ترجمة لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي اطلق "مبادرة التعلم الذكي" في ابريل الماضي أعلنت وزارة التربية والتعليم بدء تنفيذ برنامج محمد بن راشد للتعلم الذكي، والذي يستمر لمدة خمس سنوات ليشمل كافة مدارس الدولة وتتسلم الوزارة مرحلة متابعته وصيانته في سبتمبر 2017، وشكل اعلان مراحل تطور المبادرة وتفاصيل المرحلة التمهيدية على أن تبدأ الوزارة تجهيز 8 مدارس اختيرت لتنفيذ المبادرة كمرحلة اولى وتطبق التعلم الذكي في الفصل الدراسي الاول على ان تنتهي الوزارة من تنفيذ البرنامج في 16 مدرسة العام الدراسي المقبل.
وقال معالي حميد محمد القطامي وزير التربية والتعليم إن العملية التعليمية الآن أمام مرحلة بالغة الأهمية تتطلب تعزيز العمل بروح الفريق الواحد، والاستثمار الأمثل لما يزخر به ميداننا التربوي من خبرات وكفاءات، ودعم شراكتنا مع جميع المؤسسات الوطنية، من أجل مواكبة التقدم الذي تشهده دولتنا عربياً وإقليمياً ودولياً في ظل قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وإخوانهما أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات.
جاء ذلك خلال افتتاح معالي القطامي اللقاء التعريفي لبرنامج محمد بن راشد للتعلم الذكي أمس، بحضور مروان أحمد الصوالح وكيل وزارة التربية المساعد للخدمات المساندة، والدكتور عيسى البستكي المدير التنفيذي لصندوق الاتصالات ونظم المعلومات، وعدد من مديري الإدارات المركزية والمناطق التعليمية ومديراتها، وفريق العمل المشترك بين الوزارة وهيئة تنظيم الاتصالات القائم على تنفيذ البرنامج، ومشاركة مديري المدارس المستهدفة من المرحلة الأولى للبرنامج ومديراتها ومعلميها ومعلماتها.
التحدي
وفي مستهل كلمته رفع معالي وزير التربية أسمى آيات الشكر والعرفان لقيادتنا الرشيدة لرعايتها مسيرة التعليم برؤية ثاقبة تتخطى حدود الوتيرة المتسارعة التي يشهدها العالم في نظمه وتقنياته، وحتى تطلعاته.
وأكد معاليه أن اللقاء التعريفي، ليس مقصوراً على توزيع أدوار أو تحديد اتجاهات أو مدارس سيبدأ فيها البرنامج الطموح لتطوير التعليم، مؤكداً أن اللقاء يعد عملية تحضير مهمة للتعامل مع التحدي الذي يجسده لنا قول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حين أكد سموه يوم مباركته الكريمة لبرنامج محمد بن راشد للتعلم الذكي قائلاً: "إننا نؤمن بأن رؤيتنا وطموحاتنا لمستقبل أفضل للإمارات يبدأ من مدارسنا وصفوفنا ومناهجنا التعليمية، وبأن أجيالنا الجديدة تقع عليهم مسؤولية كبرى في تحقيق هذه الطموحات ومسؤوليتنا الوطنية تجاههم هي إعدادهم لعالم جديد يتطلب مهارات متقدمة، نريدهم أن يكونوا جاهزين له، حتى ينفعوا أنفسهم وأوطانهم".
واستكمل معالي القطامي: ان هذا هو التحدي الحقيقي الذي نتعامل معه الآن، ونحن على ثقة في قدرة إدارات المناطق التعليمية والمدرسية، وعناصرنا التربوية المميزة، وإخلاص الجميع في العطاء وبذل الجهد، كما اننا على يقين من أن أهدافنا ستتحقق بإذن الله، طالما أن هناك مؤسسات وطنية عملاقة ممثلة في الهيئة العامة لتنظيم الاتصالات، وصندوق الاتصالات ونظم المعلومات تقف وراء تنفيذ برنامجنا، ولا تدخر وسعاً في سبيل الارتقاء بمستوى مدارسنا وجودة خدماتنا التعليمية.
وثمن معالي القطامي الدور الكبير الذي يقوم به فريق العمل المشترك من وزارة التربية والتعليم وهيئة تنظيم الاتصالات المكلف بالإشراف على برنامج محمد بن راشد للتعلم الذكي، وحيا جهده المبذول من أجل تنفيذ البرنامج وفق أفضل الممارسات المطبقة في مجال التعلم الذكي عالمياً. وكان معالي القطامي قد افتتح معرض تقنيات التعليم المصاحب للقاء التعريفي، وتبادل معاليه أطراف الحديث مع مسؤولي الشركات والمؤسسات العالمية العاملة وتكنولوجيا التعليم، حول المستقبل وتحدياته وفرص التعلم المعتمدة على الأساليب المبتكرة.
