أوصى بها مجلس المعلمين بعد عام على إنشائه

45 مقترحاً لتطوير تدريس «العربية» والقياس والتقويم والمحتوى التعليمي

■ حسين الحمادي مخاطباً أعضاء مجلس المعلمين في لقاء سابق | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

أسهم مجلس المعلمين، بعد مرور نحو عام على إنشائه، بشكل فاعل في إثراء وزارة التربية والتعليم وقطاعاتها المختلفة والميدان التربوي بمبادرات واقتراحات عدة، حيث أوصى بـ27 مقترحاً لتطوير تدريس اللغة العربية، و15 مقترحاً لتحسين مشاريع الطلبة، ناهيك عن مبادرات أخرى خاصة بالقياس والتقويم، والتدريب والتنمية المهنية، واستحداث حسابات على التواصل الاجتماعي لمناقشة القضايا التربوية أولاً بأول وبمشاركة حثيثة من قبل معالي حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم، فضلاً عن الخروج بـ 3 مقترحات تطويرية لمناقشتها تمهيداً لإقرارها، تتصل بالطالب وبالمحتوى التعليمي، عبر استخدام التعلم الرقمي، والاستعانة بالخدمات الذكية لهذه الغاية، وغيرها الكثير من الأفكار الريادية.

وعززت وزارة التربية والتعليم من دور المعلم ومكانته الطلائعية المستحقة باعتباره شريكاً في عملية التغيير والتخطيط والتطوير ورسم خريطة التعليم عبر الخطوة الرائدة وغير المسبوقة بإنشاء مجلس المعلمين، الذي يتكون من 10 لجان ويضم في عضويته 288 تربوياً من المعلمين والمعلمات بالمدارس الحكومية ورياض الأطفال في المناطق التعليمية في مختلف التخصصات، وذلك بتوجيهات مباشرة من معالي وزير التربية والتعليم، إذ يعد المجلس منصة رائدة ومساندة لتحقيق توجهات الوزارة الاستراتيجية وتطوير سياساتها التعليمية.

صنع القرار

ويلعب المجلس دوراً مهماً في صنع القرار التربوي، بما يصب في خانة تطوير العملية التعليمية التربوية، نظراً لما يمثله المعلم من ركيزة أساسية لتحقيق رؤية الوزارة في إعداد وتخريج طلبة إماراتيين منتجين يمتلكون مهارات القرن 21.

وأكدت الدكتورة فوزية بدري نائب رئيس مجلس المعلمين، أن المجلس أنشئ بناء على مقترح، وتوجيهات من معالي حسين الحمادي، ليكون منبراً لإيصال هموم الميدان، وهمزة وصل بين أقطاب الميدان التربوي، مشيرة إلى أنه يضطلع بمهام وتكليفات حيوية تسهم في دعم وتطوير العملية التعليمية من خلال اقتراح الأفكار الداعمة للتوجه الاستراتيجي للوزارة.

واعتبرت أن أهمية المجلس تنبع من كونه شراكة تربوية فاعلة قائمة بحد ذاتها ورؤية تربوية طموحة، ومبادرة ترسخ لمبادئ الدور المستقبلي للمعلم في ظل المتغيرات المتسارعة في مجال الإدارة الحديثة والتعليم بشكل عام، وتعزيز مبدأ الشراكة مع المعلمين في الميدان التربوي، لصياغة الأطر، التي ترتقي بمسارات التعليم والتعلم، مؤكدة أنها مبادرة تُعبر عن صوت المعلم ورؤيته التطويرية، وصولاً لتكريس دوره في صنع القرار التربوي.

منهجية متكاملةوقالت بدري، إن تفعيل آليات الحوار ومنح المعلمين فرصة التواصل مع القيادات التربوية بالوزارة من الأمور المهمة، التي تأخذها وزارة التربية في عملية إدارة العملية التربوية، وهي نابعة من ركائز وقيم قائمة على احترام المعلم، إجلالاً لمكانته ودوره ورسالته السامية في بناء أجيال المستقبل وخدمة الوطن.

