قال معالي حميد القطامي وزير التربية والتعليم في ندوة (دور المؤسسات المجتمعية في دعم تطوير التعليم) إن وزارة التربية والتعليم أسست مجموعة من المبادىء الخاصة، لتوثيق علاقتها بمؤسسات المجتمع، وعقد شراكات استراتيجية مع المؤسسات الوطنية، وكذلك المنظمات والهيئات التربوية الدولية، مشيرا الى ان الوزارة اعتمدت سياسة الانفتاح على المجتمع، والتواصل مع أفراده، وخاصة أولياء الأمور، كما أنها حرصت في كل ما تقدمه من مشروعات وخطط ونظم على استطلاع آراء المعنيين والمختصين والمهتمين بالشأن التعليمي، عبر مختلف الوسائل، فضلاً عن عقدها وتنظيمها عددا من اللقاءات والندوات الموسعة لتعزيز العلاقة مع شركائها الاستراتيجيين، وقد جاء كل ذلك انطلاقاً من أهمية الدور البارز الذي تقوم به المؤسسات المجتمعية في سبيل تطوير التعليم، وجهدها المخلص وعطاؤها اللامحدود، الذي يخدم أعمال التحديث المتواصلة التي تشهدها مدارسنا .

جاء ذلك في الندوة التربوية التي اقيمت امس الاول في المكز الاقليمي للتخطيط التربوي بالشارقة، تحت عنوان ( دور المؤسسات المجتمعية في دعم تطوير التعليم، وذلك بهدف توثيق العلاقة بين المؤسسة التعليمية والمؤسسات المعنية وذات العلاقة، وتسليط الضوء على ثمار هذه العلاقة وأثرها الإيجابي الواسع على تطوير المدارس والعملية التعليمية بوجه عام، بحضور معالي وزير التربية والتعليم حميد محمد القطامي، ومعالي الفريق ضاحي خلفان تميم القائد العام لشرطة دبي، والدكتور عبد الله السويجي رئيس مجلس الشارقة للتعليم، وطارق القرق الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للعطاء، ومحمد دياب الموسى المستشار التربوي في ديوان صاحب السمو حاكم الشارقة، وسعيد بلقشلة ممثل اليونسكو، ومهرة المطيوعي مدير المركز الإقليمي للتخطيط التربوي، وسعيد الكعبي مدير منطقة الشارقة التعليمية، وجمعة الكندي مدير منطقة الفجيرة التعليمية، كما شارك في الندوة عدد كبير من مديري ومديرات المدارس بمختلف المناطق التعليمية، وعدد آخر من المسؤولين في المؤسسات ذات الاختصاص .

تثمين

وثمن معاليه الدور الرائد والجهود المحلية والعالمية التي تقوم بها مؤسسة دبي للعطاء، على الصعد الإنسانية والاجتماعية والتعليمية، وما تقوم به سائر المؤسسات الوطنية، التي لا تدخر وسعاً في مؤازرة وزارة التربية ودعم جهودها وصولاً لتعليم أفضل لأبنائنا .

وأشاد معاليه باهتمام معالي الفريق ضاحي خلفان تميم قائد عام شرطة دبي، بالشأن التعليمي ومسيرة التطوير، وحرصه على تأصيل شراكة شرطة دبي كإحدى المؤسسات الفريدة والمتميزة في مجالها - مع جميع مؤسسات المجتمع، ومنها وزارة التربية والتعليم، فيما نوه معالي القطامي إلى أهمية الطرح الذي تحمله ورقة العمل المقدمة من الفريق ضاحي خلفان لحضور الندوة والمشاركين فيها، في الوقت نفسه أعرب عن تقديره لطارق القرق الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للعطاء، واهتمامه بالمشاركة في الندوة بورقة عمل ثرية في مضمونها، كما حيا ممثل اليونسكو وسعيد بلقشلة ممثل اليونسكو، لحرصه البالغ على المشاركة في الندوة، وحيا كذلك جميع الحضور.

