كشف عيسى صالح الحمادي مدير المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج في الإمارات، لـ"البيان" عن تنفيذ خمسة برامج للغة العربية في العام الدراسي الحالي، في إطار الإعداد لانطلاق أعمال المركز، وتحقيقاً لنتائج ومرئيات مؤتمر تعليم اللغة العربية في التعليم العام وتوصياته حول واقع اللغة العربية وتدريسها في مدارس الدول الأعضاء بالمكتب والوطن العربي بعامة، وتطوير تدريس اللغة العربية ومناهجها، موضحاً أنه تم تحديد مجموعة برامج لينفذها المركز لتساهم في إثراء الميدان التربوي وتخدم اللغة العربية وقضاياها.

وأوضح الحمادي، أن المركز يعتزم تنفيذ تلك المبادرات وفي مقدمتها برنامج لتحسين ضعف مخرجات التعليم في اللغة العربية من خلال عرض دور المؤسسات التعليمية وسبل علاجها، وشرح أن البرنامج بحثي يتم من خلاله إجراء دراسات ميدانية لاستقصاء جوانب ضعف مخرجات التعليم في اللغة العربية، وبحث أسبابها والعوامل المؤثرة في ذلك (المعلم المنهج طرائق التدريس) واقتراح حلول إجرائية لمعالجة المشكلة في ضوء مراجعة وتقويم الجهود المرموقة في هذا المجال على مستوى الدول الأعضاء والوطن العربي بعامة.

وإعداد ورشة عمل بشأن توظيف التقنية في تدريس اللغة العربية وترجع أهميته إلى افتقار تدريس اللغة العربية على وجه العموم وتوظيف تقنيات التعليم وتحديث أساليب التدريس مقارنة بما هو مطبق في تدريس لغات الأمم الأخرى (الإنجليزية على سبيل المثال).

ولذا سيتم من خلال الورشة استعراض نماذج متميزة في تقنيات تعليم اللغات، ويشارك فيها خبراء ومختصون في تعليم اللغة العربية وفي تعليم اللغة الإنجليزية سعياً للوصول إلى نماذج تطبيقية يمكن مواءمتها وتطبيقها لتسخير تقنيات التعليم الحديثة لتدريس اللغة العربية في مدارس التعليم العام بالدول الأعضاء.

جهاز متخصص

وذكر الحمادي أن المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج، هو جهاز متخصص في مجال تعليم اللغة العربية وتعلمها يتبع مكتب التربية العربي لدول الخليج، ويتخذ من مدينة الشارقة بالدولة مقراً له، وللمركز شخصية اعتبارية وميزانية مستقلة ضمن موازنة المكتب، موضحاً انه يهدف إلى تطوير تعليم اللغة العربية وتعلمها على أسس تربوية وعلمية ومهنية متميزة، مع الأخذ بأفضل الوسائل التقنية، والالتزام بمعايير الجودة العالمية.

وأفاد أن المركز يسعى إلى تطوير مناهج اللغة العربية واستراتيجيات تدريسها، وتوفير بيئة تعليمية عربية متميزة، وتقديم الاستشارات للدول الأعضاء لتطوير تعليم اللغة العربية وتعلمها، وإعداد وتأهيل وتدريب العناصر البشرية للعمل على تطوير اللغة العربية في مجال التعليم بالدول الأعضاء، بالإضافة إلى إعداد المصادر العلمية لخدمة اللغة العربية في المجال التربوي، وتطوير برامج للقياس والتقويم، بجودة عالية في مجال تعليم اللغة العربية وتعلمها.

بالإضافة إلى التنسيق بين الدول الأعضاء في رسم سياسات تعليم اللغة العربية وتعلمها، والتعاون مع أجهزة المكتب الأخرى، ومع المراكز المعنية في الدول الأعضاء وخارجها، وتوثيق العلاقة بين المركز والميدان التربوي، والاستفادة من التجارب المتميزة في خدمة اللغة العربية.

صياغة جديدة

وأفاد بأن المركز يعتزم تنظيم ندوة بعنوان "نحو منهج جديد للغة العربية في التعليم العام" تهدف إلى صياغة نموذج جديد لمنهج تعليم اللغة العربية وتعلمها بالمفهوم الشامل للمنهج، وذلك من خلال استعراض ودراسة وتحليل أبرز التجارب والتطبيقات المتميزة في هذا المجال على المستويين الإقليمي والعالمي.

