أكد معالي حميد محمد القطامي وزير التربية والتعليم أن الإدارة المدرسية هي أساس عملية التطوير، التي تحتاج لأن يكون لدينا الإصرار والعزيمة، والعمل جميعاً داخل المدرسة بروح الفريق الواحد، مع توثيق علاقة البيت بالمدرسة، لتكون الشراكة متكاملة، وتحقق الجهود المبذولة أهدافها.
وتحدث معاليه عن تجربة مدرسة الأرقم في منطقة الشارقة التعليمية، التي قام بزيارتها قبل يومين، حيث قامت ادارة المدرسة بعرض فيلم لها يشرح تجربتها نحو التغير ومدى وصولها الى ما تطمح اليه ، لافتاً معاليه الى أن المدرسة ابتكرت مجموعة من البرامج التطويرية، ونفذتها ذاتياً، حيث تعد تجربة مدرسة الأرقم دليلاً واقعياً، للمدرسة العصرية التي استشعرت دورها بكل مسؤولية، فأطلقت لنفسها عنان الإبداع والابتكار والتطوير الذاتي، متجاوزة بذلك ما يمكن أن يسميه، البعض أو يعده من التحديات.
جاء ذلك خلال افتتاح معاليه أعمال المؤتمر التربوي الثاني الذي عقدته الوزارة صباح أمس، بحضور قيادات الوزارة التربوية والمسؤولين، ومجموعة من الخبراء والمتخصصين، ومشاركة كبيرة من مديري ومديرات المدارس، حيث اطلق القطامي، ميثاق المعلم الذي من شأنه احداث نقلة نوعيه في مهنه التعليم، ومن المقرر ان يتم توزيعه على مدارس الدولة للعمل به.
وقال معالي القطامي عقب عرض الفيلم التسجيلي : ( العزيمة تحقق المعجزات، وإن لم تكن لدينا إرادة قادرة على استيعاب النظم والاستراتيجيات ومواكبة المستجدات الجارية في العالم على صعيد التعليم والتفاعل معها ومع ما يحيط بنا في هذا الشأن، فسوف نظل أسرى لقضية التغيير والتحول).
مسيرة
وأوضح ان مسيرة التعليم في دولتنا وهي تحظى بكل هذا الاهتمام من جانب قيادتنا الحكيمة، باتت ترتكز في منطلقاتها، وسعيها لتحقيق أهدافها، على مجموعة من المبادرات، منها ما يرتبط باستراتيجية ( 2010/ 2020)، وآخر ببرمجة سنوية، إلى جانب ارتباط بعض هذه المبادرات بإدارات الوزارة المركزية، وأخرى بالمناطق التعليمية، وبين الوزارة والمنطقة تبقى المدرسة هي أساس انطلاقاتنا، ومفتاح عملية التطوير ودفته الرئيسة، التي يعول عليها وعلى ما تزخر به من خبرات وكفاءات، لتحقيق أهدافنا والارتقاء بمستوى خدماتنا التعليمية وجودتها .
وقال معاليه: ( إن المؤتمر التربوي الثاني ينعقد هذا العام، ونحن أكثر تفاؤلاً، وأشد إصراراً على استكمال خطواتنا التي قطعناها من أجل الوصول بنظامنا التعليمي إلى ما يواكب حركة التقدم، والرفاهية التي تشهدها دولتنا في ظل قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وإخوانهما أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات).
شكر وعرفان
وتقدم معاليه في مستهل كلمته بأسمى آيات الشكر والعرفان إلى مقام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لرعايته الكريمة للمؤتمر، ودعمه اللامحدود لمسيرة التعليم، ومتابعة سموه الحثيثة لكل جهود التطوير، كما تقدم بالشكر والامتنان إلى سموه لتفضله بزيارة مدارس الدولة في اليوم الدراسي الأول، وحرصه على تلمس أحوال أبنائه الطلبة داخل الفصول، والتعرف إلى طموحاتهم وبث الهمم في نفوسهم، وتحفيزهم نحو النهل من العلم، وخدمة وطنهم، مؤكداً معاليه أن زيارة صاحب السمو تعد حالة فريدة في عالمنا، واستثنائية نعدها وساماً على صدورنا جميعاً .
وقال معالي القطامي : نحن الآن أمام مرحلة مهمة لتعزيز ثقافة التغيير، فيما أكد : لم يعد يفصلنا عن تحقيق أهدافنا شيء، ما دامت مقومات النجاح قد توفرت، في هذا الدعم اللامحدود من قيادتنا الحكيمة للتعليم، وليس ثمة ما نحتاجه سوى المزيد من العزيمة، المزيد من الإصرار، في صفوف كوادرنا البشرية من معلمين وموجهين ومديري ومديرات مدارس، نثق في قدرتهم جميعاً، وعطائهم الجزيل، وروح التحدي التي تميزهم.