تضافر جهود

وأكد الحضور إن عملية التطوير تحتاج إلى تضافر الجهود، وتكاتف الجميع، ولاسيما أن الوصول إلى نموذج تعليم مطور يحتذى به، من شأنه أن يعزز مسيرة التنمية البشرية، ويخدم مجالات التنمية المستدامة بشكل مباشر، فيما أشاروا إلى الخطوات المهمة التي حققتها وزارة التربية والتعليم على مستوى عناصر المنظومة التعليمية، وإنجازها لأعمال تحديث وتطوير مهمة على صعيد المناهج والمقررات الدراسية والبيئة التعليمية، ونظم التقويم والامتحانات، والاختبارات الدولية، والتنمية المهنية التي شملت المعلمين والإداريين واستهدفتهم ببرامج تدريب وورش عمل متقدمة .

 وكان اول المتحدثين في الندوة معالي الفريق ضاحي خلفان تميم القائد العام لشرطة دبي، من خلال ورقة عمل قدمها، حيث تساءل في البداية حول ما هو دور التعليم في استقطاب المؤسسات المجتمعية من أجل تطوير التعليم ؟ وأردف ذلك بتساؤل يتعلق بمدى معرفة الحضور بمخرجات التعليم في الدولة ، ثم استعرض مثال دولة سنغافورة الذي حدد مخرجات كل مرحلة من مراحل التعليم من مرحلة الاساس وحتى الدراسة فوق الثانوي ، مفندا ومحللا مخرجات كل مرحلة ومشيرا إلى التكامل بين مخرجات مراحل التعليم بسنغافورة . بعدها حدد معالي الفريق مكونات التربية العامة ولخصها في أربع مجموعات وهي:

الحلقة الأولى : التربية التقنية ، والتربية الانسانية ، والتربية المهنية ، والتربية الأخلاقية .

الحلقة الثانية : وتشمل التربية السياسية ، والتربية العاطفية ، والتربية الجمالية ، والتربية الفنية .

الحلقة الثالثة : وتشمل التربية العمالية ، والتربية الاقتصادية ، والتربية الوطنية ، والتربية المعرفية.

الحلقة الرابعة : وتشمل التربية الجسدية ، والتربية الفكرية ، والتربية الاجتماعية ، والتربية الدينية .

وقال : ماذا يعني كل مكون من مكونات هذه الحلقات الأربع ، فيما ذكر أمثلة للدلالة عليها .

وتناول معاليه أهمية الذكاء وقياس القدرات العقلية والكشف عن الموهوبين وأنه حري بالتربية أن تعد الطلاب لمثل هذه الاختبارات للكشف عن الأذكياء والموهوبين لتولي المسؤوليات عوضا عن الذين تولوا المسؤوليات وأحدثوا خللا في مستويات الأداء والانجازات إذن فعلينا أن نرعى مواهب الامارات وتحديد عددهم وتحديد ماذا نريد منهم وماهي متطلباتهم وحاجاتهم .

مخرجات مبهمة

واختتم معالي الفريق ضاحي خلفان حديثه بخلاصة مفادها ان المؤسسات المجتمعية في الدولة لا تعرف ماذا يريد التعليم منها لدعمه ومساندته بسبب أن مخرجات التعليم غير واضحة، ولا توجد شراكات فعلية بين المؤسسات المجتمعية لدعم التعليم إلا في حدود ضيقة للغاية ، كما نادى بمخرجات تربوية تعليمية على النسق الذي عالجته هذه الورقة ، فالمؤسسات المجتمعية عينها بصيرة ويدها قصيرة لأنها لا تتاح لها فرص المشاركة في صناعة المستقبل التربوي .