نقلة نوعية
من جانبه قال الدكتور عيسى البستكي المدير التنفيذي لصندوق الاتصالات ونظم المعلومات إن برنامج محمد بن راشد للتعلم الذكي يعد النقلة النوعية الكبرى ليس في دولة الإمارات فحسب، وإنما على صعيد المنطقة، مؤكداً أن هذا ليس بالغريب على دولة الإمارات، التي تتصدر قوائم الإنجازات الإقليمية والعالمية.
وذكر أن أهمية البرنامج تتضح من كونه يأتي في سياق توظيف التكنولوجيا الحديثة، ودمجها في أنماط التعليم، لتغدو قادرة على مواكبة النهضة الحضارية التي تشهدها الخارطة التعليمية الدولية.
وتابع البستكي أن التكنولوجيا المعاصرة باتت عصباً حيوياً في شريان الاقتصاد العالمي، ونحن في صندوق الاتصالات ونظم المعلومات، سنعمل على تكريس كل الإمكانات المتاحة لإنجاح البرنامج العملاق والطموح، لدفع عجلة الاقتصاد إلى الأمام وخلق آفاق جديدة في الأسواق، وذلك للارتباط الوثيق بين التعليم والأعمال، فلا يخفى على أحد أن مخرجات التعليم اليوم تلعب الدور الرئيس في رسم خارطة الأنشطة الاقتصادية وصياغة ملامحها، فكلما كانت المخرجات العلمية أكثر فاعلية جاءت التوجهات الاقتصادية أكثر نضجاً.
الصف السابع
وفي استعراض مروان أحمد الصوالح وكيل وزارة التربية المساعد للخدمات المساندة وتفاصيل المرحلة التمهيدية، قال إن البرنامج سيشمل في هذه المرحلة ما بين 8 إلى 16 مدرسة من مدارس الحلقة الثانية، وبالتحديد الصف السابع، وفي مواد (الرياضيات والعلوم واللغة العربية واللغة الإنجليزية)، لكونها المواد الرئيسة في العملية التعليمية، ولأنها هي المرتبطة بالاختبارات الوطنية والدولية، إذ سيبدأ ذلك في 3 مدارس من مدارس منطقة دبي التعليمية وهي مدرسة ند الحمر ومدرسة عمر بن الخطاب النموذجية ومدرسة الأميرة هيا بنت الحسين، و3 في تعليمية الشارقة، وهي ام الرومان وخالد بن محمد، والمجد النموذجية، ومدرستين في منطقة عجمان التعليمية وهي ام عمار ومزيرع.
موضحا ان 980 طالبا سوف يستفيدون من التعلم الذكي في 8 مدارس التي ستطبق فيها المبادرة في الفصل الدراسي الاول. وأوضح أن المرحلة التمهيدية التي ستبدأ من سبتمبر من العام القادم وحتى يوليو من العام 2016 ستشهد تطوير مهارات المعلمين، وتدريب مختلف المستويات المتصلة بالبرنامج، إضافة إلى توفير قنوات تواصل الدعم الفني والتقني، وتوزيع الألواح الذكية على الطلبة، وأجهزة الحاسب المحمول على المعلمين، كما ستشهد تهيئة وتجهيز الصفوف الذكية، وتطبيق المناهج الإلكترونية، وتوفير السبورات الذكية، وشبكات التواصل الخاصة للمدارس.
تطبيق المشروع
وبالنسبة للمرحلة التطبيقية التي ستبدأ من سبتمبر 2013 وحتى يوليو من العام 2016، فستشهد تطبيق المشروع على جميع مدارس الدولة الحكومية والمراحل التعليمية كافة، كما ستشهد تطويرا نوعيا للبنية التحتية، وبرامج ووسائل التعليم، وإثراء المناهج الإلكترونية، وتطوير البرامج الإدارية والدراسية، والوسائل التقنية للنظام الخاص بالطالب والمعلم، وأصحاب القرار، وأولياء الأمور، والإدارة المدرسية.
