«يمتد شغفي للمطالعة من المراحل المدرسية التي نمت لديّ شراهة الاستطلاع وتذوق الشعر والنصوص المطروحة سواء في الكتب المدرسية وغيرها من الكتب المتوفرة في المكتبات العامة، تأثرت كثيرا في البداية بالروايات وتعدد أساليب الطرح فيها وغزارة اللغة التي أجدها في مصطلحاتها، ودائما اتطلع إلى اقتناء ما يستجد في مجال الرواية، فاختلاف أساليب الكُتاب وتعدد ثقافاتهم أجده روضة غناء بالفوائد التي لطالما أحرص على اقتنائها.».

هكذا بدأ يروي عبدالله ناجي موظف في هيئة الطرق والمواصلات وطالب في كليات التقنية العليا بدبي يدرس تخصص الهندسة الميكاترونية، قصته ويقول عشقي للقراءة بدأ في المراحل المتوسطة من الدراسة، فكنت اتأمل وأستمتع بالنظر إلى مكتبة تعج بالكتب المتراصة التي تحمل عناوين مختلفة، إلى أن أتت المرحلة الثانوية فعندها أطلقت العنان إلى نفسي في بناء علاقة حميمة مع الكتاب وبدأت رحلتي في تقليب صفحات لكتب متنوعة، فنما شغفي بالكتب وتكونت لدي قناعة ذاتية في أن العلم والمطالعة هما الخطوة الأولى لبناء شخصية فعالة في المجتمع قادرة على الإنتاج، فشرعت في اقتناء كتب تطوير الذات كبوابة لي لعالم القراءة حتى تدرجت في مختلف العناوين.

إصدار أول

ويضيف عبدالله ناجي يكمن السر في هذه المرحلة بحب تغيير الأدوار من قارئ متذوق إلى كاتب يتطلع دوما إلى طرح جديد وراء الحرص الدائم من البيئة المنزلية والعناية المدرسية من قبل الأساتذة لتحويل النصوص إلى تحف ينبغي للطالب استيعابها والتمتع بقراءتها، فكان للكتب التربوية نصيبها في مكتبتي وكذلك الكتب المتعلقة بتطوير الذات، وباكورة أعمال إصداري الأول الذي دائما أعتز به «لا تفقديني سكرتي» عندما أردت طرح موهبتي وترسيخ جماليات اللغة في قلبي من خلال نشر مختلف النصوص سواء على الشبكات الاجتماعية وبدأت مسيرتي الأدبية بأول إصداراتي في معرض الشارقة الدولي للكتاب 2015 بكتابي «لا تفقديني سكرتي» بالتعاون مع دار فضاءات للنشر والتوزيع والطباعة – الأردن، ويتضمن نصوصا أدبية ارتكزت في مواضيعها على الناحية الغزلية، وركزت فيها على أن تحمل الطابع البسيط في المفردات والأسلوب لتحقيق غاية الاستمتاع بجمالية النصوص.

تشجيع

ويشير إلى أن القراءة المنتظمة بشكل يومي تكسب الروح ثقة وثقلا في الحديث، وهذا ما يجعل المرء ذا قدر ومكانة، فما كان من القراءة إلا أن تكون رفيقة لي ذا نفع دائم واستغلال صحيح، ولا يخفى دور الأسرة وبصمتهم المميزة في توسيع مداركي وتشجيعي على القراءة واقتناء الكتب والبدء بالتحديق بالكتب، وفي المقام الثاني أساتذتي في المرحلة الثانوية من الدراسة وقسم اللغة العربية بالأخص حيث كنت أجد فيهم دوما تلك الكلمات الرنانة والحانية على مسامعي وأياديهم التي تساعدني في تعلم مهارة انتقاء الكتب وكيفية قراءتها بالشكل الصحيح.

طموح

ويتابع لي العديد من أعمال الإنشاد مع عدة منشدين، منوها بأنه يمكن تمثيل الطموح بالسلم الذي له نهاية مرئية، فكل نجاح يجر خلفه آمالا وطموحات جديدة، وعلى مدى المستقبل القريب أود المشاركة في السنة القادمة بأولى رواياتي في معرض الشارقة المقبل، والاستفادة بالقدر الأكبر من عمالقة الأدب العربي في الدولة وعلى نطاق أوسع من ذلك، والاستمرار بمسيرتي في طرح جديد الأعمال الإنشادية وتوسيع نطاق تعاملي مع أسماء جدد لمناقشة القضايا المجتمعية والهادفة في آن واحد.

دور

ويرى ناجي أن الإعلام هو المحور الأساسي في خلق الفرصة المناسبة للشاعر والكاتب لكي يبرز ثقافته ومدى عمق حصيلته الأدبية، ولا أخفي دور الكثير من الجهات في تسليط الضوء على موهبة الشاعر من خلال القنوات التلفزيونية أو تقديم الحفلات الرسمية ووسائل التواصل الاجتماعي وغيرها، ويتوجه بالشكر إلى جميع المؤسسات سواء التعليمية منها ككلية التقنية العليا بدبي أو جهات العمل.

شخصيات مؤثرة

وحول الشخصيات التي أثرت فيه يؤكد عبدالله ناجي أن الموهبة وحدها لا تكفي في المجال الأدبي لخلق نص يشار إليه بالبنان، وخلف كل أديب أو شاعر أسماء لا يستغني عنها، ومن الرائعين الذين لطالما اعتبر كتاباتهم مصدر إلهام مستمرا، أمير الشعراء أحمد شوقي والمتنبي ونزار قباني ومن الشعراء المعاصرين الشاعر عبدالله الهدية الشحي والشاعر محمد البريكي.

ويضيف إن الإيمان بالقدرة التي يملكها أي ناشئ هو الخطوة الأولى التي تنبئ بقدوم موهبة فذة وذات صيت لن يكون بالشيء اليسير، فتدعيم هذا الإيمان بالمتابعة الدؤوبة وصقل المهارات المتوفرة يضمنان لصاحب اليراع المبدع النجاح في هذا الميدان، وأتمنى التوفيق للجميع في شق طريقه الخاص في هذا البحر الخضم.

حرص

يقول عبدالله ناجي إن معارض الكتاب هي تلك المساحة الرائعة التي تحوي هالات ثقافية رفيعة المستوى، وأحرص كل الحرص على حضورها في كل سنة واقتناء الجديد منها لأضيفه إلى الكتب في مكتبتي الخاصة، ومن بين هذه المعارض معرض الشارقة الدولي للكتاب ومعرض أبوظبي الدولي للكتاب.