثبت وجودها).
وقالت: (قد كانت هذه الرحلة الأصعب التي مررت بها، إذ توليت أيضا مهام رئاسة الفريق التنفيذي لمبادرة الحكومة الإلكترونية، كما التحقت بالجامعة الأميركية في الشارقة لاستكمال دراسة الماجستير التنفيذي خلال العطلة الأسبوعية. وكانت حقا مرحلة شاقة دفعتني للتفكير بالتوقف عن الدراسة عدة مرات، لكن تشجيع والدتي وحرصها الشديد لاستكمال دراستي واهتمامها الكبير بحصولي على الشهادة، منعتني من التوقف).
وفاء
الوطن أعطانا بلا حدود ولم يبخل علينا
قالت معالي الشيخة لبنى القاسمي: "بتاريخ 2 نوفمبر من سنة 2004 كانت المفاجأة الكبرى بالنسبة لي قبل الآخرين، حين طلبت مني القيادة حمل حقيبة وزارة الاقتصاد والتخطيط. ورغم سعادتي ونجاحي في عملي بالقطاع الخاص ، وجدت بتشريفي بهذا المنصب ، رحلة تحد جديدة فيها كثير من الإيمان بالقدرات والثقة بالنفس. ما دفعني بقبول هذا التحدي الكبير، هو وعد قطعته على نفسي لأكمل مسيرة أكبر قائد وأعظم رجل عرفته الإنسانية، والدنا جميعا المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، الذي علمنا الإنسانية بمعناها الحقيقي، وعلمنا احترام الشعوب والتواضع والحلم والصبر والبذل والعطاء بفكر رجل عربي بدوي أراد الخير للجميع دون تفرقة بين مواطن أو وافد، وبين عربي وأجنبي يعيش على أرض هذا الوطن الخير.
وأوضحت أنه في عام 2008 تم تكليفها بحقيبة وزارية جديدة هي وزارة التجارة الخارجية، مشيرة أنها قبلت التحدي، لما لقطاع التجارة الخارجية من دور حيوي ومهم في الاقتصاد الوطني وتنميته وتطوره.
وأضافت قائلة: "تم منحي العديد من شهادات التقدير على الصعيد الشخصي والمهني والحكومي، ابتداء من اختياري كواحدة من أقوى 100 إمرأة في العالم من قبل مجلة "فوربس" إلى منحي أعلى وسام رسمي في إيطاليا وفرنسا واسبانيا وجائزة الأداء المتميز مدى الحياة وعضوية مجلس القيادات النسائية العالمية للأعمال. ويضاف إلى ذلك منحي أكثر من دكتوراه فخرية في القانون والتكنولوجيا والاقتصاد من جامعات عالمية مرموقة.
ووقفت معالي الشيخة لبنى القاسمي وقفة إنسانية بكلمات مؤثرة عبرت فيها عن امتنانها لقادة الوطن وما منحوها من ثقة معبرة عن ذلك بكلمات تؤكد فيها رد الجميل لهم قائلة "أعطانا الوطن بلا حدود ولم يبخل علينا ولم يكن ممكنا بدون دعم قيادتنا الكريمة وتعزيز دور المرأة في المجتمع الإماراتي أن نصل إلى ما وصلنا إليه الآن ولي أن أتذكر المقولة المأثورة لوالدنا الشيخ زايد (رحمه الله) " بأن المرأة تشكل إحدى دعائم مجتمع الإمارات، لأنها الابنة والأخت، وهي الأم التي تربي الجيل الجديد" ، وجهود ودور سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (حفظها الله) في تفعيل مكانة المرأة في المجتمع الإماراتي لافتة أنه وبالتالي يوجد في عنق كل منا مسؤولية تجاه وطنه والعالم الذي يعيش فيه، منوهة بأن تلك المسؤولية يمليها عليها الحس الوطني والقيام بالأعمال التطوعية للمجتمع من دافع المسؤولية الاجتماعية.