وشملت قائمة المبادرات والمشروعات التي استعرضها معالي وزير التربية : تطوير المناهج، ونظام إدارة الأداء، والإرشاد الأكاديمي، والميثاق الأخلاقي للمعلم، والاعتماد المدرسي، وفعاليات وأنشطة، وتطوير القيادات المدرسية، كما شملت أيضا مشاريع الاولمبياد المدرسي، وتطوير معايير المقاصف المدرسية، والتواصل المجتمعي، والقوانين و التشريعات، والنظم التعليمية واللوائح، وجائزة وزارة التربية.
التعلم الذكي
وفي الجلسة الأولى للمؤتمر عرض مروان أحمد الصوالح وكيل وزارة التربية المساعد للخدمات المساندة، تفاصيل برنامج محمد بن راشد للتعلم الذكي، وما تم إنجازه خلال المرحلة التحضيرية، وذكر أن البرنامج سيجري تنفيذه على مدار خمس سنوات مقسمة إلى ثلاث مراحل هي : المرحلة التمهيدية، والتطبيقية، ومرحلة المتابعة والصيانة.
وتفصيلاً قال، إن المرحلة الأولى تشمل : تطوير وتدريب المعلمين، وتهيئة وتجهيز الصفوف الذكية،
وتوزيع أجهزة الحاسب المحمول للمدرسين، وتوفير شبكة خاصة للمدارس، وتهيئة الفصل للبيئة الدراسية الإلكترونية، وتوزيع الألواح الذكية على الطلاب، والتغذية المرجعية، وتوفير برامج إدارة الصف الإلكتروني، وتطبيق المناهج الإلكترونية والمواد التفاعلية بشكل جزئي.
كما أشار إلى الأهداف التي تضمنتها خطة البرنامج وفي مقدمتها، تطوير بيئة التعليم باستخدام التعلم التفاعلي الذكي، وتطوير أداء الطلبة من خلال تمكينهم تقنياً بما يتوافق مع المعايير العالمية، وربط الطالب والمعلم بالمهارات المعرفية والتقنية للقرن الواحد والعشرين، وتسخير تقنية المعلومات والاتصالات لتمكين الهيئة التعليمية من قياس مخرجات ومهارات التعليم بشكل اكثر دقة، إلى جانب تيسير التواصل الفعال بين عناصر العملية التعليمية والمجتمع للاستفادة المثلى من الموارد المتاحة.
وقال : ( لقد تم تشكيل فريق عمل لدراسة طريقة تنفيذ المشروع ورؤيته على أرض الواقع ومن خلال زيارتنا لكل من (كوريا- استراليا- تركيا) توصلنا إلى أن التقنية مجرد أداة مساعده لنقل المعرفة وقد توظف هذه التقنية في تطبيقات متطورة تدعم العملية التعليمية سواء برفع كفاءة التعليم في الصف الدراسي أو المخرج التعليمي بشكل عام من مداخل عدة أهمها : إثراء المناهج بمواد تفاعلية، وغرس الإبداع لدى الطالب ودفعه للتعلم الذاتي، وبناء بيئة تكنولوجية متطورة، ومعلم ريادي ومبادر، وبناء شبكات التواصل بين كافة عناصر العملية التعليمية).
وأوضح أن البرنامج يستهدف الصف السابع من الحلقة الثانية، وتشمل مواد : اللغة العربية، اللغة الإنجليزية، العلوم، الرياضيات، فيما أرجع أسباب اختيار هذه المواد على وجه التحديد إلى دخولها في الاختبارات الوطنية والدولية، وتوافر محتويات إلكترونية تفاعلية داعمة لها، فضلاً عن توفر رصيد داعم من الاختبارات في بنك الأسئلة، إلى جانب أن أفضل الممارسات العالمية في مجال المناهج الإلكترونية تستهدف كل من مواد اللغات والعلو والرياضيات.
الرقابة المدرسية
أوضحت فاطمة بن حزيم من إدارة التوجيه والرقابة على المدارس الحكومية في وزارة التربية والتعليم خلال الجلسة الحوارية لاستعراض مشاريع ومبادرات الوزارة المستحدثة، أن الوزارة تبنت عملية الرقابة على المدارس الحكومية بهدف ضمان جودة الأداء التعليمي والتربوي في جميع المدارس الحكومية ، لافتة إلى أن التطبيق الكامل لعمليات الرقابة بدأ بالفعل مع انطلاق العام الدراسي.