وسيشارك في الندوة خبراء ومختصون في مختلف جوانب العمل التربوي ذات الصلة بالموضوع، كما سيتم تنفيذ الندوة تزامناً مع حدث اليوم العالمي للغة العربية 18 ديسمبر المقبل، بالتنسيق مع خبراء ومتخصصين في اللغة العربية ومن جامعات عدة في إطار اتفاقيات الشراكة.

لافتاً إلى أهمية إعداد معايير تعليم اللغة العربية في الصفوف الأولية والتي تعتبر من أهم برامج المركز في الفترة المقبلة، حيث يعد تعليم اللغة العربية وغيرها من اللغات في الصفوف الأولى من المرحلة الابتدائية هو الركيزة الأولى لتنمية المهارات اللغوية للطالب، والنجاح في تعليم القراءة والكتابة على أسس سليمة مفتاح لنجاح الطالب في جميع مراحله الدراسية، والنجاح في تعليم اللغة يعتمد في المقام الأول على سلامة المعايير التي يتم اتخاذها لتقديم القدر المناسب من المهارات المناسبة في المرحلة العمرية المناسبة مع مراعاة الفروق الفردية بطبيعة الحال.

دليل علمي

ويأتي البرنامج بهدف وضع دليل عملي وأنموذج تطبيقي للمعايير العلمية والأسس التربوية لتعليم اللغة العربية وتعلمها في السنوات الأولى من المرحلة الابتدائية، وقد تم إبرام اتفاق بدء تنفيذ هذا البرنامج في أكتوبر 2013 مع إدارة جامعة الإمارات العربية المتحدة ومازال البرنامج في طور التنفيذ وسيتم الانتهاء من الدراسة في يونيو المقبل.

حيث يقوم بإعداد الدراسة خبراء متخصصون في مجال أساليب وطرق تدريس اللغة العربية من كلية التربية بجامعة الإمارات، وقد تم عقد الاتفاقية طبقاً لبرنامج العمل المقترح الذي تم إعداده مع فريق عمل البرنامج في جامعة الإمارات .

الفكرة تجسد اهتمام القادة بضرورة تطوير المناهج

 

لفت عيسى صالح الحمادي مدير المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج في الإمارات إلى أن فكرة إنشاء المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج أتت لتجسد اهتمام قادة الدول الأعضاء بمكتب التربية العربي لدول الخليج بضرورة تطوير المناهج المدرسية بعامة، ومناهج اللغة العربية بخاصة، بما يتناسب مع التطور العلمي والتقني ومتطلبات العصر.

ومن ثم قدم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى لجامعة الشارقة على تفضله، حفظه الله، بالموافقة على استضافة المركز في مدينة الشارقة، حيث يقع مقره حالياً في مبنى المركز الإقليمي للتخطيط التربوي في المدينة الجامعية بالشارقة.

وذكر الحمادي، أن المركز أطلق في أولى فعالياته لهذا العام الدراسي ملتقى أفضل الممارسات في مجال "توظيف التقنية في تدريس اللغة العربية" تحت شعار "نلتقي لنرتقي بلغتنا"، حيث تم إطلاق أول برنامج للمركز التربوي للغة العربية لدول الخليج ضمن البرامج المعتمدة له للدورة الحالية 2013 -2014، وافتتحه معالي حميد القطامي وزير التربية والتعليم والدكـتور علي بن عبدالخالق القرني المدير العام لمكتب التربية العربي لدول الخليج، وعدة مشاريع متميزة لتوظيف التقنية في تدريس اللغة العربية.

وعرض أهم أساليب وأدوات توظيف التقنية في تدريس اللغة العربية (ممارسات ميدانية في مجال توظيف التقنية في تدريس اللغة العربية)، بالإضافة إلى توظيف التقنية في تدريس اللغة العربية، وتحديد أفضل النماذج التطبيقية في هذا المجال ومواءمتها وتطبيقها في مدارس التعليم بالدول الأعضاء.

وقال الحمادي إن المركز وقع شراكة مع جمعية حماية اللغة العربية لتنفيذ عدة برامج لتطوير تعليم اللغة العربية وتعلمها ليتم تنفيذها خلال الفترة القليلة المقبلة.