مركز الإمارات للدراسات يعرف بدور التربية الأخلاقية في بناء الأمم

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

نظَّم «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية» محاضرة بعنوان «التربية الأخلاقية أساس بناء الأمم»، أول من أمس في «قاعة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان» بمقر المركز في أبوظبي، قدمها الدكتور علي بن تميم، المدير العام لشركة أبوظبي للإعلام، بحضور معالي حسين إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم، والدكتور جمال سند السويدي، المدير العام للمركز.

وأعرب الدكتور علي بن تميم عن تقديره للدور الحيوي الذي يقوم به المركز في خدمة مجتمع دولة الإمارات، وتنوير الرأي العام، وترسيخ قيمة البحث العلمي من خلال آليات عمله المختلفة، بما في ذلك إصداراته المتميزة، وسلسلة المحاضرات والمؤتمرات والندوات وورش العمل التي ينظمها بشكل مستمر، فضلاً عن الدور الحيوي الذي يقوم به المركز في مجال عملية صنع القرار.

نموذج

واستعرض الدكتور علي بن تميم في محاضرته، التي تابعها حشد كبير من الإعلاميين والمثقفين والمتخصصين، دور التربية الأخلاقية في بناء الأمم والحضارات؛ وهو الدور الذي استوعبته قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة منذ تأسيسها عام 1971، حيث عمل الوالد المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، على بناء المجتمع والدولة الإماراتية على أسس أخلاقية صلبة جعلت منها نموذجاً حضارياً وسلوكياً يتجسَّد في شخصية المواطن الإماراتي، الذي يتميز بسلوكه المتسامح وتربيته الأخلاقية المتميزة، وبعده عن التطرف والغلو.

وأضاف الدكتور علي بن تميم أن مبادرة التربية الأخلاقية، التي طرحها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وسيتم بموجبها دمج مادة التربية الأخلاقية في المناهج الدراسية، إنما تنبع من الرؤية العميقة والحرص المستمر على تنمية السلوك المجتمعي في دولة الإمارات العربية المتحدة، وجعله نموذجاً حضارياً رائداً؛ وهو جهد يعكس الفهم العميق لدور الأخلاق في نهضة الأمم بصفتها ركيزة أساسية من ركائز الحضارة؛ فالقيم الأخلاقية تلعب دوراً بارزاً في التغلب على التعقيدات والتحديات التي تواجهها المجتمعات المعاصرة، وبصفة خاصة قطاع الشباب، تلك التحديات التي يُعَدُّ الفكر المتطرف والتعصب والإرهاب من أبرز معالمها في وقتنا الراهن.

نهضة

وأكد أن الأخلاق الهدامة تفضي إلى انهيار الحضارة، وتنشر التعصب والجهل والانحراف الفكري، بينما يؤدي ترسيخ القيم الأخلاقية إلى التقدم والازدهار والبناء؛ ما يجعل تدريسها في المراحل التعليمية المختلفة ضرورة ملحة في هذا العصر.

 واستعرض أهمية التربية الأخلاقية عبر التاريخ من خلال تجارب الأمم السابقة التي كان لها إسهامها في الحضارات البشرية؛ ولهذا أفرد لها الفلاسفة والمفكرون وعلماء الاجتماع في الغرب حيزاً واسعاً لها في مؤلفاتهم وأفكارهم، كما شكلت محور اهتمام علماء العرب والمسلمين وفلاسفتهم عبر العصور، وقد شكل البعد الأخلاقي لدى مفكري المسلمين المعاصرين، مثل محمد عبده وشكيب أرسلان، وغيرهما من رواد النهضة الحديثة، مجال اهتمام كبيراً، حيث ركَّز هؤلاء على تدريس الأخلاق، وإبراز دورها في بناء العقل وتعزيز الفضائل.

Email