وأضافت أن المجلس يعمل وفق منهجية متكاملة تطبق على جميع المعلمين والمعلمات المنتسبين للمجلس، واللجان التابعة له، وتهدف المنهجية إلى توفير مؤشرات لقياس فعالية أداء لجان المجلس، إضافة إلى توفير آليات وضوابط موثقة تبين كيفية إدارة عمل اللجان، وترتبط المنهجية عمودياً باستراتيجية وزارة التربية والتعليم، وأفقياً بالمنهجيات الأخرى بالوزارة، وبرنامج الشيخ خليفة للتميز الحكومي، بما يضمن انسجامها وتناغمها مع هذه المنهجيات لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للوزارة.

وذكرت أن معالي وزير التربية والتعليم حدد الخطوط والأهداف العريضة للمجلس، في عملية تعزيز ثقافة الحوار والتشاور بين المعلمين والقيادات المدرسية في المناطق التعليمية والقيادة العليا في الوزارة، ورفع مستوى مشاركة المعلمين في تطوير العملية التعليمية، وزيادة فرص التواصل وتبادل الخبرات بين المعلمين والقيادات التربوية، مع التركيز على الاستفادة من خبرات المعلمين في العمليات التخطيطية والتطبيقية والتقويمية في الميدان التربوي.

لجان المجلس

وأوضحت بدري أن المجلس يضم عشر لجان، وهي السياسات الاستراتيجية، والتقويم والمناهج، ولجنة الموارد البشرية، والأبنية، واللجنة الإعلامية والفعاليات، ورياض الأطفال، والتكنولوجيا، والتنمية المهنية، وشؤون المعلمين والطلبة، والإبداع والابتكار، لافتة إلى أن هذه اللجان تعمل على دعم استراتيجية الوزارة عبر تغذيتها بالاقتراحات والأفكار التطويرية التي تنسجم مع رؤية الوزارة ورسالتها وقيمها، ويتم رفع هذه الأفكار إلى الجهات المختصة بالوزارة لدراستها واتخاذ الإجراءات اللازمة بشأنها.

وذهبت بدري إلى أن مستقبل المجالس الاستشارية للوزارة، مرهون بفعالية أعضائه والتطوير المرافق له، ذلك التطوير الذي يدفعه قدماً نحو المزيد من التميز والعطاء، مبينة أنه سيتم العمل على استحداث موقع على شبكة الإنترنت لمجلس المعلمين لتكون عملية الانفتاح والتواصل مع الميدان التربوي أسهل وأكثر مرونة، وإفساح المجال لعدد أكبر من التربويين من ذوي الخبرة والتخصص والمؤلفين والكتاب والمثقفين للانخراط في عضوية المجلس لرفده بخبراتهم وأفكارهم.

مشاريع طلابية

بدورها، أشارت فايزة الطبيب رئيسة لجنة التنمية المهنية، إلى أن من الإنجازات الأخرى التي أسهم المجلس في تحقيقها، النقاش المثمر للقضايا التربوية المهمة عبر قناة «التلجرام» للمجلس، وبالتواصل المباشر مع وزير التربية والتعليم، بجانب مناقشة التحديات التي تواجه تدريس اللغة العربية في المدرسة الإماراتية، حيث أثمر النقاش عن 27 مقترحاً لتطوير تدريس اللغة العربية تم رفعها للجهات المعنية بالوزارة.

وأضافت أنه تم أيضاً مناقشة كيفية تفعيل الأبحاث والمشاريع الطلابية بما يضمن استفادة الطلبة وتمكينهم من مهارات البحث والتقصي بطريقة منهجية صحيحة، إذ تم رصد 15 مقترحاً لتحسين مشاريع الطلبة، كما تم رفد الوزارة بعدد من المقترحات لتطوير القياس والتقويم، عدا مشاركة أعضاء المجلس بجلسات العصف الذهني، التي تنظمها الوزارة، مثل جلسة العصف الذهني الخاصة بتطوير لائحة الانضباط السلوكي للمتعلمين التي تم خلالها تبني مقترحات لتطوير اللائحة وتفعيلها.