كسر الفقر

ومن جانبه لفت طارق القرق الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للعطاء، إلى أن المؤسسة انطلقت من رؤية واضحة وهدف واضح وهو، كسر حلقة الفقر من خلال دعم حصول الأطفال في البلدان النامية على حقهم في التعليم الأساسي السليم. وذكر أن الأهداف العامة لمؤسسة دبي للعطاء انسجمت مع أهداف للأمم المتحدة الإنمائية للإلفية وهي : الهدف الثاني: ضمان تعميم التعليم الأساسي، الهدف الثالث: تعزيز المساواة بين الجنسين، الهدف الثامن: صياغة شراكة عالمية من أجل التنمية. ولفت إلى أن دبي العطاء تتعاون مع وكالات المعونة والتنمية الدولية في معالجة التحديات التي تعوق حصول الأطفال في البلدان النامية على التعليم الأساسي السليم، وأنه تم اختيار دبي العطاء من قبل الأمين العام للأمم المتحدة للانضمام الى مبادرة «التعليم أولاً» والتي تستمر لخمس سنوات وتهدف إلى منح جميع الأطفال فرصة الحصول على مستوى ملائم من التعليم ذي جودة عالية.

منهجية

وأوضح القرق المنهجية التي تسير عليها دبي العطاء في التعليم، مؤكداً أن دبي العطاء تقوم ببناء وترميم المدارس لتوفير بيئة تعليمية آمنة للأطفال في البلدان النامية، كما تقوم بتنفيذ البرامج في المدارس للحد من انتشار الأمراض وتحسين معدل التسجيل والحضور وتشجع أيضاً على اتباع الممارسات الصحية الفعالة داخل المدارس وفي المجتمعات المحلية، فضلاً عما تقدمه دبي العطاء من وجبات مغذية ومكملات غذائية وبرامج توعوية لتحسين الحالة الصحية للطلاب، بالإضافة إلى إجراءات تدخلية لمكافحة الديدان المعوية وإبقاء الطلاب في المدرسة طوال المرحلة الدراسية، إلى جانب حسن أداء الطلاب من خلال توفير برامج الطفولة المبكرة وتعليم القراءة والكتابة والحساب، إضافة إلى تزويد المعلمين بطرق التدريس والمعرفة الجديدة .

أدوار المنظمة

في ورقته تطرق سعيد بلقشلة ممثل اليونسكو، إلى الأدوار المتعددة التي تقوم بها المنظمة الدولية على الساحة العالمية، وما أنجزته اليونسكو في مجالات التعليم والأهداف الإنمائية، والتنمية المستدامة، وفي المجالات العلمية والثقافية الأخرى .

 

نشر المعرفة

 

كانت مهرة المطيوعي مديرة المركز الإقليمي للتخطيط التربوي، قد تحدثت في البداية عن دور المركز في مسيرة مشروع نشر المعرفة و الثقافة التربوية الذي يتمحور حول إقامة المؤتمرات، و ترجمة المطبوعات في أساسيات التخطيط من المطبوعات التي تقدرها منظمة اليونسكو و غيرها من المنظمات التي تهتم بشأن التعليم من اللغة الأجنبية إلى اللغة العربية و التي تغير من أدوات نقل المعرفة من جيل إلى آخر هذا إلى جانب إقامة الندوات التربوية التي تستهدف تعزيز الفرص لنمو الثقافة الفكرية و إدارة الحوار العلمي بين المفكرين و التربويين و المهنيين و الإسهام في عرض أفضل الممارسات في مجال تطوير الأنظمة التعليمية و التطبيقات في مجال التربية و التعليم.

وذكرت أن المركز و في إطار الخطة الاستراتيجية الأولى 2010 2012 قد قام بعقد سبع ندوات منها اثنتان في عام 2010 حول إدارة و تطبيق خطط تطوير التعليم و التخطيط لتنمية المعلم.

في ختام الجلسات، تفقد معالي القطامي يرافقه معالي الفريق ضاحي خلفان جانباً من ورش العمل التي نظمها المركز على هامش الندوة، كما سلم معالي القطامي معالي الفريق ضاحي خلفان هدية تذكارية بهذه المناسبة .