أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات، أن تطوير التعليم بالنسبة لدولة الإمارات، يعتبر أولوية وطنية، وقضية في غاية الأهمية، ويحظى بمساندة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ومن أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ومن الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وأضاف معاليه: «ولدى قادتنا قناعة تامة بأن مستقبل دولة الإمارات يتوقف على تعليم أبنائنا وبناتنا، وإننا مصرون على إيجاد نظام تعليمي يستند إلى أفضل المعارف والمصادر العالمية، حيث يمثل التعليم والتكنولوجيا والرؤية العالمية مرتكزات محورية لمستقبل ناجح».
جاء ذلك خلال افتتاح فعاليات المؤتمر العالمي الأول للتطبيقات العملية للتعليم الإلكترونية، صباح أمس، والذي تنظمه مؤسسات التعليم العالي في كل من جامعتي زايد والإمارات وكليات التقنية العليا، بحضور معالي حميد القطامي وزير التربية والتعليم، والدكتور جون كاوتش نائب رئيس شركة أبل العالمية لقطاع التعليم ومدراء مؤسسات التعليم العالي الحكومية. وعدد من خبراء تقنية المعلومات وأعضاء هيئة التدريس في المؤسسات المعنية في تطبيق مشروع التعليم الذكي. حيث يناقش المؤتمر الفرص والتحديات أمام التعليم الإلكتروني، بالإضافة لأهمية المحتوى الرقمي للمعلومات في ظل التفكير والتغيير الإبداعي، وإثر التكنولوجيا في التعليم والمعرفة.
تعزيز التعليم
وأضاف معاليه خلال كلمته التي وجهها للمشاركين: «إننا في دولة الإمارات، نقدر أهمية القدرة الإبداعية للتقنية في بناء قدرات الأيدي العاملة الوطنية وتعزيز التعلم مدى الحياة، إلى جانب تمكين دولتنا من المنافسة الاقتصادية عالمياً، ويساعدنا في ذلك ما تتمتع به جامعاتنا من التزام راسخ باستخدام التكنولوجيا. وإننا لا ندخر جهداً لضمان ليس فقط توافر التكنولوجيا بل لتعزيز مكانتها التعليمية».
وقال معاليه: «إن مؤسساتنا التعليمية الثلاث جامعة الإمارات، وجامعة زايد، وكليات التقنية العليا، ملتزمة بدور ريادي نحو استخدام التكنولوجيا في تطوير أساليب التعليم والتعلم، ونؤكد التزامنا الشخصي بدفع الجهود الرامية لقيادة ورعاية المبادرات التقنية لتعزيز التعليم الفعال من ناحية، ولمساعدة أبنائنا الطلبة على التفكير المستقل والتعلم المستمر من ناحية أخرى».
قفزات وتحديات
وأضاف معاليه: «إن مبادرتنا الخاصة باستخدام تقنية i-Pad، تركز على قضايا مهمة في مجال التقنية والارتباط والتعليم. ومما لا شك فيه أن ما يحدث من قفزات سريعة في التكنولوجيا المتنقلة يمنحنا القدرة على النجاح والإبداع ونشر المعلومات بصورة غير مسبوقة.
إن هذه التقنيات تتيح مزيداً من الفرص أمام المدرسين والطلبة والوصول لمصادر التعليم كذلك التفاعل مع أقرانهم متى وحيث أرادوا ذلك، غير عابئين بأية معوقات بسبب الزمن والمسافات، كما يصبح بإمكان الطلبة الحصول على ما يحتاجون إليه من معلومات وبما يتلاءم وتلك الاحتياجات. كما يمكنهم ممارسة التعليم التعاوني مع زملائهم. لقد أسهمت تلك الإمكانات في إعادة صياغة الكيانات التعليمية، وعملت إلى حد بعيد على زيادة قدرة الأفراد في بناء المعلومات والمعرفة. لا بد لنا في ضوء هذا المناخ التعليمي الجديد من امتلاك القدرة على الاستجابة والرؤية أثناء سعينا لاكتشاف سبل نشر واستخدام المعرفة في مجتمع عالمي».