 

تطوير نظام ذكي لتقييم المدارس ذاتياً

قالت فاطمة خلفان رئيسة لجنة المناهج، إن لجان المجلس توصلت إلى العديد من المبادرات المميزة، إذ تم طرح ثلاث مبادرات تطويرية قيد الدراسة والنقاش تمهيداً لإقرارها، وهي: مبادرة التقييم الذاتي الذكي للمدرسة الإماراتية، وتهدف إلى تطوير نظام إلكتروني شامل للتقييم الذاتي للمدارس وفق معايير الرقابة والتقييم المدرسي، فضلاً عن مقترح لتطوير منصة إلكترونية لإدارة التدريب، وهي نظام إلكتروني يتم فيه إدارة عمليات التدريب، ويجمع بين النظام المتزامن وغير المتزامن بالاستعانة بعدد من التطبيقات الذكية لتصميم محتوى تدريب تفاعلي طوال العام.

من جانبها، أكدت ماجدة البلوشي رئيسة لجنة تكنولوجيا التعليم أنه يتم العمل على تحسين وتطوير نظام إدارة التعلم LMS عن طريق توحيد المنصات المختلفة، بحيث يعطي المستخدم تجربة موحدة وسلسة عند استخدام النظام.

تواصل اجتماعي

وتحقيقاً لمبدأ التواصل مع الميدان التربوي من خلال توظيف وسائل التواصل الاجتماعي، ذكرت ميساء العصيمي رئيسة اللجنة الإعلامية، أن المجلس أنشأ حساباً على تويتر، يتم من خلاله نشر أخبار المجلس وتغريدات خاصة بالمناسبات الوطنية والاجتماعية والتربوية، والمقالات التربوية والتعليمية لكُتّاب المجلس، وحظي الحساب بتفاعل ومشاركات واسعة من قبل الميدان رغم قصر مدة إنشائه.

كما تم استحداث قناة «التلجرام» تحت مسمى (قناة مجلس المعلمين) يتم من خلالها نشر فعاليات وأنشطة المدارس والميدان والتربوي والوزارة، واستحداث حساب (سناب شات) الداعم للقناة، يركز على التغطية الإعلامية لجميع أنشطة المجلس والميدان التربوي والوزارة.

من ناحيتها، لفتت فاطمة الميل رئيسة لجنة رياض الأطفال إلى أنه تم استحداث حساب تويتر، خاص بتطوير رياض الأطفال، يناقش الأعضاء من خلاله عدداً من المواضيع، التي تهم مرحلة الطفولة المبكرة، مع تقديم نصائح وتوجيهات لأولياء الأمور والمعلمين في ما يخص هذه المرحلة، وهو ما أثمر عن مبادرات تطويرية طموحة.

عضوية

يتشكل المجلس عبر نظام الترشيح، حيث يقوم المعلم بترشيح نفسه للعضوية وفقاً لشروط لائحة المجلس، وتركز الشروط على معايير التميز والجودة في اختيار الأعضاء لضمان مشاركتهم المتميزة والفاعلة في تطوير وتحسين مخرجات التعليم في المدرسة الإماراتية، ويضم المجلس نخبة متميزة يمثلون شريحة المعلمين في دولة الإمارات.

288

يتكون أعضاء المجلس من 288 عضواً من المعلمين والمعلمات بالمدارس الحكومية ورياض الأطفال في المناطق التعليمية من مختلف التخصصات، موزعين على النحو الآتي: 15 معلماً ومعلمة من رياض الأطفال، 85 (ح1)، 71(ح2)، 117 من الثانوية العامة، وثمة توجهات لرفع سقف العدد ليصل إلى 320 عضواً.

Email