وذكر، انه تم تشكيل فريق عمل لدراسة طريقة تنفيذ المشروع ورؤيتة على ارض الواقع حيث زار الفريق كوريا واستراليا وتركيا وتوصلوا الى ان التقنية مجرد اداة مساعدة لنقل المعرفة وقد توظف هذه التقنية في تطبيقات متطورة تدعم العملية التعليمية سواء رفع كفاءة التعليم في الصف الدراسي او المخرج التعليمي بشكل عام.
وذلك من خلال اثراء المناهج بمواد تفاعلية ومراقبة اداء الطالب وطرح انشطة تفاعلية على اختلاف مستويات فهم الطلاب ومن خلال الزيارات التي اجرها الفريق عززت لديهم اهمية دور المعلم في استخدام هذه الاداة لنقل المعرفة. وذكر ان الوزارة قطعت شوطا كبيرا في هذا المجال ولكن نجاح المشروع مبني على عدة اسس منها التعاون التام من الهيئة التدريسية والادارية في المدارس والتواصل المستمر والاقتراحات البناءة.
فروق فردية
وفي السياق ذاته أوضح حمد المنصوري مدير عام البرنامج أن البرنامج يراعي الفروق الفردية بين الطلبة، والقدرات الذهنية لهم أثناء استخدام وتطبيق وسائل التعليم الأكثر تطوراً، مؤكداً أن البرنامج سيحفز الطالب على النهل من العلم بطرق أكثر جذباً، وذلك لما يستند إليه من أفضل التجهيزات وتكنولوجيا التعليم الذكية، التي من شأنها رفع كفاءة العملية التعليمية، وتعزيز مخرجاتها بالمهارات العليا، وإثراء الحياة التعليمية للطالب وخبراته.
وأكد أن الفريق القائم على تنفيذ المشروع يتطلع إلى تحقيق الأهداف المرجوة، كما يأمل توفير بيئة تعليمية إلكترونية، تعتمد على نقل الخبرات من المعلم إلى الطالب، وبين الطلبة بعضهم البعض، وصولاً إلى التطوير الذاتي، إلى جانب استحداث برنامج الذكاء الصناعي لمساعدة المعلم للتعرف إلى نقاط القوة والضعف لدى الطالب، ومن ثم التعامل معها بمهنية واحترافية. تفصيل المرحلة التمهيدية
ستشمل البرامج في هذه المراحل 8 ـ 16 مدرسة لصفوف المرحلة السابعة «الحلقة الثانية» فقط في المواد التالية:
(الرياضيات، العلوم، اللغة العربية، الإنجليزي)
الدعم الفني: توفير شخص تقني لكل مدرسة لضمان عمل الأجهزة الإلكترونية بالشكل المطلوب ووفقاً للخطة الاستراتيجية
الموجه التربوي: توفير موجه تربوي لكل مدرسة لضمان التطوير المستمر للمدارس لمواكبة التغير في أسلوب الشرح المتوقع وإدارة الفصل الدراسي الإلكتروني
المرحلة الأولى التمهيدية
تطوير مهارات المعلمين
تدريب لمختلف المستويات
توفير تدريب دوري
توفير قنوات تواصل للدعم الفني والتقني
توزيع الألواح الذكية على الطلبة
توفير برامج إدارة الصف الإلكتروني
توزيع أجهزة الحاسب المحمول للمدرسين
تهيئة وتجهيز الصفوف الذكية
تطبيق المناهج الإلكترونية
السبورات الذكية
تهيئة الفصل للبيئة الدراسية الإلكترونية
التغذية المرجعية
توفير شبكة خاصة للمدارس
تطبيق المواد التفاعلية بشكل جزئي
المرحلة الثانية التمهيدية
تطوير الشبكة الإلكترونية الخاصة بالمدارس
إضافة من 6 ـ 8 مدارس في باقي إمارات الدولة
تطبيق المراحل السابقة في هذه المرحلة
الميدان التربوي: استعداد تام لتجربة المبادرة
الميدان التربوي اعرب عدد من مديري المدارس التي وقع عليها الاختيار لتحويل فصول الصف السابع بها الى صفوف تعلم ذكي، عن سعادتهم انهم ضمن المجموعة الاولى التي تكون تجربة للمبادرة، متمنين ان تحقق هذه المبادرة الاهداف السامية للقيادة الرشيدة، وقال جمال حسن الشيبة- مدرسة عمر بن الخطاب النموذجية للتعليم الأساسي والثانوي، إن مدرسته بفضل رؤى قيادتنا الحكيمة في خططها المستقبلية في ما يخص التربية والتعليم والتطور السريع الذي يسابق الزمن وينافس الدول المتقدمة، تم اعتمادها لتكون من المدارس التي وقع الاختيار عليها في التعليم الذكي.