وأشار معاليه «إلى أن تحديات استخدام تقنية i-Pad، تعيد إلى ذاكرتنا تحديات مماثلة واجهتنا في الماضي مع انطلاق برامج التعليم العالي في جامعة الإمارات. حيث كنا دائماً نسعى لاستخدام التقنيات الأكثر تقدماً بهدف تطوير أساليب وطرائق التدريس التي نستخدمها كذلك وسائل التعلم لدى أبنائنا الطلبة. وسعينا بنفس القدر للحصول على المساندة اللازمة لما نتخذه من مبادرات وإنه لمن دواعي سعادتي اليوم أننا ونحن نسعى لتطوير استخدامنا للتكنولوجيا المتنقلة أن نحظى بمساندة ومساعدة شركة أبل لما تتمتع به من مكانة وقدرات إبداعية عالية على مستوى العالم.
تبعات مستقبلية
ونوه معاليه في معرض كلمته بعدد من الموضوعات ذات التأثير في اتجاه التعليم المتنقل إلى جانب إسهامها في تشكيل مبادرة i-Pad. حيث قال: «في الوقت الذي نتبنى فيه التكنولوجيا المتنقلة، لا بد وأن نسأل أنفسنا حول تبعات الانتقالية. لقد قال روجر توري باترسون، عالم الطيور الشهير، أن للطيور أجنحة، فهي طليقة، ويمكنها أن تطير متى شاءت، ولديها القدرة على الحركة التي يحسدها عليها الكثيرون، ويمكننا القول إن جهاز الكمبيوتر العادي قد أتاح لنا فرصة الطيران حيث ومتى نشاء، لكننا رغم ذلك نظل رهينة المقعد الذي يلزمنا بالبقاء أمام الجهاز، حتى جهاز الكمبيوتر المحمول يلزمنا بالبقاء جالسين في مكان يلائم الجهاز».
وأضاف معاليه: «إننا الآن نقدر تحليقنا الفعلي مع الكمبيوتر ولكن بتحفظ ما لم يتمكن الجهاز نفسه من الطيران والتحليق كذلك. وإذا تمكنا من الحركة متى وحيث شئنا لابد هنا للجهاز أو الآلة المستخدمة التمتع أيضاً بالقدرة على الانتقال، أي لا بد لها من الانسجام مع فكرتنا القديمة حول التنقل والحركة ونقصد بذلك انتقال أجسادنا من مكان وموقع لآخر.
الآن وحسب مفهومي الحركة الفعلي والمادي فقد أصبح بمقدورنا التحليق مع جهاز i-Pad كالطيور تماماً». ولفت معاليه: «إن استخدام التكنولوجيا المتنقلة، هو إعلان صريح من كلياتنا وجامعاتنا الوطنية بأننا ننتظر من مدرسينا وطلابنا حمل أجهزة i-Pad الخاصة بهم في أيديهم دائماً. ولا بد لنا أن نكون دائماً على أهبة الاستعداد للطيران متى وحيث أردنا. إننا نجتمع اليوم للبحث في سبل ما قد يحدثه ذلك التوقع من تغير في التعليم، وعلينا أن نتذكر دائماً بأن التكنولوجيا المتنقلة في المجال التعليمي خاصة، ليست سوى أداة لخدمة أهداف محددة. على أن نعرف السبب وراء استخدامها،
تطلعات مستقبلية
قال معالي حميد القطامي وزير التربية والتعليم: «إن إطلاق تجربة التعليم الإلكتروني في مؤسسات التعليم العالي، يعد نقلة نوعية نفتخر بها في دولة الإمارات، وهذا سوف يمهد لمرحلة مقبلة نطمح من خلالها أن يكون التعليم الإلكتروني يشمل كافة المراحل الدراسية، لما له من انعكاسات إيجابية على رفع المهارات واكتساب الخبرات وتطوير المخرجات».