وسيكون الصف السابع كبداية وتجربة لهذا التطور، جاء ذلك على هامش اللقاء التعريفي بمبادرة التعلم الذكي والذي نظمته وزارة التربية وبحضور اللجنة المشرفة على متابعة تنفيذ الآليات العملية لهذه المبادرة وقد تم شرح تفاصيل خطوات تنفيذها بحضور المعلمين المعنيين والمكلفين في الصف السابع للعام الدراسي القادم 2012 - 2013 في جميع التخصصات، لقد كانت بمثابة ورشة عمل الجميع (الهيئة الإدارية والتدريسية) معني فيها وكل بحسب تخصصه وعلمنا بتخصيص مشرف تربوي لكل مدرسة معينة بتطبيق المشروع.
وكذلك خبير كمبيوتر لمتابعة العثرات التي قد تصادفنا خلال أيام الدراسة لمعالجتها أولا بأول ونحن بدورنا وعند إعلامنا باختيار مدرستنا لتطبيق رؤى قيادتنا في هذا المشروع العملاق الذي سيعمل على تغيير معالم التعليم في دولتنا قمنا بتشكيل فريق عمل داخلي كرديف مساعد للفريق المكلف من وزارة التربية والتعليم والمعني بمتابعة الخطوات العملية التي ستؤدي إلى تغيير في الشبكة الداخلية وتغيير جذري في نظام الفصول الدراسية وتأثيثها.
وقد جاءت هذه الأفكار الابداعية (التعليم الذكي) لتناسب أبناءنا الطلاب في تميزهم في استخدام التكنولوجيا المتطورة وكانت لفكرة التعليم الذكي باستخدام الوسائل الحديثة من التكنولوجيا مثل ipad و iphone وغيرها من الأجهزة المتطورة والتي يتداولها طلابنا في حياتهم وتوظيفها في عملية التعليم فكرة صائبة وجيدة جدا في تصوري ونحن في شغف لتطبيقها على الواقع وملامسة هذا التطور بين ابنائنا وفي مدارسنا.
من جهتها قالت سلامة بو شهاب مديرة مدرسة الأميرة هيا بنت الحسين، إن مبادرة برنامج محمد بن راشد للتعلم الذكي دليل على الحرص على تطوير التعليم والاهتمام بتطويع الوسائل التقنية لخدمة التعليم والطالب سعيا لإعداد طالب مبدع يساير العالم ويساهم في بناء المجتمع فلابد من مواكبة التطور التقني والاستفادة من خبرات الآخرين ولابد من النظر للجانب الايجابي للمبادرة واستثمارها واستغلالها لترغيب الطالب في اللغة العربية لأنها مادة من المواد التي سيطبق عليها البرنامج من خلال البحث والكتابة.
لا غنى عن الكتاب
قالت الشيخة خلود القاسمي مديرة ادارة المناهج في وزارة التربية والتعليم، إنه لا يوجد تغير في الخطة الدراسية لطلبة الصف السابع الذين سيطبق عليهم مشروع التعلم الذكي، كما انه لا يوجد غنى عن الكتاب الورقي، فضلا عن وجود مناهج تفاعلية، موضحة ان الكتب سيتم تحويلها الى مناهج الكترونية لتستخدم في التعلم الذكي الى جانب الكتاب الورقي.
التحكم في أجهزة الطلبة
سيتحكم المعلم في الاجهزة الالكترونية التي هي بحوزة الطلبة اثناء الدرس، كما انه يمكنه اغلاق كافة الاجهزة، وذلك تفاديا كي لا يلهو الطالب اثناء شرح الدرس
وستقوم الوزارة بتوزيع اجهزة حاسوب على كافة معلمي تلك المواد في المدارس المستهدفة، حتى يتمكن المعلم من النظام الالكتروني وتحضير الدروس الكترونيا.
«التربية» تفلتر «اليوتيوب»
حرصت وزارة التربية والتعليم على توفير برنامج لحماية الاطفال الذين سوف يتملكون اجهزة أي باد خلال فترة تواجدهم في المدرسة فقط ومتاح تحت ايديهم فتح كافة المواقع، وكانت الوزارة عملت على فلترة وتنظيف كافة مقاطع "اليوتيوب" حتى يمكن استخدامها بشكل سليم من دون خوف على الطلبة من الدخول الى مواقع محظورة.
لمحة استراتيجية لمراحل برنامج محمد بن راشد للتعلم الذكي
خطة تطبيق المشروع