من جانبه، أشار الدكتور عبدالله الخنبشي مدير جامعة الإمارات، إلى أن انعقاد المؤتمر بحد ذاته يعتبر نقلة نوعية في العملية التعليمية المواكبة للتطورات التقنية التي تعتبر الأحدث على مستوى العالم، وهو ما يمز مؤسساتنا التعليمية في دولة الإمارات، ولا شك أن هذه النقلة النوعية في العملية التعليمية سيكون لها آثارها المستقبلية على المهارات والخبرات وجودة المخرجات التي يمتلكها خريجو مؤسساتنا التعليمية الرسمية، سيما وان جامعة الإمارات عملت على تطوير برامجها التعليمية ومساقاتها الأكاديمية انطلاقاً من تلك الرؤية المستقبلية.
كما أشار الدكتور طيب كمالي مدير كليات التقنية العليا، إلى أن انعقاد المؤتمر يعمل على تحفيز المتعلمين على التعلم التفاعلي والحقيقي، في كافة المجالات العلمية بالاستناد إلى مفاهيم استخدام آخر منجزات ومخرجات التقنية، والعمل على المحافظة على الجودة وتطوير أساليب التربية، ذات الصلة في بيئة مفتوحة مؤكداً أهمية الاستقرار في تحقيق ما نطمح إليه في التعليم الإلكتروني.
اختبار طرق جديدة لتطوير حس الطلبة بالمسؤولية
أشار معالي الشيخ نهيان إلى أن هناك شعوراً عاماً بالقلق نحو الاستخدام غير المناسب للأجهزة الإلكترونية وخاصة المتنقلة منها. على سبيل المثال لا الحصر، إرسال واستلام صور ورسائل مشينة والغش في الامتحانات والإزعاج داخل قاعات الدراسة، لافتاً معاليه إلى أنه لا بد هنا للمدارس والكليات والجامعات من مواصلة النقاش حول هذه القضايا، والتركيز على توعية الطلبة وسلوكياتهم والتقويم المستمر والاستفادة من تجارب مؤسسات أخرى في هذا الصدد، ولا بد من وضع واختبار طرائق جديدة لتطوير حس طلبتنا بالمسؤولية.
وأكد معاليه، «أن لأعضاء هيئة التدريس دوراً مهماً في تطوير استخدامات i-Pad لتحسين عملية التعليم والتعلم. وعلينا أن نتذكر دائماً أن التعليم يكون ناجحاً عندما يشارك الطلبة في التعليم الخاص بهم. سيقوم المدرسون الأذكياء بتحديد واختبار الطرائق التي يمكن لجهاز i-Pad من خلالها تغذية نمو شخص مثقف. وعلى أعضاء هيئة التدريس استحداث وتعزيز تلك المشاركات، وسوف يحقق كل من الطالب والمعلم فوائد جمة في حال توفير مناخ من الانفتاح والإبداع داخل الفصل الدراسي كذلك وفي ظل التكنولوجيا المتنقلة خارج الفصل الدراسي أيضاً».
وأضاف: «يجب أن يلزم التفكير التربوي السليم الطلبة على الشروع في استخدام التكنولوجيا في سن مبكرة وتسعى دولة الإمارات لوضع خطط طموحة لاستخدامها في كافة المراحل الدراسية. إن نجاح مبادرات i-Pad في وجامعاتنا سوف يمهد الطريق أمام استخدامات تكنولوجية متطورة في مدارس K1-12. ولتحقيق النجاح ينبغي تعزيز التعاون الوثيق بين المؤسسات التعليمية وجهات تطوير التكنولوجيا، ولقد أكدت تجربتنا السابقة ازدهار وترعرع الإبداع عندما يعمل كل من الأكاديميين ومطوري التكنولوجيا معاً وبشكل ديناميكي فإن الفائدة تعم الجميع».
جولة تفقدية
كما قام معالي الشيخ نهيان بالتوقيع رسمياً على اتفاقية التعاون العلمي مع شركة أبل، للإشراف على تنفيذ خطط وبرامج التعليم الإلكتروني، وفق المعايير العالمية ثم قام معاليه باصطحاب نائب رئيس شركة أبل والوفد المرافق له بجولة تفقدية للحرم الجامعي الجديد، حيث زار قاعات ومختبرات تقنية المعلومات، واطلع على التطبيقات العملية التي ينفذها الطلاب باستخدام التقنيات الجديدة.
